Monday, August 28, 2006

عباس العبد

كنت و مازلت اعتقد انى مدمن قراءة
و اعلم جيدا انى من النوع السهل خداعه
فلو تكلم البعض عن كاتب او عن رواية او حتى مقال لم اقراه او على الاقل لم اسمع عن كاتبه
اشعر بنوع من الجهل و الارق و التخوف
اشعر بنوع من الجنون " لابد ان اعرف .....لابد ان اقرأ هذا المقال ...او ان اقرأ لهذا الكاتب "
لأ اعلم اذا كان هذا شغف المعرفة ام انها دائما تلك الروح الطفولية التى تتلبس كل الصغار معلنة عن وجودها بكلمة " مليش دعوة انا عايز من ده ".... تمام
المهم ...كنت قد سمعت عن رواية بأسم عباس العبد و كالعادة انتابنى هذا الشعور
زحفت الى " ديوان" ووجدت الرواية
اشتريتها مع اخريات
و انصرفت عدت الى المنزل منتصر
و بدأت فى القراءة
اخذت تماما
بدا من الاهداء لرجل كم تمنيت و مازلت اتمنى ان اقابله
صنع الله ابراهيم
الاهداء الى صنع الله ابراهيم
طبعا لاداعى للتعريف
فمن كتب
اللجنة
ذات
تلك الرائحة
وردة
شرف
نجمة اغسطس
بيروت بيروت
امريكانلى
يوميات الواحات
لا داعى لتعريفه ...لا استطيع ان اوصف لكم كتابات صنع الله ابراهيم
المهم
نعود الى عباس
كل ما استطيع اخباركم به بعد تمام القراءة
انك قد تحتاج الى اضعاف موهبة نجيب محفوظ لتكتب ربع ما يكتبه نجيب محفوظ
و لكنك تحتاج الى قدرات الهية لتكتب ما لا يزيد عن صفحتين من رواية " ان تكون عباس العبد " ...من الاخر كده
فأنا بصفتى قارىء مدمن استطيع ان اعلن
ان من لم يقرأ عباس العبد لم يقرأ روايات فى حياته
كانت عباس العبد هى البوابة الملكية لدار ميريت بالنسبة لى
قرأت من قبل لدار ميريت بعض الاصدارات
من اهمها
الوطنية المصرية لأحمد عبد الله رزة
نفق الثورة لأحمد المسلمانى
و اصدارات اخرى
اما بعد عباس العبد
فقد ادمنت اصدارات ميريت
لا يمر شهر الا و اذهب اليهم
لشراء كل ما هو جديد من اصداراتهم
ربنا يعوض على فلوسى
لكن
بعض الكتابات تستحق فعلا ان تقرأ و انصحكم
بالأتى
بازل
سعدية و عبد الحكم و اخرون
فصول من سيرة التراب و النمل
لصوص متقاعدون
انجيل ادم
بمناسبة الحياة
تمثال صغير لشكوكو
نفق الثورة لأحمد المسلمانى
الوطنية المصرية لأحمد عبد الله رزة
الحرية و المراوغة نبيل عبد الفتاح
و انصحكم
بالذاهب الى الدار
و لن تتوقف ابدا زيارتكم
اما انا فدعونى لحظى التعس
فرغم كل شغفى و املى
للأسف لم اقابل
ايا منهم
لاصنع الله ابراهيم
و لا احمد العايدى
و اكرر عليكم نهاية

انك قد تحتاج الى اضعاف موهبة نجيب محفوظ لتكتب ربع ما يكتبه نجيب محفوظ
و لكنك تحتاج الى قدرات الهية لتكتب ما لا يزيد عن صفحتين من رواية " ان تكون عباس العبد " ...من الاخر كده

ان من لم يقرأ عباس العبد لم يقرأ روايات فى حياته
اقروها و ارحموا انفسكم
و ارحمونى

غلاف الرواية

شعر للعايدى منشور فى الدستور

لن احكى لكم محتوى الرواية
لكن اعجازها فى انها بسيطة
كم واحد واحد مننا تمنى ان يكون عباس العبد
كم واحد هرش فى منطقة الملل
كم واحد اعتبر نفسه كده بدون مدح حاجة كده زى عالم الحيوان
كم واحد اعلن ان تاريخ وطنه المتمثل فى كليوبترا و سقارة
قد اصبح سجائر و زجاجة بيرة
كم واحد مننا ادرك ان باولو كويلهو ده راجل بيضرب برشام ابو صليبة
اننا جميعا عباس العبد بنوع او باخر
كم واحد اراد ان يصادق امرأة تريه شامتها المفضلة لانها مرتحالة و ان مستقبلها الرضاعى مضمون حتى بعد ان تنجب اطفال
فليبكى كل فرد لم يقرأ عباس العبد و ليجرى طالبا الغفران من احمد العايدى
و يشترى الرواية و يستمتع



Sunday, August 27, 2006

الى لبنان ...مع حبى

.... !

أخيرا ...

وجدتك عزيزي القارئ

المثقف

يا من تضفي على الكتابات التافهة السطحية

كثير من العمق باقتناعك وحدك

بأنك تستطيع أن تقرأ ما بين السطور و ما وراء الكلمات

ما لم يخطر على بال الكاتب ....

لهذا أرجو من سيادتك عزيزي القارئ

إخراج ما خفي على في ما اكتب

عليك أن تدهشني و تقول ما لم اقصد قوله

أريد أن اسمع منك تلك الجملة الخالدة المنطوقة دائما في أوساط المثقفين

على أنها بوابة الفهم الأبدية

" أنت عارف ده يقصد ايه ؟ ... يقصد يقول ................. !!!!!!!!!! "

كان الحل بسيطا من وجهة نظره

حل ساذج و سهل

سيقتلها منتصف الشهر القادم

يوم عيد ميلادها

هل هناك ابسط من ذلك ؟

لقد ظل يراقبها حتى عرف مواعيدها و جدول أعمالها

متى تخرج و متى تعود

ماذا تأكل و ماذا تشرب

عرف كل عادتها

لم يتبقى إلا أن يشترى الخنجر الذي سيقتلها به ... و ما اسهل ذلك

و قليل من الانتظار حتى منتصف الشهر القادم ؟؟؟

" الصبر مفتاح الفرج "

لكن ما كان يأرقه حقا ... هو الدافع

لماذا سيقتلها ؟؟؟

كانت تلك هي المشكلة و كان حلها بسيط

كان الدافع هو أل-لا دافع

هي مجرد رغبة في أن يقتلها

هل يجب ان تكون هذه المرأة عاهرة لوثت سمعته ليقتلها ؟

هل يجب ان تكون رئيسة عصابة ... تاجره مخدرات ... قواده ....

هل يجب ان تكون فعلت شيئا حرام او خطأ ... لتموت

هى مجرد رغبة واتته و عليه ان يشبعها

فما الإنسان الا مجموعة من الرغبات و الشهوات

رغبة الطعام .... شهوة الشبع

رغبة الشراب .... شهوة الارتواء

رغبة الجنس ... شهوة المتعة

رغبة السرقة ... شهوة الامتلاك

كل شئ مرتب ... معروف

رغبة القتل ....شهوة السيادة على الروح

حدد ما شئت ... صنفها كما شئت

المهم ... انه سيقتلها لأنه يرغب فى ذلك

END OF STORY

كما يقولون في الغرب

الاسم : حياة

تعيش في الشقة المقابلة لشقته

في أوائل الأربعينات ... مطلقة ... لا تعيش مع أولادها ...

لأنها لم تنجب

تعمل دكتورة في الجامعة

لم يصدر منها أي شئ مشين او خلل ينم عن تصرفات غير سوية

هل أصفها لك عزيزي القارئ ؟

سامحني أخاف أن أقول

إنها بيضاء و بضة ذات جسد رجراج

وجهها مشرب بحمرة طبيعية

و أنت تحب السمر ذوى القوام الملفوف

او العكس

أصفها سمراء ذات جسد يلمع تحت أشعة الشمس

و أنت تحبها بيضاء ... هيفاء ... روبياء .... نانسياء ... الجسد

كل ما أستطيع قوله

إنها امرأة ذات جسد و وجه قررا أن يحولا حياتك الى جحيم من شدة أثارتهما

امرأة تتمناها فى خيالك و لكن لكثرة ما اقترفت من آثام لا تستحق إلا من تزوجتها

تلك المرأة القصيرة الممتلئة ذات الوجه المتغضن و البروز غير المسموح به دوليا

فمن زرع حصد

و الطيور على أشكالها تقع

أما عن العقل

فيكفى ما ذكرت

امرأة تدرس في الجامعة

فلك ان تتخيل الكمال الموجود بها

جسد ساخن ... وجه ملائكي ... عقل مفكر

يا لتعاستك عزيزي القارئ

هل يمكن مقارنتها بأم الأولاد ؟؟؟

سؤال خبيث ......

تخيل

تلك المرأة ستموت

و قالية الباذنجان و البطاطس ستظل تصرخ في وجهك و وجه أولادك

الاسم : باسم – لا مؤاخذة – بهيج

يقطن الشقة المقابلة لشقة القتيلة إن شاء الله

فما باسم إلا مجرد سبب

يعمل طبيب صيدلي

يمتلك صيدلية ... يتابعها لمدة خمس او ست ساعات فى اليوم

يقضى باقي يومه فى القراءة في كافة المجالات

غير متزوج ... في أواخر العشرينيات

يعيش في الشقة المقرر لها أن تكون عش الزوجية

لا يوجد ما يشينه ...لم تدخل شقته امرأة ليل

لم يتعاطى مخدرات فى حياته

رياضي ... يصلى ...يصوم ...

و يحترم جميع من في الأرض

يريد أن يكون في حاله

حاول أن يعيش بداخل الحائط

إلا انه - من شدة الازدحام بالداخل - لم يجد مكان إلا بجانبه

صاحب نظرية : ما الجدوى من التعب و الشقاء فى الحياة ؟ و هي في أساسها سهلة و بسيطة

على الفلاح ان يشقى فى الزراعة ...

ان يشترى بذور القمح من الجمعية الزراعية بعد ان يكون دفع المعلوم للحرامية العاملين بالجمعية

يحرث الأرض بالجرارات ذات السعر المرتفع ... يزرع البذور لتكبر و يأتى التاجر لشراء المحصول بثمن بخس و هنا تظهر جمعيات حقوق الفلاح لتدافع عنه او ربما تقوم ثورة تهدف إلى الإصلاح الزراعي ليعود للفلاح حقه الذي لا يرغب فيه " هل سمعت عن فلاح يطالب بحقه ؟ "

بعد ان يشترى التاجر المحصول ... يبيعه بأسعار مرتفعه و هنا نحتاج الضرائب و المباحث و الشرطة لكي يدفع لها التاجر كي يتجنبها حتى تصل المادة الخام إلى الأفران و هنا يبدأ الفران في السرقة و تخفيف وزن الرغيف ليبيع ما تبقى من دقيق في السوق السوداء و لأصحاب الأفران الإفرنجية و الفنادق و القرى السياحية و هنا نحتاج الحكومة حيث تقدم الدعم لغير مستحقيه و تلعن الشعب الذي لا يقبل يديه شكرا لأصحاب القداسة و أنصاف الآلهة حكامه

قد يقوم الشعب بالمظاهرات و هنا تظهر أهمية الأمن المركزي و أمن الدولة

حيث نحتاج إلى سجون و محكمة و قضاة و فاسدين و مهربين و قتلة و شعوب و ثوار فى حلقة مفرغة بدأت بشخص يرغب فى إفطار على عربة فول .... عيش و فول بالدقة و طبق سلاطة

و سينتهي به الحال الى دخول الحمام للتخلص من فضلاته حيث تظهر أهمية الصرف الصحي و الهندسة المعمارية و الميكانيكية و مزيلات الروائح الكريهة و ملطفات الجو و مزيلات العرق و أقراص الهضم و الشطافات و الاحتياج إلى مضخات لنزح الفضلات و مرتبات للعاملين و إعلانات عن سيراميك صالح لقاعدة الحمام لتستمع بالتخلص من بذور قد قام بزراعتها فلاح لا يرغب في حقوقه و قام بسرقتها تاجر و حكومة و شعب يرغب على الأقل نصفه في رشاوى تضمن لأولاده مكان في حلقة من حلقات الذكر التعليمي " الدروس الخصوصية سابقا " كي يتعلم و يصبح أحد هؤلاء الذين يفطرون على عربات الفول فى مشهد اصبح ممل لأنه يتكرر منذ 7 آلاف سنة

ما كل هذا العناء زراعة البذور ... صناعتها .... آكلها ... هضمها ... ربما نحتاج الى طبيب و أدوية حيث ان الكيماويات المستخدمة فى الزراعة ستدمر الجهاز الهضمي و تحولك الى مستنقع أدوية تحت رحمة شركات لا يهمها صحتك بل أوراق مالية قد قمت عزيزي المتخلف عقليا باختراعها لتشترى بها مبيدات متسرطنة غير صالحة للاستهلاك الحيواني ... آسف .... للاستهلاك الآدمي

و تلك المبيدات دليل على رغبتك في الانتحار ... لكن بطريقة ملتوية لكي تنكر أمام خالقك انك كنت تريد الموت

لكن ... أنت تعلم إنها متسرطنة و لم تفعل شيئا

لذا سامحني أنت مشارك بالإرادة الحرة في انتحارك أي إنها ليست عملية قتل بل رغبة في الانتحار نتيجة علم مسبق

رغبة في الانتحار مع سبق الإصرار و الترصد و خالقك يعلم ذلك

استعد بعد موتك فهو سيتصرف على هذا الأساس

دورة مملة

الأسهل ... أن نأتي بالبذور و نتخلص منها مباشرة في الحمام

لا حاجة للزراعة و الصناعة و الأكل و الهضم و التبرز

من الجمعية الزراعية إلى الحمام مباشرة

و تنتهي مشاكل العالم كله

إذا كان ما تقراه رواية ... فقد حان الوقت لتغلق صفحاتها و تكمل فصولها غدا

إلا انه للأسف عزيزي القارئ هذه ليست رواية

توقف بسيارته في محطة بنزين

طلب 20 لترا من الوقود

ماذا كان هذا الوقود ؟

انهم اجدادك ... منذ الاف السنين الذين تحولوا الى وقود نتسلى اليوم بتحويله الى عادم

تخيل ان النقطة الى ستجعل السيارة " تشرق "

كانت في يوم من الأيام احدى أجدادك و لم يعجبه تصرفاتك

فقرر ان " يشرقلك " العربة

او كانت ديناصور لم يستسغ ان يتحول الى عادم

فقرر أيضا ان " يشرقلك " العربة

عاد الى المنزل ... بعد شرائه الخنجر

صعد الى الطابق الرابع

اخرج مفاتيحه و

و سمع صوت صراخ شديد في الشقة المقابلة

شقة القتيلة ان شاء الله

استدار على صوت الصراخ في هدوء فوجد دخان كثيف يخرج من اسفل الباب

و انفتح باب إحدى الشقق المجاورة لمتابعة الموقف عن كثب

أما باقي أبواب الطابق فاكتفت بالعين السحرية

جرى باسم – لامؤاخذة – بهيج

و ظل يطرق الباب

الى ان هداه ربه و كسر الباب و دخل وسط الدخان و حاول ان يحدد مصدر الصوت

فوجده المطبخ و قد حدث تسريب من ماسورة الغاز و الدخان يتصاعد بكثافة

اغلق الصمام العمومي و فتح الشفاط و الهواية فبدأ الدخان ينقشع و رآها على ارض المطبخ في حالة إغماء

ما هذا الغباء ؟؟

هل ستموت قبل ان يقتلها ؟؟

لماذا دائما يأبى القدر تحقيق أحلام البسطاء ؟؟

حملها على ذراعيه و نزل بها الى اقرب مستشفى و لم يتركها لحظة واحدة

كانت حالة القلق البادية على وجهه قد أشعرت الجميع ان تلك المرأة حبيبته

و ليست مجرد جارة ... كانت رغبته في الاطمئنان على صحتها قد أنسته الحرق البسيط في يده

لم يعد يفكر في نفسه بل في تلك المرأة التي أصبحت محور حياته

لو كان ما تقرأه قصة قصيرة ... فقد حان الوقت لتنهيها

لكن للأسف عزيزي القارئ هذه ليست قصة قصيرة

صوت طرق على الباب

نهض متثاقلا من على كرسيه ليجيب الطارق

" ايوه "

فتح الباب فوجدها أمامه

" ممكن تتفضل عندى شوية ... انا عازماك ... يعنى تقدر تقول بشكرك على وقفتك جنبي "

لم يرفض طلبها

على اية حال هى قتيلته

دخل منزلها ... فوجده كما توقع

منزل متكامل

ديكور جميل ... مريح للعين ...بسيط ... غير متكلف ...إضاءة رومانسية بسيطة تشعرك بحميمية و كأنك دخلت هذه المنزل كثيرا

كان يتأمل جسدها بكل هدوء و ركز عينيه على منطقة الصدر بالذات التى اعجبته

منطقة ما بين النهدين ... ليس شهوة لا سمح الله و لكنه كان يبحث عن موضع للخنجر

موقع إستراتيجي ... في القلب تماما

اما هى فقد لاحظت نظراته ... ارتبكت بشدة

حاولت ان تفعل شيئا ... توجهت اليه ممسكة طبق صغير عليه قطعة جاتوه

" ذوقك حلو قوى في ديكور الشقة "

" ميرسى ... انت عارف مكلفتنيش خالص ..كنت بشترى الحاجات من بتاع الروبابيكيا و انا الى انضفها و اوضبها زى ما انت شايف "

كان يجلس على كرسى في الصالون و أمامه المنضدة الموضوع عليها أكواب العصير

انحنت في بطء و مدت يدها لتلتقط إحدى الأكواب و تقدمه له

فرأى الموضع الإستراتيجي من فتحة الصدر فشب برقبته ليراه افضل

" جميل ... جميل ... كل حاجة عندك جميلة "

شعرت بالإحراج ... مدت يدها إليه في سرعة و تراجعت

امسك بيدها و هو يلتقط منها الكوب

شعرت برعشة تسرى في أوصالها اما هو فنظراته التى كانت في البداية لتحديد الهدف

تحولت الى شئ أخر

لا مانع من ليلة مع تلك المرأة

فلا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها

على ايه حال

زنى ... سرقة .... قتل

لا فارق ... كلها خطايا تذهب بك الى جهنم

و الإله الذي يقبل توبة القتل ... يقبل توبة الزنا

كل ما يحدث في هذا العالم من سيئات هو بسببكم أيها المسلمون

فأنتم من فشلتم في إجابة السؤال الخاص بكم

" لمن الملك اليوم ؟؟؟ "

اما اذا كنتم مسيحيين فبغض النظر عن أي اعتبارات تكفيرية أخرى

فمصيبتكم اكبر .... لأن سؤالكم أطول

" انفتحي أيتها الأبواب الدهرية ... ليدخل ملك المجد !!!

"من هو ذا ملك المجد ؟؟؟ "

كانت المرأة ممتعة بحق

جسد خبير بفنون الهوى يلقنك ما لم تعلمه بعد

أراحت رأسها على صدره العاري في استكانة

كانا على السرير

طبعا لن اصف ما حدث فربما كان من بين القراء من هو محافظ فلا يكمل القراءة و اخسره

لربما قد قرأ شيئا مما هو بين السطور

سأترك لكم تلك المساحة خالية ... تخيلوا ما شئتم

نهض متثاقلا ... ارتدى ثيابه في بطء

" تحب تروح السينما بكرة ... انا عازماك "

اومأ براسه موافقا

" بس يا ريت نعدى على وسط البلد بالمرة نشترى شوية كتب "

" انت بتحب القراءة ؟؟؟ "

" جدا .... انا كل وقتى بقضيه قراءة "

" يبقى اتفقنا "

" مائة عام من العزلة

أن تعيش لتروى "

روايتان لجبرييل جارسيا ماركيز

هل قرأهما أحد ؟؟؟

اعتقد إننا جميعا قرأنا الترجمة العربية لهما

" مائة عام من التخلف

أن تعيش لتكذب "

خرجا بعد انتهاء الفيلم و سارا في دروب وسط البلد

جميل ان تمشى مع نصفك الأخر ممسكا يده

و أنتما تتكلمان كلاما واحدا

ترد عليها بجملة ... تسألها سؤال

تشعر بحميمية مع امرأة

تعلن بكل وضوح إنها تستحق مائة شجرة تفاح و ليس ثمرة واحدة

امرأة تتكلم معك في كل شئ

السياسة ... الاقتصاد ... المسلسل العربي ... كرة القدم ... عملك ... تشتم مديرك ... تشعل لك سيجارتك ... حتى لو تطرق الكلام لزيوت التشحيم ... ستجدها ميكانيكي

لا تقارنها مع أخرى

دعك من أم الأولاد ألان ... فكر في حياتك

ماذا سيكون حالك لو كانت تلك المرأة هي امرأتك

تفهمك ... تعرفك ... تقدرك ... تجيبك بما يريحك ... تسعدك

اخلع رائحة الزيت المقلي من ثنايا عقلك المدمس

انثر من أمامك ردة العيش البلدي الذي تشتريه ملئ بمسامير ستدق في نعشك

و انغمس في شوربة اللحم البلدي

انغمس

و أعلن انتصارك على الدعم الذي يصل لغير مستحقيه

صحيح هو سيقتلها في النهاية

أولى العزم لا يحيدوا عن أهدافهم

لكن ما زال هناك وقت ليتعرف على قتيلته افضل

هل احبها ؟

هل آثرت فيه ؟

لا فارق

هي مجرد امرأة ممتازة

يتمناها كثير من الرجال

لا اكثر و لا اقل

" انت عارف يا باسم ... انا عمرى ما حسيت بالاحساس الى بحسه معاك

انا سعيدة قوى بأنى لاقيت راجل مثقف زيك و يقدر يفهمنى "

لم يبد اى رد فعل كأن ما قالته طبيعي

عند باب الشقة وضع في يديها الكتب

و وضعت على شفتيه قبلة

رآها كل من يعش معهم في نفس الطابق

طبعا من العين السحرية

" هى عادتنا و لا حنشتريها "

إذا كان ما تقرأه ألان هو الحقيقة

فقد آن الأوان عزيزي القارئ أن تتعلم الكذب

منتصف الشهر ...عيد ميلادها

دقت ساعة العمل الثوري

نهض بهمة و نشاط

ارتدى أفخم ثيابه و وضع في جيب بدلته الداخلي الخنجر

الذي سينغرس في الموقع الإستراتيجي المقرر سلفا

سيشاهدها عن قرب و هى تنتفض و عينيها تبرق

سترتعش بين يديه

رن جرس الباب

فتحت له ...كانت ترتدى قميص نوم قصير

اظهر استدارة و تكور متميزين كعادتها و فخذين ممتلئين

كان شعرها و جسدها مبللين

" اتفضل ... ايه الى انت لابسه ... بدلة ؟ "

" انا عارفة انت جى ليه ... انت جى علشان تقتلنى ... صح ... انهاردة نص الشهر ...

بس انا عايزة اقولك حاجة ... النهاردة مش عيد ميلادى ... المعلومة دى غلط "

شعر بالإحراج من خطأ معلوماته ... كيف حدث هذا الخطأ ؟؟ حاول ان يتذكر كيف

إلا انه فشل

خلع جاكيت البذلة و اخرج الخنجر منها

جلس على الكرسي و هو يحمله في يده ... اقتربت منه في هدوء ... قبلته في شفتيه

ضمها الى صدره بقوة و سقطا على الارض و هو جاثم فوقها ... شعرت بالإثارة و النشوة

ضحكت في غنج واضح

" انت عارف ليه انت حتنجح في قتلى ... علشان احنا فاهمين بعض ... رغبة الموت عندي توافقت مع رغبة القتل عندك ... صح ... مش كده ... اعترف يا بسوم "

ضحك في شهوة واضحة

اخرج الخنجر من جرابه

انعكس ضوء الغرفة على نصله اللامع فشعر بان الكون كله متوحد معه في عملية القتل

لابد في النهاية ان ينتصر الخير

ان تنتصر الطيبة و الناس الطيبين

أخيرا وافق القدر على تحقيق أحلام البسطاء

بدء الخنجر في الدخول في جسد " حياة " ببطء

جسدها الذي كنت عزيزي القارئ تحسدها عليه

بدأت في الانتفاض ... لم تصرخ ... لم تئن

برقت عينيها مع بريق النصل

توحد مع الكون و توحدت معه حتى فارقتها الحياة

لمعت قطرات المياه التي تغطى جسدها مع الانتفاضة الأخيرة لها

سلام عليكم

سأل أحدهم حكيم : لماذا يكذب الناس ؟؟

أجاب : لكي يكون للحقيقة ثمن

سيكتشف أحدهم طبعا الجريمة و سيتم إبلاغ البوليس الذي سيأتي للتحقيق

لن يحدث شئ

كل ما سيتكلفه

بدلة سوداء و دمعتين و مسحة حزن على وجهة فهو أخر المشتبه فيهم

الجميع يعرف عن طريق العين السحرية انه يزورها كثيرا و ستجد الشرطة حذائه تحت سريرها و ستعلن الخادمة التي تأتى لتنظيف شقتها مرة كل أسبوع عن وجود ملابس داخلية هى ملكه و سيقول البواب انهما أصدقاء لأنه يراهما معا اغلب الوقت ثم انه صيدلي لا يحتاج الى أموالها اما اجمل شىء في الموضوع انه لا دافع

لا يوجد دافع

أما إذا أرادت الشرطة ان تعرف الحقيقة فعليها أن تدفع

ألم يقل الحكيم ان للحقيقة ثمن

على الشرطة ان تدفع ثمن معرفتها للحقيقة

و هو لن يقبل اقل من ذلك

لن يقول الحقيقة ان لم يقبض

سيكذب لان الكذب مجاني

مجاني

" مجانا أخذتم مجانا اعطم "

" لا تكذب "

" لمن الملك اليوم ؟"

" من هو ذا ملك المجد ؟"

" إذا حاول أحدهم اغتصابك و لم تستطع المقاومة ... فحاول أن تستمتع "

انتهت التحقيقات

لم تستجوبه الشرطة

فلقد رأى الضابط ان يتركه لحزنه

" ملوش لازمه نستجوبه ... واضح انهم كانوا اصدقاء ... كفاية الحزن الى هو فيه ... ثم مفيش دافع علشان يرتكب الجريمة ديه "

عائد الى منزله

تقابل عند مدخل العمارة مع جاره القاطن في الشقة التي تعلوه

" ازيك يا دكتور باسم – لا مؤاخذة – بهيج ... البقية في حياتك ... شد حيلك ... المرحومة كانت ست طيبة "

" شكرا "

" ممكن اسألك سؤال يا دكتور ؟؟؟؟ ممكن اعرف تاريخ ميلادك ... كام بالظبط ؟؟ "

ضحك باسم – لا مؤاخذة – بهيج ضحكة عالية

و اجاب جاره بكلمات واضحة , قوية , و بصوت عالي

" عيد ميلادى ... منتصف الشهر القادم "

تمت

جميع حقوق الطبع و النشر غير محفوظة

يمكن سرقة او اقتباس هذا النص او أي جزء منه دون التعرض للمسائلة القانونية

جميع الأحداث و الشخصيات من وحي غباء المؤلف و أي تشابه بينهما و بين الواقع هو فقط من نحس المؤلف

Saturday, August 26, 2006

الهنا الصنم

إلهنا الصنم
على عرش المسكونة
ليتدنس اسمك
ليسقط ملكوتك
و لا تكن لك على الأرض كينونة
إلهنا الصنم
على عرش المسكونة
لا تعطنا خبزنا
خبزنا : كان شرفنا
شرفنا الذي اغتصبته
و لا تعفنا مما علينا من ديون
حتى نغسل عارنا منك
و نسترد دماءنا
قد علمتنا خطايانا
الا نشد الحبال على اعناقنا
حبالك التى مددتها لنا
و ادخلنا دائما في تجربة
حتى نتعلم
كيف السم يشفى الجرح
و لان مشيئتك
يا ملك المسكونه
سفك الدماء
في الارض الثكلى المحزونة
و لانك لقيط مدنس
مولود... تحت ظلال مسدس
فليسقط اسمك
إلى ابد الابدين
امين

من صلاة اللعنة
وصفى صادق
مجلة سطور - العدد 97

صناعة الفقر

صناعة الفقر

لم يتردد هذا المصطلح " صناعة الفقر " فى ذهنى الا مع شعورى بانه هناك امر مريب بالحقائق المتعلقة بالفقر و الفقراء....

بدات اشعر بان الامر تحول من وضع او حالة اجتماعية الى رغبة فى ان يظل الفقراء او بالاحرى يزداد عددهم كى تعيش صناعة اخرى و هى صناعة المال

تلك الاوراق التى يرتبط بها مصير البشر

الا ان السؤال الذي قد يبدو للبعض ساذجا

هل المال مهم ام الخدمات التى تستطيع شرائها بالمال ......؟؟؟؟

بمعنى اخر....

اذا كان هناك موظف راتبه 1000 جنيه شهريا فى دولة ما و لكن دولته تقدم له و لأبنائه التعليم و العلاج المجانى و السكن الاقتصادي فلا يصرف عليهم من راتبه و ما يتحصل عليه هو موجهة الى الملبس و الطعام و الترفيه

او اخر يتحصل على نفس الدخل و لكنه يسعى بكل قوته لكى يغطى التعليم و الصحة و السكن ثم يفكر بعد ذلك فى الطعام و الشراب ثم فى درجة اقل الترفيه ام يعكس أولوياته و يرتبها حسبما يرى فربما يستغنى عن التعليم و السكن و نصبح أمام ظاهرة العشوائيات

بمعنى ... هل ممكن ان نطلق على شخص انه فقير لمجرد ان راتبه ضئيل و مع ذلك يحصل على خدمات فى التعليم و العلاج و الإسكان

اعتقد ان رؤية عامة قد تشكلت فى عقلى بعد ذلك التساؤل

فالمال فى حد ذاته أداة لشراء خدمات تحتاج إليها لكى تستمر عملية " ان تكون إنسان ... إنسانيتك "

ما دفعني الى قراءة ذلك الواقع هم أربعة أحداث رئيسية مرت امامى

الأول هو موضوع تشفير البث الخاص بمباريات كاس العالم و التصريح الغريب الصادر من الشركة التى اشترت ذلك الحق " حق البث " .... لاحظ انه اصبح حق ان تحتكر احدى الشركات البث

المهم نعود الى التصريح الذي صدر من الشركة " لقد ولى زمن المشاهدة المجانية و على الفقراء ان ينزعوا تلك الفكرة من رأسهم و ان يفكروا اولا و اخيرا فى لقمة العيش لا مشاهدة المباريات " و اتهام صاحب المحطة للمصريين بأنهم يسرقونه و تصريح عمر خالد بان سرقة الوصلة " حرام "

الحدث الثانى هو تلك التفجيرات التى حدثت فى سيناء .... لا يهمنى فى هذا التحليل التركيز على العمليات الارهابية فى حد ذاتها و لكن الاحداث التى كانت تدور فى فلكها

فكل مرة يحدث تفجير فى سيناء ينقسم المحللون الى قسمين قسم يتهم بدو سيناء بالعمالة و الخيانة و انهم يسهلون مرور العمليات الارهابية مقابل المال و اخرون ينفون ذلك مؤكدين على وطنيتهم و اظهار المساهمات التى قدموها فى حرب اكتوبر

الا ان المهم فى ذلك هو انه فى كل مرة تعلن الحكومة عن برامج لتنمية سيناء المحرومة من التنمية على الرغم من ان اكبر دخل سنوى هو من سيناء " السياحة " التى لا يستفيد أبناؤها من تلك السياحة لانهم محرومين من ابسط الخدمات ( سيناء بالكامل لا يوجد بها معهد او مدرسة تعلم السياحة و الفندقة ) ثم تنسى الحكومة بعد ذلك تصريحاتها الى ان يجىء تفجير اخر فيعاد كل شىء بنفس الترتيب و ينتهى الى نفس النتيجة الى ان يحدث تفجير اخر

الحدث الثالث او بالأحرى القراءة الثالثة هو رواية ادريس على " تحت خط الفقر " التى تتكلم عن النوبة و محاولة احدى اطفالها الخروج منها و الهروب الى مصر " لاحظ انه قال الهروب الى مصر و ليس القاهرة لأنه لا يرى انه يعيش فى مصر " و لن اسرد فى ذلك كثيرا فيكفى قراءتها لكى تتحول حياة القارىء الى جحيم دون مبالغة فى اللفظ... هى و روايتين لكاتب اسمه حسين عبد العليم " بازل " و " سعدية و عبد الحكم و اخرون "

الحدث الرابع هو ما نشرته جريدة المصرى اليوم عن مصر العشوائية و تكفى قراءته لكى تدرك بعد ما سبق ان هناك شىء مريب فى تلك السياقات التى تتمدد بطول مصر و عرضها حتى ان البعض قد اطلق لفظ " حزام الفقر " على المناطق التى تحيط بالقاهرة و تنذر بثورة للجياع

حاولت ان افهم

رجعت الى تعريف مصطلح الفقر و كل تعريفاته تنصب على انه حالة من الاحتياج او بمعنى اخر حالة اجتماعية

الا ان تعريف الفقر فى الفكر المسيحي هو

الفقير : هو من لا يستطيع ان يقدم شيئا للآخرين سواء كان هذا الشيء ماديا او معنويا

لم ارتكز على هذا التفسير كثيرا لأدرك أهمية تلك الصناعة

يجب ان يظل الفقراء فقراء

فتلك الطبقة يحتاجها اخرون

بصراحة حقيرة و مؤلمة ...

اننا لن نستغنى عن اولئك الذين يجمعون القمامة و لكننا لن نطلق عليهم افضل من لفظ " زبال " الذي هو سبة نستخدمها فى حياتنا لنصف شخص قذر

لن نستطيع ايها ال" زبال " ان نخدمك صحيا او تعليميا و سامحنى لن نسطيع ان نحترمك فانت زبال ... الا اننا للأسف لن نستغنى عنك و لكن سامحنى مرة اخرى لن نعطيك حقوقك

كيف نحل تلك المعادلة ؟؟؟

لن نقدم لكم يا اخوتى فى سيناء يا بدو سيناء ان شئنا دقة التعبير اى شىء و بالاخص التعليم السياحى و الفندقى لماذا ؟؟ لأن اسياد السياحة يرغبون فى تشغيل اولادهم و اقرباءهم فى تلك الصناعة التى تبعد عن العاصمة مئات الكيلومترات اما انك اردت ان تتدخل فيها... فينبغى ان تكون " فرجة " يشاهدها السائحون ...بدوى يركب جمل .... بدوية ترقص.... رحلة سفارى للشوى و الرقص و الشرب و الاستمتاع يقودها ذلك الحقير البدوي عبر دروب الجبل الذي يحفظها عن ظهر قلب ...يقدم بها البدو عن طيب خاطر خدماته لتنصب الدعائم الورقية بعد رحلة الاستمتاع فى محفظة من سيعطيك بالجنيه ما تحصل عليه بالدولار و لكننا يا سيدى البدوى لن نعلمك لغة تخاطب بها هؤلاء الذين تخدمهم و الافضل لو كنت آمي و لكننا فى نفس الوقت لن نستطيع ان نستغني عنك

كيف نحل تلك المعادلة ؟؟؟

هل يستطيع ان يستغنى ساكنى الزمالك عن البولاقية ؟

هل يستطيع ان يستغنى ساكنى المهندسين عن البشتيلية ؟

و هل .....................؟؟؟؟

و قس على ذلك ما شئت

او راجع ما نشرت المصرى اليوم

كيف نحل تلك المعادلة ؟؟؟

السؤال مرة اخرى

كيف نستغل هؤلاء دون ان نعطيهم شىء و فى نفس الوقت لا ينقلبوا على أوضاعهم او يرغبوا فى تحسينها و هو ما يشكل كارثة إذا طالبوا بذلك

و هنا

و جدت ان الامر بسيط

يجب علينا نحن المتحكمون فى مسيرة البشر

ان نلهيهم عن التفكير فى إنسانيتهم و بالتالي لن يطالبوا بحقوق لا يعرفوا عنها شيئا

فالأسهل مثلا

ان تكون المخدرات موجودة و بوفرة و بأسعار زهيدة ( راجع مقولة عزت حنفي الذي اعدم قبل يومين بأنه على يديه اصبح البانجو رخيصا ) على ان نكافحها

نشارك فى صناعة الزبالة و تدويرها و نخلق من بعض المشتغلين بها ميسوري الحال على ان يظلوا فى أماكنهم حتى لا نضطر الى ان نتعامل مع مخلفاتنا بشكل ادمى من صفائح زبالة محترمة ...عربة حديثة لجمع المخلفات ... كل ذلك مكلف و لكن الأرخص ان نضع فى وسطهم أشخاص يطالبوا بإبقاء الوضع على ما هو عليه

و لكن كل ما سبق غير مكتمل فربما يخرج علينا أشخاص تطالب بحقوقها

و هنا يأتى دور الدين و الثقافة الشعبية و هما خليط نموذجى يصعب فصلهما

لماذا ينبغى ان يكون هناك أليسا و هيفاء و روبي و دومينيك ؟

او السؤال بصيغة اخرى لماذا ينبغى ان يوجد " واوا اح "

الاجابة بسيطة

نرجع الى تعريف الفقير

الفقير : هو من لا يستطيع ان يقدم شيئا للاخرين سواء كان هذا الشيء ماديا او معنويا

ماذا يقدم هيفاء للمستمعين .... لاشىء

ماذا تقدم روبى ....لاشىء

هم فقراء ....و لكن بطريقة مختلفة لا ندركها و لكن فى الوجدان الشعبي يتحول هذا الفقر الى عاملين

بالنسبة للفقير العادي يصبح الجسد هو الغاية و المراد من هؤلاء

رؤية اللحم الأبيض البراق فى ثياب مثيرة فيصبح ذلك هو الحلم و الامل و التعلق

و العكس صحيح بالنسبة للفتيات ( راجع مع حدث فى برنامج ستار اكاديمى من التصويت للشاب المصرى عن طريق المويايل او مع تامر حسنى من الاف الشباب فى الوقت الذي كانت ازمة القضاة فى اوجها )

و لا مانع من بعض الجرائد الصفراء التى تحكى قصصهم الشخصية و خيانتهم لبعض و اظهارهم فى مظهر سيىء مع انتهاك لخصوصيتهم حتى يقوم الفقراء بالتنفيس عن رغبة الانتقام من هؤلاء الاغنياء الفقراء الذين يقدمون الفن و هم لا يقدمون شىء

يجب تقديم جسد صارخ بصوت عالى يصم اذان المتلقى عن اى شىء اخر و بالاخص حقوقه

فقراء يقدمون لفقراء ... حتى لو كانوا من الطبقة الغنية فهم فقراء معنويا خاويين لا يملكون شىء

شباب فارغ لا يملك شىء سواء كان علم او ثقافة او روح وطنية او بالرجوع الى التفسير

شباب فقير

ماذا لو كان هذا الفقير الذي نقدم له هذا الجسد

فقير متدين ملتزم ....تصبح مشكلة فسيرفض و ربما يقاوم ( و دى تبقى مصيبة سودا )

و هو ما يعود بنا الى اساس المشكلة

و هنا يظهر دور الدين

سنقدم هذا الجسد على ان يقوم هذا الجسد بشىء اخر

الرفض

على الكهنة و الشيوخ ان يعلنوا للمتدينين ان هؤلاء قد اخذوا جنتهم على الارض و ان المتع الحسية و المادية التى يتمتع بها هؤلاء العراة ستزول من وجههم فى الاخرة .... يوم الحساب الذي سيبدأ من القبر

على الكهنة ان يستخدموا بكثرة كلام المسيح " طوبى للفقراء ..... " و التركيز على الموعظة على الجبل

وعلى الشيوخ التذكير يمتع الاخرة الدائمة و الحقوق التى كفلها الله للمؤمن فى حياته التالية

لانه ينبغى عليك ايها المؤمن ان تتنزه عن المتع و الحقوق الدنيوية لانها زائلة و لا يبقى الا وجه ربك ذو الجلال و الاكرام

الا ان هناك مشكلة تنتج عن ذلك

هو فجوة بين هؤلاء العراة و الفقراء

او بين من هم أغنياء فقراء و فقراء فقراء

الحل ..... بسيط ايها الساذج

لا مانع من الحجاب و الكلام عن الموهبة التى انعم الله بها عليها و انها قد افاقت مما هى فيه و ان الفن ليس حرام بل ما نقدمه و ان ما سيقدمون بعد ذلك هو الفن الحلال

قد يبدو للبعض انها فكرة خاصة بالمسلمين و لكن ...... فليراجع المسيحيون الوعظات الخاصة " بحشمة المرأة المسيحية المبنية على وعظة القديس بولس " و تحريم التماثيل فى الفكر الارثوذوكسى و تحريم التمثيل فى بعض الطوائف المسيحية و ان كان لابد من التمثيل فليكن تمثيل كنسى ( اعتقد ان هناك من اكتوى بإحدى مسرحيات الكنيسة و الفن الكنسى؟؟؟ )

إذا لم تقتنع بذلك فهناك بديل آخر

لاعبي كرة القدم

ما المقصود من تلك الفكرة ؟

لا مانع من ان يظهر لاعبى كر القدم و بكثرة و ان تطغي حياتهم الشخصية و تتحول الى عامة و لنركز على هؤلاء المتدينين الذين يحكون قصة كفاحهم و كيف انطلقوا من الصفر و ان الموهبة التى يتمتع بها هى نعمة من عند الله و لكل مجتهد نصيب

طبعا لن نتكلم عن آلاف الكتب التي تحكى عن السحر و الغيبيات و ما وراء الطبيعة و الاخرويات و هى بالمناسبة ليست حكرا على المسلمين بل هناك كتب مماثلة عند المسيحيين إلا إنها غير ذائعة الصيت لان الأضواء غير مسلطة عليها كما فى حالة الكتب الإسلامية

و هو ما يفسر ان دول مثل الكويت و السعودية لديهما فائض فى ميزانية الدولة اى دولة غنية و مع ذلك تعد من دول العالم الثالث ... الدول الفقيرة

لانها لا تقدم شىء لشعوبها .... لانها لا تملك شىء تقدمه غير الخواء

و هنا يظهر نوع اخر من الالهاء

هو الانسانية بالتنقيط التى تشابه طريقة الرى بالتنقيط

حيث تصنع الحكومة فخ كبير للشعب اسمه " لقمة العيش " على ان تحافظ على شيئين

الاول هو ان الشعب لا يجوع حتى لا تحدث ثورة جياع كما يتنبأ البعض

و الثانى ان لا يشبع الشعب - او بالمفهوم الاقتصادى ان تتسع الطبقة الوسطى - حتى لا يطالب بحقوقه و هنا يصبح المواطن كالمربوط فى الساقية يسعى ليل نهار حتى يقوم بتوفير القوت الضرورى و مع الغلاء لا مانع من منحة او علاوة .... مدرسة هنا .... مستشفى هناك

نفحة عطف من رجل يملك .... الهدف ان لا يجوع المواطن و ان لا يشبع يظل هكذا يسعى الى الابد و هو ما يفسر الهدف من تدمير الطبقة الوسطى لانها الطبقة التى تسعى الى التمركز فى كل شىء و دائما يخرج منها من يطالب بحقوق الشعب و على صناعة الفقر ان تخرب تلك الطبقة حتى يدخلوا حظيرة السعى وراء " لقمة العيش "

كل ما سبق جائز و يحدث فى حياتنا

عملية الإلهاء

فماذا لو ظهر تنويريين او مثقفين يحلمون بأمة تملك شئ تقدمه لشعوب تواقة للتغيير

و هنا يظهر الحل الأخير

المكون من شقين

الحل الامنى و لا داعى لشرحه فهو معروف

و الحل الثانى هو فكرة جرائد المعارضة التى تعارض الشعب لا الحكومة

فجرائد المعارضة تقوم بما تسميه عملية فضح النظام حيث تكتب عن وقائع التعذيب و الضرب و الإهانة و انتهاك العرض و التعدي على النساء حتى في الشوارع معلنة بذلك انها تهاجم النظام فى حين ان استطلاع رأى بسيط قامت به إحدى القنوات أشار الى ان تلك الكتابات تأصل الخوف من الحكومة .... تجعل الآسرة تخاف من أن تعارض.... أن تطلب حقها فهي ترى ما يحدث للآخرين

من هو الأب الذي يترك ابنه يلتحق بمظاهرة بعد ما سمع عن ما حدث لأحد هؤلاء الشباب من هتك عرض فى احدى الاقسام ؟

من هى الأم التى ستترك ابنتها تنزل من البيت يوم المظاهرات بعد ما عرفت ما حدث لبنات الاخرين ؟

و هنا تكون قد اكتملت الأبعاد

صحيفة معارضة تظهر مدى ديموقراطية النظام و فى نفس الوقت تشعل الخوف داخل الشعب من ان يقوم الامن بانتهاكه جسديا .... متناسيا هذا الشعب ان تلك الحكومة تنتهكه كل يوم ماديا و نفسيا و معنويا

طبعا كل من سيقرأ هذا الكلام .... سيتأكد ان كاتب هذا المقال آثرت عليه نظرية المؤامرة حتى " لحست دماغه "

إلا إنني و للأسف لا اعترف بنظرية المؤامرة

لأنها ايضا تدخل فى اطار ما سبق لانها تدجن الوضع بالقول ان هناك مؤامرة دولية تحيكها الدول الغنية ضد شعبنا العظيم و بالتالى لا صوت يعلو فوق صوت المعركة و ان اى مطالبة بتغيير الوضع هو تكريس لنظرية المؤامرة و صوت التغيير هو صوت أعداء الشعب الذين لا يرغبون فى تقدم هذه الامة و رفعة هذا الوطن

" طبعا الكلمات الى فاتت مش غريبة على ودنا "

المفروض فى اخر اى مقال

ان يقدم الكاتب حل للمشكلة التى طرحها من وجهة نظره و ان ينتظر رد فعل القراء ليتفاعل معهم و يتعلم من وجهة نظرهم

الا اننى اعلن اننى فشلت فى ايجاد حتى تصور لدحض صناعة الفقر هذه

فالفقر الذي اردت ان أوصل اليكم معناه ليس الفقر المادى فقط بل الفقر الكلى كما فى التعريف

و بما انى لا اؤمن بنظرية المؤامرة

لذا فأنا اقول انه ليس هناك مؤامرة

بل هى صناعة تهدف الى تكريس الوضع لصالح جماعات معينة

او كما يطلق عليها عبد الوهاب المسيرى

جماعات تهدف الى تحويل الانسان الى " مادة استعماليه " لصالح اخرين

نحن دولة فقيرة حتى لو بها مليارات

دولة لا تقدم شىء لأبنائها

سواء فى التعليم حتى لو ادعت انه مجانى

و لا فى العلاج حتى لو اسست التأمين الصحى

و لا فى المسكن حتى لو أنشئت الاف المساكن الاقتصادية

و لا فى الطعام و لا الشراب حتى لو أعلنت انه مدعوم

و لا حتى فى الترفيه اللازم للإنسان لأن فنونها هى فنون الجسد الذي نملكه فقط

دولة لم تعد تملك شىء تقدمه

الا

صناعة الفقر