Thursday, January 12, 2006

عرفة

عرفة
الجميع يعرف عرفة
يعرفه جيدا
يعرف انجازاته و بطولاته … تراثه و تاريخه
لذلك لا داعى لسرد قصة حياته او كتابتها
فهو غنى عن التعريف
لكن ما قرأته فى الصحف عند الحلاق الجديدجعلنى فى حالة من السرور و الغبطة لا توصف و هو ما دفعنى سرا ان ابحث عن اوراق و قلم لأكتب ما اشعر به
لأكتب عن اكثر الرجال تواضعا فى العالم
فعرفة - كما تعلمون – لا يحب ان يكتب عنه احد
لا يظهر فى التلفاز او نستمع اليه فى الراديو
كل ما نعرفه عنه نتناقله شفاهة او نقرأه فى الجرائد
انها المرة الاولى التى اكتب و اكتب عن من ؟عن عرفة ……مخلص دولتنا و محرر شعبنا العارف بالله
فأعذرونى و سامحونى على رداءة خطى و ضعف اسلوبى فأن فرحتى بما قراته اليوم فى الصحف لا تسعها فرحة
مقابلتى الاولى مع عرفة
كنت صديق لاحدى الحلاقين و هى صداقة ضرورية لمن يريد القراءة كما تعرفون
فالجريدة الرسمية الوحيدة اسبوعية و يتم توزيعها على الحلاقين لذلك لا يتسنى قرأتها الا قبل الحلاقة و هى عملية شهرية لكن صداقتى لأحدى الحلاقين كانت تسهل لى قرأة الجريدة اسبوعيا عن طريق زيارته
ارتديت ملابسى و قررت الذهاب الى الحلاق لأقرأ الجريدة .كنا فى الفترة التى كانت تسمى سابقا بالشتاء و كان الجو ربيعيا صحوا بعد القرار التى اصدرته الحكومة
كانت الحكومة قد اصدرت قرار بألغاء فصول السنة و توحيدها فى فصل واحد هو فصل الربيع لأتزان درجات حرارته و كنا فى ذلك الوقت نخاف من حظر التجول اذ كانت الحكومة تقبض على المتمردين الذين اصروا على ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة
وصلت الى دكان الحلاق و جلست كانى زبون و امسكت الجريدة و بدأت بالقراءة كان الموضوع الرئيسى عن عمل عرفة الشهرى ...كان عرفة كل شهر يغير مهنته و يتخذ مهنة جديدة ليعرف همومها و مشاكلها و مشاكل العاملين بها و متطلباتهم ليساعد على ايجاد حلول لها و كانت المهنة التى اتخذها هذا الشهر هى مهنة الحلاقة و حدث ما كنت اتمناه ...دخل علينا مجموعة من الاشخاص احدهم كان يرتدى شورت و فانلة و طربوش - و هو ما عرفنا بعد ذلك انه الزى العربى الشهير و قال صاحب الزى العربى فى هدوء و تواضع
انا عرفة-
لم اصدق نفسى ...فهاهو عرفة امام عينى مرتديا ثياب خفيفة ليكون قدوة للجميع فى طاعة الحكومة ...اردت ان احتضنه الا ان من معه منعونى من ذلك اتجه عرفة الى صبى الحلاق و بدل ثيابه معه و اتجه الى احد الكراسى و نظر الى
دورك يا استاذ -
لم اصدق نفسى بأن عرفة سيقوم بالحلاقة بنفسه ( خفت ان انكر ايضا اننى لست فى المحل للحلاقة و انى اتيت للقراءة .....)جلست على الكرسى و بدأ عرفة فى مهمته التاريخية المقدسة و هو يتكلم معنا فى كل شىء و يسأل عن كل شىء و الاخرون يدونون ما يسمعوه حتى انتهى و على الرغم من كثرة الجروح و الخدوش فى وجهى و رأسى الا اننى كنت سعيدا فهى المرة الاولى التى يراه احد منذ وفاته ......فقد كانت جنازته مهيبة و مشى بها كثيرون ووصل صداها الى العالم كله ....( لم نشاهد الجنازة فى التلفاز فكما تعلمون عرفة متواضع و يرفض الظهور فى وسائل الاعلام و لكننا قرأنا فى الجرائد كلمة التأبين التى القاها بنفسه فى جنازته )
المهم ...دفعت ثمن الحلاقة و اثناء خروجى اوقفنى احدهم و نظر الى و اشار بأصبعيه الابهام و السبابة فى حركة معناها واضح ...استدرت و اخرجت بعض الورقات المالية و ضعتها فى جيب عرفة الذى ابتسم كما يفعل اى صبى حلاق فى العالم
متشكرين يا بيه -
يا له من رجل متواضع ...ماذا نقول عن تواضع مثل هذا عرفة الذى خدم العالم بأسره و تنتظره الشعوب ليخلصها يأخذ من مواطن " بقشيش"
عرفة الذى اتى ليحلق رؤوسنا و يستمع لشكوانا و يعرف مشاكلنا ...يأخذ من شخص جاهل مثلى" بقشيش "
كم نحب هذا الرجل لمحبته لجميع البشر ونضاله من اجلهم و تضحياته فى سبيل تحريره للشعوب المستضعفة و وقوفه بجانب الانسان من اجل السلام و سلام الانسانية
فنحن جميعا نعلم الحكايات التى رواها لنا الاجداد عن وقوفه بجانب القضية الفلسطينية و استشهاده فى حرب فلسطين
كان عرفة احد هؤلاء المؤمنين بالديموقراطية و العمل الديموقراطى و قد روى لى جدى ان عرفة كان احد اعضاء مجلس قيادة الثورة فى بلد شقيق اسمها مصر و كان ممن ساعد الاخوة الاشقاء المصريين على التخلص من الاحتلال الاجنبى و ان قضية الديموقراطية هى السبب فى خلافه معهم و قد قام بحديث للتاريخ على قناة تعرف بالجزيرة فى برنامج اسمه " شاهد على العصر " ( لم نشاهد بالطبع البرنامج لأن عرفه بتواضعه رفض ان يعاد بثه على قناتنا (الوطنية ...الا ان الحديث يتناقل شفاهة
جزء من برنامج " شاهد على العصر " كما سمعته من الرواة
54 احمد منصور : احكى لنا يا اخ عرفة عن ازمة مارس
عرفة : ابدا ...كنا فى اجتماع مجلس قيادة الثورة و كان الموضوع المثار هو ازمة محمد نجيب و اتجاهه الى الديموقراطية و كدت اقنع عبد الناصر بالتحول الديموقراطى لولا ان رن جرس تليفونى المحمول
احمد منصور : كان مين بالضبط .....؟
عرفة : زوجتى تطلب منى ان اشترى بجنيه زيتون اسود و بربع حلاوة طحينية و اخذنا الحديث و نسيت تماما موضوع الاجتماع و حدث ما حدث كما يعلم الجميع
احمد منصور : ولماذا طال الحديث مع زوجتك ؟؟
عرفة : العند ...عايزة الى فى دماغها...انا مش عايز عيش بلدى و هى مش عايزة فينو
..............................
كم هو رائع ...اننا نعشق هذا الرجل حتى لقد اطلقت اسمه على ابنى "عرفة "
هل من الممكن ان اصف شعورى ام شعور شعبنا العارف بالله لهذا الرجل الذى حررنا من الاستعمار ...لا اجد كلمات اعبر بها عن ما يجيش بصدرى بل سأدع دموعى تعبر عن حبى له
سبب انتقالى الى المنزل الجديد
فى ليلة ربيعية من ذلك الفصل المسمى الشتاء سابقا ...انهمر الطرق على باب الشقة ففزعت زوجتى و جرت الى الغرفة و اخذت ابننا عرفة فى حضنها و قامت بأخفاء البطانية قمت سريعا بفتح الباب و كان الطارق الاشخاص الذين كانوا مع عرفة نظروا الى و اخرجوا ورقة و اعطونى اياها ...قرأتها فى صمت و استدرت الى الغرفة و ارتديت ملابسى و نزلت معهم الى العربة و زوجتى مذهولة صامتة فهى تعرف عاقبة من يصرخ او يولول كان الاستدعاء الى احدى الجهات الامنية ( ربما تسرب خبر استعمالنا الاغطية و البطاطين )
كنت اعلم انها رحلة بلا عودة و لكنى كنت انظر الى السماء فى صمت
وصلناالى مبنى قديم متهالك فادخلونى الى غرفة مغلقة ...كان على جدرانها الاربع ربطات من البصل و الثوم موزعة بالتساوى .خفت ضوء الغرفة و دخل رجل لم اتبين ملامح وجهه الا اننى عرفته من صوته
ازيك -
اشار الى بالجلوس على كرسى فى منتصف الغرفة و اشار الى معاونيه بالخروج و التفت الى و انا اتأمل البصل و الثوم
الحاجات دى علشان تطرد الارواح الشريرة -
:نظرت اليه فى صمت .... فتكلم
شوف بقى ...انا لما كنت فى محل الحلاقة اعجبت بيك ..انت راجل وطنى و لازم نكافئك بس قبل كده لازم نختبر وطنيتك ...حاجة بسيطة تثبت بيها ولائك لوطنك و انتمائك لشعبنا العارف بالله ...المطلوب منك و انت شغال فى الوزارة ...تاخد اوراق الاختراعات و تقابلنى قدام باب السفارة بكرة بالليل
!اعطانى عنوان السفارة ...الم اقل لكم ان عرفة رجل السلام
كان عنوان السفارة الذى اعطانى هو عنوان سفارة الدولة التى كانت تستعمرنا و قام عرفة بتحريرنا منها ...الا انه كرجل سلام رفض ان يستمر فى الحرب معها الى الابد حقنا للدماء و تعميما للسلام الدولى ...انه الرجل الذى يعرف كل شىء و يعرف كيف يدير الحرب و السلام فهو ناضل نضال الابطال
..................................
يتذكر الجميع لقاءه مع " جيفارا " و كيف تحدث عنه جيفارا بأنه صاحب فضل عظيم على الثوار الكوبيين و ان " جيفارا " شخصيا يعتبره مثله الاعلى و حتى عندما ذهب الى الاسرائليين لاخبارهم بموعد الحرب التى ستقوم بها الدول العربية - حرب 73 - كان يقصد ان ينشر السلام و يحقن الدماء و ليتجنب الجميع ويلات الحربحتى و هو عضو فى الكنيست لم ينسى عروبته ....بل ظل يدافع عن القضية الفلسطينية و عن انتفاضتها و كان اول من استشهد فى الانتفاضة نتذكر جيدا الثورة التى قادها بنفسه و شجاعته فى الاستشهاد امام المستعمر هى التى كانت الطريق الى استشهاد ابناء تلك الثورة ثورة المليون شهيد لا داعى للأطالة عليكم فكما ذكرنا " عرفة "غنى عن التعريف
..................................
وصلنا الى السفارة ....دخل عرفة اولا مرتديا زى حاخام مضفرا شعره من سوالفه كنت اتبعه منبهرا بتقواه و ورعه و ايمانه و "عرفه" مشهور بأيمانه القوى و ورعه و ذلك هو سر تواضعه
..............................
كلنا نتذكر الخطبة العظيمة التى القاها فى جامع العسكر و التى حضرها جميع رؤساء الدول العربية و كيف امهم فى الصلاة و كيف كان يدور ليلا فى رمضان يحث الناس على القيام للصلاة و لا ينسى اخوتنا المسيحيين ليلة العيد المباركة التى كان فيها يصلى قداس العيد و يساعده الكهنة حتى صمت فجأة و بدأ النور يشع من وجهة و هو فى حالة تأمل روحانى يذكر البعض ان " عرفة " عرضت عليه النبوة الا انه لم يقبلها فى تواضع نتيجة لأيمانه برسالته وانه مبشر و ليس نبى حتى عندما اشعل الفتنة الطائفية بنفسه بين المسيحيين و المسلمين , لم يكن هدفه سوى اظهار مدى وحدة النسيج الوطنى للعالم كله و ان مملكتنا نموذج للوحدة الوطنية
............................................
اعتذر لأستطرادى الكثير و لكنه عرفه كما تعلمون و لابد من الكتابة للتاريخ حتى لو كتبت سرا ..........................................
دخلت مع عرفه السفاره كان بأنتظارنا السفير ...جلسنا معا قدم لنا السفير كأسين من النبيذ ...تجرع عرفه كأسه سريعا و طلب المزيد معلنا قبوله لكرم الضيافة اخذ عرفة منى الاوراق و تركنى انتظر فى صالة الاستقبال و دخل مع السفير الى غرفة المقابلات سرحت بفكرى و انا اتأمل اروقة السفارة ...عدو الامس هو صديق اليوم !كم انت غريبة ايتها الدنيا !!!!لقد حررنا عرفة من الاستعمار و استشهد فى بطولة و هاهو يقدم نموذج للوفاء الوطنى ...سلام الاقوياء حتى انه يقدم لهم انجازتنا و اختراعتنا كدليل لتفوقنا عليهم
.........................
طلب من عرفة كثيرا ان يرشح نفسه فى انتخابات رئاسة الجمهورية او حتى انتخابات مجلس الشعب الا انه كان يرفض بشدة معلنا انه لا يستحق شرف ان يكون ملك او حتى ممثل للشعب العارف بالله او انه اكتفى بدوره كمناضل بين الامم و رمز لدولتنا العظيمة حتى ان وزارة الشباب ارسلته الى دورة الالعاب الاوليمبية رغم رفضه الا انها ارسلته كرمز مشرف للوطن كان يمثل دولتنا فى العاب القوى و خاصة العشارى , و على الرغم من هزاله و ضعفه الشديدين الا انه متحملا المسئولية قد عاد الى الوطن حاملا الميدالية الذهبية ( طبعا لم نشاهد المباريات و لكن صورة (الميدالية الذهبية نشرت فى الجريدة و هو يرتديها
.............................
خرج عرفة من غرفة الاجتماعات و ابتسم فى هدوء و دعانى للرحيل لوح بيديه مودعا السفير و خرجنا من السفارة فى اتجاه السيارة التفت عرفة الى و اعطانى عقد شقة
امسك ...دى مكافئتك ...شقة جديدة فى الحتة اياها-
لم اصدق نفسى ...اخيرا ابتسمت لى الحياة سانتقل للعيش فى اهم مكان فى وطننا الام و هو منطقة الوطنيين خطفت العقد و قرأته غير مصدقا و قمت بتوقيع الاصل و الصور ركبت السيارة مع عرفة الذى اوصلنى الى منزلى الجديد
عودة الى البداية
كنت قد انتقلت الى وظيفة جديدة و المنزل الجديد و تعرفت على حلاق جديد و صادقته لأستطيع قراءة الصحف كنت جالسا فى محله حتى وقع عينى على الخبر الذى ذكرته لكم فى البداية " لكن ما قرأته فى الصحف عند الحلاق الجديدجعلنى فى حالة من السرور و الغبطة لا توصف "قرأت فى الصحيفة ان عرفة قرر ان ينتقل الى منطقة الوطنيين و قرر ان يسكن فى العمارة المذكور عنوانها كانت تلك العمارة تواجه سكنى الجديد جريت الى المنزل و اعلمت زوجتى و اهل منطقتى و نزلنا الى الشوارع نستقبله استقبال الفاتحين و صل الموكب الى مدخل الشارع و كان مكونا من مجموعة من الدراجات التى تشبه دراجة بائع اللبن و كان عرفه على دراجة بأربع عجلات و كان يتقدمهم الاطفال الصغار
انقسمت الجموع الى قسمين ,على اليمين و على الشمال , و كنا نحمل اغصان الزيتون و سعف النخيل و بدانا فى "الانشاد طلع الفجر علينا ...من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ...من دعى لله داع "
لم اصدق ذاتى و انا اراه يمر من امام عينى سيسكن عرفة فى مواجهتى ...فى تلك العمارة المكونة من خمس طوابق اختار عرفة لنفسه شقة فى الدور السابع لم نسأل كيف ذلك؟ ...لاننا جميعا نعرف عرفة القادر على كل شىء .....................................
اكتب اليكم كل ما سبق سرا فأنتم تعرفون ان الاقلام و الاوراق ممنوع تداولها خارج المدارس و انها للتعليم المدرسى فقط و ممنوع استخدامها فى اى شىء غير التعليم المدرسى و الاوراق الحكومية الا اننى استطعت تدبير الاوراق اللازمة لكتابة ما سبق لأننى لم استطع تلك الرغبة الشيطانية فى الكتابة قد يعتبر البعض ان ما قمت به خطيئة عظمى
و لكن من يستطع ان يقاوم خطيئة مثل تلك ؟؟ان تكتب عن عرفة
فليغفر لى عرفة خطيئتى
فليغفر لى فعلتى و كتابتى عنه
سامحنى يا عرفة
ارجوكم اقرأوا ما كتبته سريعا لأننى سأقوم بحرقه قبل ان يعرف احد
ارجوكم ساعدونى على التخلص من تلك الاوراق
"كتبه اليكم "عرفة
التاريخ 15/عرفة / 1900 ع
توقيت الكتابة
الواحدة و النصف بعد منتصف الليل – بتوقيت عرفة الدولى

ازدحام

يا حمار
هوب اخيرا قفزت من الاوتوبيس
صحيح متأخر عن محطتى بخمس محطات الا انها ارادة المولى التى هى فوق كل ارادة
تمشيت حتى وصلت الى منطقة عبور المشاة انها تلك الخطوط البيضاء الجميلة التى تعبر عن الامان للعابرين و ها هو الامين منكب على دفتره يدون فيه المخالفات
مصر بخير هكذا قلت و انا اقف بجوار منتظرى صفارة ذلك الامين العظيم حامى حقوق الافراد و الشعوب
انتظرت حتى بدأ الملل يتسرب الى نفسى فزفرت زفرة حارة
احنا مش حنعدى بقى و لا ايه
سمعت صوت ضحكة ساخرة بجوارى فألتفت الى مصدرها وجدت رجل جالس على الارض ملتحف ببطانية و بجواره امرأة تعبث بيديها الخبيرة فى وابور جاز استعدادا لطهى طعام العشاء
و اشار الرجل الى ضاحكا - قال عايز يعدى قال
نظرت اليه بأستغراب فقال لى من بجوارى
اصل الامين ده مبيفتحش الاشارة سايب الناس تعدى غلط علشان يملا الدفتر او ياخد فلوس منهم
نظرت اليه بتعجب - و ادى واحد تانى من حزب اعداء النجاح و من الى بيخونوا فى الضمير المصرى ...اعوذ بالله من الناس
هكذا تكلمت فى سرى و نظرت الى الامين مستجديا ان يفتح الاشارة الا ان نظرات الناس لى جعلتنى اتخذ قرارى لقد قررت ان اعبر دون ان تقف السيارات
عودة الى ايام الشقاوة اتخذت وضع الاستعداد و هوب بدأت فى الجرى و الزحف و القفز ممارسا جميع العاب القوى حتى اتفادى شتى انواع السيارات الى ان سمعت اجمل صوت مكابح سيارة سمعته فى حياتى
فالتفت وجدت بجوارى سيارة تبعد ملليمترات عنى
و عملا بقول " خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم "صرخت فى السائق
انت حمار مش شايف واحد بيعدى مستعجل على ايه اديك كنت حتموتنى يا حمااااااار
لفت صوت الفرامل القوى الامين فالتفت اليه و فوجىء بأنه لم يفتح الاشارة لعبور المشاة منذ ثلاث ايام على الاقل فاطلق الصفارة فتوقفت السيارات و بدات الجماهير تزحف زحفها المقدس و فوجئت ببطانية و بقايا حلة محشى فى يدى و الرجل اياه يقبلنى
متشكرين قوى يا فندى مدى يا ولية عايزين نلحق نروح وقفت فى ذهول انظر حولى و مضيت فى طريقى ...............
جاهز يا ابنى -
جاهز يا بابا -
نزلت مع والدى الى السيارة استعدادا لزيارة عمتى و وقفت امام السيارة الشعبية الاولى فى مصر 128بيضاء موديل 77
شوف يا واد -
ايوه يا بابا -
راجع على الميه و نضف الازاز و شوف الزيت و العدادات -
هو احنا مسافرين... ده مشوار صغير -
اخرس -
انطلقنا فى الطريق بعد المراجعة العامة على ما سبق دراسته و مررنا فى نفس الشارع السالف ذكره فوجدت نفس الامين منهمك فى ملء الدفتر ( الله يخرب بيته على بيت الدفتر )و وجدت الرجل اياه و زوجته فى نفس المكان و لوح لى الرجل بيديه
ازيك يا فندى -
انت تعرفه ؟-
اه طبعا يا بابا ...ده عشرة عمر -
و انشقت الارض عن شخص ظهر فجأة امام العربية ( الظاهر كان عايز يعدى و الاشارة مفتحتش )فعصر ابى الفرامل فتوقفنا على بعد ملليمترات منه و صرخت بصوت عالى عملا بنفس المقولة " خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم "
انت حمار عايز تموت نفسك ما تستنى لما الامين يصفر علشان تعدى من عبور المشاة اديك كنت حتموت نفسك-
يا حماااااااااار
و تكرر نفس مشهد الزحف الجماهيرىبصفارة الامين الذى نبهه صوت الفرامل و وجدت الرجل اياه و زوجته الذى يطلق عليها وليه وجدتهم يفتحون باب السيارة و يركبونها
متخدنا معاك فى سكتك و نزلنا فى اى حته يا فندى-