-1-
انهم كالمافيا يا عزيزى، فكما تعرف:
They don't even fuckin exist!!.
يعرب الطرابيشى باشا عن قلقه و هو فى ذلك على حق. فأنتشار جماعات العنف المعروفة بأسم " جرين جوريلاز" قد زاد و أصبح لهم وجود ملموس، و قد اعلنوا فى الفيديو الاخير لهم ان معاركهم لم تنتهى و ان أى " امين" سيتم ذكره فى اى قضية تعذيب سيتم خطفه و تعليقه من سرسور ودنه فى ميدان التحرير، كما حدث.
يعلق الطرابيشى باشا ان العنف المقابل لعنف التعذيب فى دولة ارتفع بها سعر رطل اللحوم و انخفض بها سعر سندوشات السجق وانخفضت كمية الحشو، لهو امر مقلق.. هذا العنف المتبادل بين " آل-أمين" و الشعب او جماعات العنف الشعبى لم يعد بالأمر الهين، فخطف " آل-أمين" من الكامبات و تسليم جثثهم الى الطرابيشى باشا فى حفل مهيب كما حفل عروس النيل أصبح امر شبه يومى... وهو ان كان يقول الحق الا انه يذكر نصف الحقيقة فقط، فاذا كان الخطف و التعليق شبه يومى، فذلك لأن التعذيب قد اصبح يومياً..
-2-
عزيزى المواطن: انت لم تعد أمناً.. نعم هى حقيقة لابد لك من استيعابها و تصديقها حيث ان نظرة البلاهة و الأستنكار التى تغطى ملامح وجهك و انت تقرأ هذه الكلمات لها دلالة واحدة من اثنتين اما انك تقرأ من خارج الحدود اما انك من إياهم، و أياك و الكذب.
"لم يعد هناك امان.. هكذا قال الرب.. اطلق عليكم وحوش الصحراء و جوارح السماء و اسماك البحر، حتى مترو الأنفاق لن يفلت من قبضتى و سيخرج عليكم من قضبانه. "
فالغنى اذا ترنح يسنده اصدقاءه، اما المسكين اذا سقط فأصدقائه ينبذونه.
"ثم رأيت وحشاً بخمسة روؤس و عشرة قرون خارجاً من المياه، رجليه رجلى دب و جسمه جسم فيل و رأسه كرأس أسد، واذ بالوحش يصرخ: انا عايز اربعة يكتفونى!!!."
-3-
نعم، عزيزى المواطن: انت لم تعد امناً.
التحولات التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط اختلطت بالعولمة فحدثت تلك القطيعة المعرفية الكبرى مع التراث و انقلب الثابت الى متحول. و تجلت فى قلب القدرة على فمها ما تطلعش البنت لأمها. فالحال تغير و بعد أن كان "آل-أمين" فى خدمة الشعب، اصبح "آل-أمين" والشعب فى خدمة الوطن، و احنا عارفين كما قال الوحش: ان أخر خدمة الوطن علقة.
يحكى لنا الشيخ زبير فى الأثر، ان التاجر شيلوك، تاجر البندقية، قد باع البندقية ل"آل-أمين". واخبره ان من سيأخذ البندقية، سيأخذ منه رطل من لحمه.
و هو ما حدث، حيث سربها بعد ذلك الى سائق الاوتوبيس الذى لم يكن يرغب سوى قتل عبد الفتاح فقط، فقتل معه خمسة اخرون. انت لم تعد امناً.. لماذا لا تصدقنى؟
وسائل مواصلاتك، عُرضة اما لاندلاع حريق او خروج من قضبان او حتى سائق مجنون يطلق النار عليك اذا وُجد معكم عبد الفتاح، وأضعف الأيمان ان تتوقف طويلاً فى احدى الأنفاق فى انتظار الفرج.
الشوارع محفوفة بالمخاطر، معاك بطاقة؟ او عشرة جنيه او حتى لفافة بانجو، او كارت شحن، و اذا صرخت استنجدت بالامين او أستخدم كلمة السر فتظهر " الجرين جوريلاز".. لمزيد من الاطمئنان، اذا رغبت، اصرخ " جزر "، تجدهم بجوارك
-4-
فى رواية العتبة جزاز الشهيرة، يخبرنا المثقفون بنفس واحد: السلم نايلو فى نايلو و العتبة جزاز، و اللى يخون بلده و اهله يستاهل الحرق بجاز.
وهو ما علق عليه الدكتور سنجلاب قائلاً:" ده Metaphor يا بهايم، هو فى حد بيتحرق بجاز؟".. ويكمل بلغة علمية دقيقة:
They don't exist out of our minds, idiots.
انها مجرد خيالات شعبوية فانتازاوية مستمدة من التراث المصرى و يتساءل: هل توجد امنا الغولة يا ابن العبيطة؟ هل رأيت بديك ام عينك ابو رجل مسلوخة؟ او بروح امك سمعت قبل كده صوت النداهة و هى بتنده اسمك ؟ انها مجرد خيالات، ولكنها تخيف الاطفال و تترسب فى الذهن فتختلط الامور و تصبح ركيزة أساسية من التكوين الثقافى المستقبلى، فتصبح الطبطبة على الكتف ضرب، و لعبة صَلَح تعذيب، و تأديب الفتيات اغتصاب، و هكذا. لقد انقلب الحال نتيجة العولمة، خذ عندك مثلاً: اقلب القدرة على فمها كده؟... خلاص معدش زى زمان ومش حتطلع البنت لأمها.. قال على رأى المثل: البيت بيت ابونا، و ييجى الشعب يطردونا.
-5-
تقول ام نفادى للطرابيشى باشا: "هاتلى أتر منهم و اتر من الشعب و انا اعملك ليهم عمل ما يخرش الميه. ابعد ده عن ده، يرتاح ده من ده".. وهو ما كان.
فقد اخذ " آل-أمين" الحجاب و انتشروا فى الشوارع، يحاول كل "أمين "منهم التقرب اليك، عملاً بمقولة ضرب الحبيب زى اكل الزبيب، لذا فلا تتعجب اذا "طبطب"احدهم على ظهرك او لعب معك صلح امريكانى، او اخرج لفافة بلاستيكية و حاول حشرها عن طريق الفم، انه الحجاب يا مغفل. حجاب المحبة، يا نجف بنور يا سيد العرسان.
لم تنتهى الحكاية، و مازال الصراع بين الجرين جوريلاز الخطّافين و الطرابيشى باشا لم ينتهى. فالتاجر شيلوك، تاجر البندقية، لم يأخذ ماله حتى الأن وقد أقسم ان من سياخذ البندقية سيأخذ منه رطل من لحمه.. و مازالت تتوالى الأرطال!!...... صح يا مولودى مان؟
3 comments:
great as usual thanx ya melody man
ثم تنتشر إشاعة مغرضة كالعادة. الفساد في البوليس عدّى الركب ، و زيادة. و أمّا النيابة فهنجف و لوز ، و أبونا القضاء مُهمّش ، يجوز. لكن المسائل مش هتبوظ . ده يمكن كمان راح نصلح فيوز ، ضرب من سنين في مخه العجوز. ما حضرة سعادته مسقّط تماماً ، و قاعد مصهين و مش لاوي بوز. فيطلع مكاري يجوس في البلاد ، و حالف و ناوي يقود العباد ، و ينهي حكومة أبو آل-أمين. و أيمن أفندي دراعه اليمين ، و أبو عمة رمة دراعه اليسار.
عزيزي المواطن : لا تفكر و لا تحتار ، انتخب و انت مغمض ، أبو عبد الستار
رائعة جدا ,متابع لك ياسيدي
Post a Comment