Thursday, January 14, 2010

الدفع نحو الطائفية


الدفع نحو الطائفية
تأملات
هل يكرهوننا ؟
---
فضفضة
بعد احداث نجع حمادى الأخيرة , اصبح الموقف متأزم . أصبح الجميع يتكلم عن الأحداث بمنظور " دينى " فالمسلم يدافع عن إيمانه و عن " تسامح إسلامه " و المسيحى قرر و أعلن نهائياً انه " مضطهد " و عليه ان يتعامل مع حياته من هذا المنطلق .
وجدت نفسى و قد سقط فى بحر من التفكير " بطائفية " يحسدنى عليها أشد المتعصبين تطرفاً , حيث دارت برأسى أسئلة أبحث عن إجابتها تدور حول " هل يكرهوننا ؟ " . لذا قررت ان انفض عن نفسى هذه المياه الأسنة لهذه البركة الطائفية و أشارككم لعل " الفضفضة " تريحنى من الحزن الذى أعانيه
من المقالات الساخرة " من ظهور العذراء " وصولاً الى أحداث نجع حمادى , ظهرت أسئلة كثيرة تستحق التأمل بعضها – للأسف – جارح و مستفز , و بعضها ساذج قد تكون إجابته مصحوبة بابتسامة طفل يسخر من سائله . و لكنها اسئلة و ستظل اسئلة أبحث عن إجابتها .. .. ..
-1-
غضب
لا يمنعنى شعورى نحو أصدقائى المسلمين - و الذين يعلمون تماماً انى أحبهم – أن أعلن انى غاضب لما حدث و لا أفهمه . شعور بالغ بالأستياء اجتاحنى عندما علمت بالأحداث و خصوصاً التوقيت ( ليلة عيد الميلاد ) , و زاد أستيائى من سرعة القبض على مرتكبيها !!! . فالشرطة قبل القبض عليهم أعلنت أسمائهم .. فهل كانت تعلم ؟ و هل لم يهرب الجناة و كأن ما فعلوه هو " شرف " لهم لا يستحق أن يهربوا منه !!!!!؟
-2-
اسئلة
- أ -
كرة قدم
بما اننا فى موسم كروى حافل : لماذا لا يوجد لاعب مسيحى واحد فى اندية الدورى الممتاز بمصر ؟ هل لأن المسيحيين يولدون بدون أرجل ؟ أم لأنه يتم أستبعادهم عند سن ما لأنهم مسيحيين كما نسمع من الشائعات ؟
- ب -
تاريخ
بعد أعلان سقوط الأتحاد السوفييتى و انتهاء الخطر الأحمر , أعلن البعض عن ظهور الخطر " الأخضر " او " الأسلام السياسى " , فهل فعلاً اختارت الولايات المتحدة الأمريكية هذا العدو – الأسلام – و اُرغم الأسلام على هذه العداوة ؟ ام أن الأسلام السياسى هو الذى قدم نفسه كبديل للخطر الأحمر كقوة تسعى و تحلم بتحقيق أنتشار .
كل الأديان هى أديان تسعى الى عولمة ما بنشر فكرها الى العالم كله بالتبشير . فلم نسمع عن دين أكتفى بالمجموعة الأولى المؤسسة له و توقف عند ذلك و لكنه – أى دين – عولمى بالطبيعة , ينشر فكره عن طريق التبشير لأنه دين الهى . فأذا كان الأسلام السياسى قد قرر أن الأسلام دين و سياسة و دنيا , فهل بزوال الخطر الأحمر الشيوعى , و أقتناع الأسلاميون بنصرهم عليه فى أفغانستان و قضائهم على الشيوعية الكافرة , هل قرر الأسلام بعدها دخول حرب مماثلة مع الصليبية المشركة ؟ تنتهى بانتصار الأسلام و تسيده للعالم ؟ ام انها فرضت عليه من الغرب ليكون هناك مبرر لتدخل القوات الأجنبية فى الداخل العربى كما يحدث الأن فى اليمن و من قبلها فى العراق و من قبلها زرع أسرائيل فى وسط امة لا حول لها و لا قوة ؟
هل الأمريكيون هم من أختاروا عدوهم الجديد و هم على علم بأنه لا حول له و لا قوة ؟ ام ان الأسلام هو من قدم نفسه للعالم كقوة قادمة ؟
- ج -
هل هناك فرق بين العنف و الأرهاب ؟
فى الثمانينيات و التسعينيات , كان الأرهاب يطول مصر كلها و لا يفرق فى الدين , منذ مقتل الطفلة فى مدرسة المقريزى الى مجزرة الأقصر للسائحين اليابانيين و تفجيرات وسط البلد و محاولة أغتيال نجيب محفوظ و سرقة محلات الذهب المملوكة لمسيحيين , و مصر كلها تئن سواء مسيحى او مسلم , فلم يكن الأرهاب يفرق و لكن الأن .. أصبح هناك تحديد و تخير لمواقيت أعياد و تربص و حالة " قد تبدو حالة كراهية " .. فهل ما نراه هو عنف ام أرهاب ؟
كل الأديان مارست او تمارس عنف ما بأسم الدين .. الهندوس و السيخ مع المسلمين فى الهند و كشمير , الكنيسة فى العصور الوسطى , الحشاشين , اليهود و ما تلاهم من صهاينة و العنف ضد الفلسطينيين , البوذية , مصادرة كتاب ما لكاتب , إباحة دم أخر و تفريقه عن زوجته , ما فعلته طالبان فى أفغانستان و الحروب الطائفية فى العراق و محاولة أبادة الأرمن قديماً .. كلها اشكال من العنف ..
فهل هناك فرق بين العنف و الأرهاب ؟ و إذا كان هناك فرق .. فما هو ؟
- د -
المسيحيون و التضليل
هل نتحمل نحن المسيحيون جزء مما يحدث لنا ؟ .. كل مرة تتم عملية أرهابية نخرج لنؤكد على الوحدة الوطنية و الحب المتبادل و ان ما يحدث هو مجرد خطأ ارتكبه ناس خارجون عن الدين .. فهل هذا صحيح ام بانكارنا هذا سمحنا بتضليل العالم ؟ .. فكل مرة تحدث ازمة ما فى اوروبا من صور كاركاتيرية الى بناء المأذن الى حظر الحجاب , يعلن المسلمون انهم " مضطهدون " و انهم يطالبون بمثل المعاملة التى " يلقاها " المسيحيين فى مصر , و الدليل أن المسيحيين المصريين يعيشون فى سعادة و امان لا مثيل لهما حسب تصريحات البابا شنودة .. فهل نحن فعلاً نعيش فى سعادة فى الوطن العربى ذى الديانة الأسلامية ؟ و ان المسلمين فعلاً مضطهدون فى اوروبا ؟ .. ام ان ما يلقاه المسلمين فى اوروبا هو صدى و رد فعل طبيعى للموانع و الحرومات التى يلاقيها المسيحيون العرب فى وسطهم ؟ اذا كانوا يطالبون بالمثل فليعطونا حقوقنا المحرومين نحن منها ( اذا كانت فعلاً لنا حقوق ) .
و اذا كانت التفجيرات التى قام بها المسلمون فى مدريد و انجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية هى أعلان عن غضب " دينى " لما يواجوه المسلمون من تمييز و أضطهاد , فهل سيكون " المسلمين " سعداء لو قام المسيحيون العرب بتفجيرات بالمثل تعبيراً عن غضبهم " الدينى " من التمييز و الأضطهاد ؟ أى بتفجيرات فى عواصم الدول العربية الكبرى ؟
هل سنكون سعداء اذا تبادلنا الأضطهاد ( و محدش أحسن من حد ) ؟ ..
---
أعتذر و بشدة عن التدوينة التى قد تبدو طائفية و أعرف انها " ستحزن " كثيرين منى , و ستفاجأ أخرين من الذين تعودوا على نبرتى الهادئة . قد يتهمنى البعض بأنى كنت " شايل و معبى و ساكت و أهو ظهر على حقيقته .. طائفى أخر " .. و لكنه الحزن الممزوج بالألم .. فسامحونى على ما كتبت اذا تضايق البعض او حزن البعض او غضب منى من لم يتوقعوا أن تصدر هذه الكلمات من شخص تعودوا منه على لهجة أقل حدة و اكثر هدوءاً .. و لكنها اسئلة قد تحورت و تحولت و ابحث لها عن أجابة ..
هل فعلاً يكرهوننا ؟ ام أن الحال له أبعاد اخرى منسية .. لم يفكر فيها عقلى المتألم و الحزين ؟
اسئلة ابحث لها عن أجابات .. قد تشاركونى بها و قد اجدها فى تعليقاتكم او اجدها مع الوقت و قد تنمحى ليحل محلها مزيد من الحب ..
اعتذر مرة اخرى لكل مسلم شعر بان هناك اهانة ما فى كلماتى .. و اقول له انى لم اقصدها .. و اطلب منه أن يقدر ما أشعر به .. و ان يسامحنى و يقبل أعتذارى .. فانا كما وصفنى البعض لا أستطيع ان اكره احد .
--
قد أكتب مجموعة تدوينات تجيب عن هذه الأسئلة و قد تكون تلك التدوينة هى نهاية لمسيرة من التدوين.. قد استمر فى الكتابة معلنا ما وصلت اليه من أجابات و قد اغلقها نهائياً معلناً بهذا حزنى الأبدى ..
شكراً لكل من سامح لهجتى و أعتذار لكل من لم يتحملها ..
أبحث عن الهدوء لذا
فسلام قد يكون مؤقتاً و قد يكون نهائياً
...
سلام

---



Sunday, January 03, 2010

الحق





 11 مَاذَا تُجْدِينِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ الْمُسَمَّنَاتِ، وَلاَ أُسَرُّ بِدَمِ عُجُولٍ وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ.

 12 حِينَ جِئْتُمْ لِتَمْثُلُوا أَمَامِي، مَنْ طَلَبَ مِنْكُمْ أَنْ تَدُوسُوا دُورِي؟

 13 كُفُّوا عَنْ تَقْدِيمِ قَرَابِينَ بَاطِلَةٍ، فَالْبَخُورُ رِجْسٌ لِي، وَكَذَلِكَ رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَالدُّعَاءُ إِلَى الْمَحْفَلِ، فَأَنَا لاَ أُطِيقُ الاعْتِكَافَ مَعَ ارْتِكَابِ الإِثْمِ.

 14 لَشَدَّ مَا تُبْغِضُ نَفْسِي احْتِفَالاَتِ رُؤُوسِ شُهُورِكُمْ وَمَوَاسِمَ أَعْيَادِكُمْ! صَارَتْ عَلَيَّ عِبْئاً، وَسَئِمْتُ حَمْلَهَا.

 15 عِنْدَمَا تَبْسُطُونَ نَحْوِي أَيْدِيَكُمْ أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْكُمْ، وإِنْ أَكْثَرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْتَجِيبُ، لأَنَّ أَيْدِيَكُمْ مَمْلُوءَةٌ دَماً.

 16 اغْتَسِلُوا، تَطَهَّرُوا، أَزِيلُوا شَرَّ أَعْمَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنِ اقْتِرَافِ الإِثْمِ،

 17 وَتَعَلَّمُوا الإِحْسَانَ، انْشُدُوا الْحَقَّ، انْصِفُوا الْمَظْلُومَ، اقْضُوا لِلْيَتِيمِ، وَدَافِعُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ.

---

أشعياء 1 : 11- 17