Wednesday, August 22, 2012

خدمات


-1-
قرأت سابقاً مقال عن كيف كانت السلطة تتخلص من المجلات الثقافية المثيرة للشغب والتى تقوم بعملية تنوير حقيقية. كانت السلطة لا تأمر مباشرة بغلق المجلة بل كانت تطلب من رئيس التحرير ان ينشر مقالات وابحاث ودراسات لأكاديميين وأساتذة الجامعات على فترات وتبدأ بدراسة او اثنين جنبا الى جنب مع المقالات الاخرى، ثم تطلب زيادة المنشور من تلك الابحاث سحباً من مساحات الكتابات الثقافية الاخرى التى احبها القارىء وبسببها يشترى المجلة، مما يسبب انصرافه عن تلك المطبوعة نتيجة جفاف وصعوبة تلك المقالات التى يكتبها اساتذة جامعات وابتعادها عن لغته البسيطة وافكاره ومتطلباته واحتياجاته المعرفية البعيدة بالطبيعة عن دراسات ذات تخصص اكاديمى بحت، مما يؤدى فى النهاية الى ان تغلق بتوصية من المجلس نتيجة انخفاض مبيعاتها بشدة وانصراف القارىء عنها!!.. ثم تظهر بعدها دراسة صغيرة تُنشر على صفحات الجرائد والمجلات التابعة للسلطة تبين ان ما كانت تنشره المجلة من مواد ثقافية منذ انطلاقها (دون ذكر اى 
شىء عن الابحاث الاكاديمية) هو ما أدى الى انصراف القارىء عن تلك المطبوعة.. وهكذا تسقط المجلة.. 


جزء من المقال الافتتاحى لجريدة اخبار الادب الاسبوعية:
"كما نسعى بشكل خاص لإستكتاب أساتذة الادب والنقد بالجامعات فى كل انحاء الجمهورية، وخارجها فى الجامعات العربية والاجنبية والاستفادة من وجودهم داخل الحرم الجامعى لإفادة المجتمع منهم، والاستعانة بمشاهير الفكر والثقافة من كل الاتجاهات لكتابة أعمدة وزوايا إثراء للتعددية الثقافية".. 


 من افتتاحية اخبار الادب – العدد 955 . الفقرة الثامنة الجزء الثانى. بتاريخ 19.08.2012

-2-
"نرجو أن تصادف خدمتنا استحساناً لدي حضرات القراء
تاسست مجلة الهلال على يد صاحبها جورجى زيدان سنة 1892 وصدر العدد الاول فى شهر سبتمبر  فى نفس العام. وقد سميت الهلال لأنها تصدر اول كل شهر وتفاؤلا بنموها حتى تصير بدرا.. 

دار الهلال والتى صدرت عنها مجلة الهلال لها اصدارين اضافيين يحملان اسم الدار وهما كتاب الهلال وهو يصدر فى الخامس من كل شهر  وروايات الهلال وهى تصدر منتصف كل شهر .. ومن عادات المجلة ان تضع على الغلاف الداخلى فى البداية وفى نهاية العدد صورة واسم الكتاب، وصورة واسم المجلة اللذان سيصدران فى نفس الشهر وفى عدد شهر اغسطس لسنة 2012 كان الاعلان عن كتاب الهلال بعنوان: بهجة الحكايا – على خطى نجيب محفوظ لد. عمار على حسن، روايات الهلال: فى البحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست، الجزء الاول، من ناحية منزل سوان..
الا ان الحاصل ان كتاب الهلال لم يصدر ، وصدرت رواية بعنوان شُهب من وادى رم بدلا من رواية مارسيل بروست!!.. 

الى السيد جرجى زيدان: خدماتك لا تجد استحسانا لدينا.. 
شكرا..