و ننتقل الى حيث يشير البعض .. الى موقع الفيس-بووك. حيث يخبرك ان الفيس-بووك هو المرتع الاكبر للتعارف على البنات و هو فعل متبادل فكما يبحث الولد عن نصفه الاخر، لامانع ايضاً ان تبحث الفتاة عن ولد..
"الفريند-ريكويست بيزعجنى".. هكذا تخبرك احداهم " لا أعرف لماذا يطلب صداقتى شخص لا أعرفه، يرسل لى على الخاص ان وجهى جميل و معبر و هو كرسام وفنان انجذب و بشدة الى عيناى".. يتهكم اخر و يخبرك ان هذا التكنيك خاطىء فقد ولت موضة التعارف بهذه الطريقة " ارسل لها على الخاص بأن تعليقاتها قد جذبتك و بشدة و انك تريد ان تعرف كيف تفكر فتاة بهذا الجمال بهذه الطريقة العبقرية".. " الطريقة الجديدة انك تنجذب الى العقل والتفكير واسلوب الكتابة او حتى الى نوعية الأغانى التى تسمعها".
ما الهدف الرئيسى من وجود 80 مليون مصرى على ارض المحروسة؟
ما ان تقبل صداقتك.. يكمل سين، حتى تبدأ اللعبة الكبرى و هى ان تعبث بصناديقها و خاصة الصور " فلربما تجد صورة بالمايوه او فستان سهرة عارى او شورت".." قم بتنزيل الصور واحتفظ بها واستمتع"
تخبرنا مراكز الأبحاث ان عدد القراء بمصر لا يتجاوز العشرة بالمائة من تعداد مصر اى 8 مليون قارىء !!!.
" الندوات والتجمعات والرحلات التى تنظمها الجروبات هى الملتقى الرئيسى.. ربنا يخلى الجروبات"..
يشير البعض الى ان الجروبات هى محطة صواريخ هيكلية الهدف منها هو جذب اكبر عدد من الجنسين، لتنطلق بعدها الرحلات و من ثم التعارف الحى بين الأولاد و البنات.
تخبرك تاء ان العلم لا يكيل بالبتنجان و الأيديولوجيات الكبرى ما هى الا ستار ووسيلة للتعارف، فمناقشة كتاب لصنع الله ابراهيم لا تزيد اهميته عن لقاء بينها و بين راء التى تود ان تتعرف عليه عن قرب. يضحك راء عندما اخبره بتلك الكلمات و يجيبنى "بأن الكون كله يتجه نحو الأخر.. و لا انت ضد الأخر".. يكمل جيم و يضيف "ان العالم كله يبحث عن نصفه الأخر.. عن الجنس الاخر، فرويد قال كده و لا حضرتك لا تقرأ فرويد"..
هل سمعت عن اغتصاب الكترونى و انتهاك اعراض سيبرى؟ وفاة المفكرين والعلماء والأدباء والشعراء ترك فراغاً كبيراً لابد من ملئه حيث الطبيعة هى تعادلية فى الأساس.. لكل فراغ ملئه الخاص.
ليس المهم العدد بل الكيف.. لكل جروب قمة وقاع.. يخبرك ميم ان اليات الرقابة قد زادت فأنت تستطيع ان تحمى نفسك من المتطفلين بضغطة زر.. و اذا كانت الفتاة تريدك فى المقام الأول فستقبل دعوة صداقتك.. العلاقات الأنسانية مركبة وغامضة.. مخيفة و مريبة.. ومليئة بالمفاجأت " اللى تحسبه موسى يطلع فرعون"
قصص كثيرة نقرأها الأن بالجرائد عن شاب اغتصب فتاة و أفقدها عذريتها عن طريق التواصل بالويب-كام. تضيف واحدة رفضت ذكر اول حرف من اسمها انها تعرضت لحادثة مماثلة و لولا غشاء البكارة الصينى لكانت مأساة. " اضطررت لبيع اللابتوب و حتى الكمبيوتر المنزلى حتى اتخلص من رعب الأغتصاب السيبرى" تضيف اخرى.
تعلق كاف، المتخصصة فى موضوعات الجنس-عاطفية عبر الاثير الألكترونى " ان الشباب اصبح اكثر ثقافة ومعرفة، و الشابات ازددن علماً و لبص البوصة تبقى عروسة و كله فى الكلتش و انت فاهم بقى "
يكتب احدهم مقالة تفسر مقالته السابقة حيث الرواية جزء من تاريخ البشر، والتاريخ هو مجموعة من الروايات يحكيها من انتهوا لتوهم من اغتصاب الأخرين..
يضع ألف كتبه على المنضدة و يجلس على كرسيه المفضل بالمقهى و يخبرك ان كل الصراعات الضخمة و الأفكار و الأيديولوجيات المتصادمة و الفلسفات الكبرى ما هى الا تجسيد لأكبر عملية نكاح عقلى-جماعى يمارسها البشر على بعضهم، فالعقل الباطن مكبوت و كلما زادت عمليات الكبت –كما يخبرنا فرويد – كلما زاد رقى الشعب و تحضره. فالرغبة فى أن تسير مالط فى الشوارع هى اسبق على ان ترتدى منتجات كيلفن كلاين و اديداس..
كلما زادت الرقابة و انتشرت واصبحت سهلة وبسيطة كلما زاد سيطرتها على كل ما تتغلغل فيه. فكما تستطيع ان تختصر شخص فى بروفايل و تمحوه بضغطة زر من كشوف الأصدقاء، تستطيع ايضاً ان تكشف مزيد من الأنفلات. فنسبة الذين انتهكوا على يد الشرطة قبل اختراع كاميرات التليفون المحمول هى نفس النسبة بعد اختراع البلوج و لكن وسائل الرقابة والكشف زادت فأنفضح المستور.. فلو كانت الكاميرات موجودة اثناء حروب الرومان و نقلت قناة الجزيرة على الهواء مباشرة احدى المعارك مع الفرس، لتقيأ المتفرج من كثرة الرقاب التى تقطع و الأحشاء التى تطير. كل هذا و يفجع البعض من ضرب غزة عن بعد بالصواريخ فى حين يفخر البعض الأخر بتاريخ القبائل الجرمانية وقتال البربر!!.
صيحة التحذير التى انطلقت مؤخراً، على شكل جروب، تحذر كل فتاة من ان تنشر صورها على الفيس-بووك او تجلس وحيدة امام الويب-كام دونما صديق، انتهت برحلة الى القناطر الهدف منها ان تتعرف كل فتاة على صديق يحميها و هى تجلس امام الويب-كام كما نصح الجروب..
يمكن حصر الصراع، اذن بين جسد امرأة و جسد رجل حيث يختزل المثقفون هذا الجسد فى الرأس فقط حيث يكمن العقل.. اما العامة فلفرط السذاجة يتركون الأمر سداح مداح فلا يفرقون بين عامة الجسد و بين العقل او الرأس لأن العامة شعبيين طماعيين او كما نعرف " الطبع غالب.. و ديل الكلب عمره ما يتعدل و لو علقوا فيه قالب"
بين كل الأيدولوجيات المتصارعة او المتناكحة كما يحب ان يسميها ألف، خرجت علينا الاف الجروبات منها " لمى المتبعتر يا ناهد " و هو جروب اسسه بعض المحافظين الجدد حيث يقوم الجروب بتوعية البنات بعدم نشر صورهم و يتم استبدالها برقم، و هو ما شجبه جروب الليبراليين المعروف بأسم "اقلعوا الهدوم مالط.. ما احنا عارفين كل حاجة تحتيها" حيث يقول تاء و فاء، مؤسس و مؤسسة الجروب " ان كل شىء انكشفن و بان و كل الناس عارفة كل حاجة, بلاش جهل.. لا حياء فى المالط"، و هو ما ازعج المعتدلين حيث افضى هذا التطرف من الجانبين الى جروبات وسطية منها جروب "خليكى مصاصة مغلفة" و هو جروب يجمع بين المحافظة و الأنفتاح، فلا مانع من أن تكون الفتاة مغلفة و فى نفس الوقت مصاصة !!...
يخبرنا الدكتور زين شين المتخصص فى سفالات الانترنت ان كل شىء فى عصر التكنولوجيا اصبح مباح، من كتابة نص ادبى و متابعة حدث لحظة بلحظة الى مشاهدة افلام بورنو كاملة على مواقع مجانية، فالأنثروبولوجيا و علوم التشريح و حصة الاحياء بالثانوى العام و افلام ناهد شريف جعلت الجميع يعرف كل شىء. يضيف الكاتب نون، امير الرواية العضوية، صاحب النص الشهير " لما الحلمة تبان، زيها زى الودان"، ان الفكر الأباحى كان موضة و انتهت و حل مكانه الفكر الما-بعد الاباحى حيث الكرسى فى الكلوب هو شعار المرحلة فأجزاء الجسد كلها متشابهة و لا فرق بين عضو و أخر.
"التقنية.. السر يكمن فى التقنية".. هكذا يخبرنا خاء، المهندس المتخصص فى الجرافيكس، فسهولة التقنيات الحديثة و البرامج المتاحة و سهولة استخدام ادواتها اتاح للهواة قبل المحترفين ان يقوموا بقص الصور و لصقها، حيث يمكن ان تقوم بتنزيل صورة من الفيس-بووك و قصة راس الفتاة من الصورة و لصقها على جسد امرأة عارية من أحدى مواقع البورنو الشهيرة فتحصل على صورة عارية بجسد ساخن و وجه فيس-بووكى مفضل!!!.
من الصعب اخضاع كل شىء للاخلاقية الأنسانية او حتى الدينية، فضغطة زر قد تحيل حياتك الى جحيم، و تعليق واحد يُفهم خطأ ينهى علاقتك بالأخر و عدم انضمامك لجروب يحيلك الى معارض و ابداء رأيك فى مسئلة ما يصنع منك عميل.. لا مجال للأخر المختلف على الرغم من فلسفات التسامح، و تقدم الوسائل التكنولوجية المساعدة على التواصل..
التسامح و التواصل، الكلمتان المخادعتان التى نتشدق بهما، يخفيان ورائهما نزعة مضادة للانسان. فالدوجما هى كل ما نملك، و التعالى هو صفة العصر، و محاولة تدمير الاخر هو شعار المرحلة حيث تتجلى أسمى ايات التواصل والتسامح بين البشر، فى العزل و الانتهاك و الأقصاء و الحجز. فالجسد – كمنتج نهائى- هو المستباح سواء على المستوى المباشر حيث ترى الأنتهاك مذاع على البلوجات او فى هيئة جروبات. فالأسس الثقافية لمجتمع كمجتمعنا ليست محصلة تراكمية للمعارف و طرق التفكير بل هى نتاج لما تمليه صراعات التاريخ او كما يحب ان يسميها ألف "النكاحات الايديولوجية الكبرى"!!! التى تملى انتصاراتها فى النهاية على جسد امرأة.
1 comment:
Excellent ya raes
Ostaz
Post a Comment