Saturday, November 13, 2010

الخروج الى الظلام - 4

-1-

By believing passionately in something that still does not exist, we create it. The nonexistent is whatever we have not sufficiently desired... Franz Kafka...

-2-

التحيات لك أيها الرب العظيم، رب العدل المطلق

لم أظلم إنساناً

لم أرتكب حماقة في مكان الحق

لم أتسبب في تعاسة

لم الوث ماء النهر

لم أغش في مقياس الأرض
لم أتلاعب في مثقال الميزان

فأنا طاهر، طاهر، وطهارتي مثل طهارة طائر البينو

من كتاب : الخروج الى النهار.. كتاب الموتى

فى رأيى .. لا يستطيع الانسان المصرى الحديث ان يكرر تلك العبارات بعد كل هذه السنين دون ان يشعر بوجع وثقوب فى الضمير.

-3-

تنظيم العائدون من الخليج

فى المسافة بين مصر الجديدة ومدينة نصر.. تستطيع ان تحكى القصة كلها. تروى فصولها ببطء وتتأمل نهايتها بكل مشاهدها.. فى المسافة بين البارون امبان ودكاكين ومقاه ومطاعم مدينة نصر، تسطيع ان ترى ما لم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على قلبك اوعقلك.. فى المسافة بين مدينة نصر ومصر الجديدة، تستطيع ان تقرأ اسماء المحلات والشوارع ، تستطيع ان ترى الأرتفاعات والميادين، تستطيع ان تعرف ان تلك المسافة هى كل ما تبقى.

فى البدء، كانت مصر الجديدة.. امتداد عمرانى فى الصحراء اسسه البارون امبان صاحب القصر الذى لا تغرب عنه الشمس فصار مرتع لعبدة الشيطان.. بناها هذا البلجيكى بعد ان اعجبته مصر وخلط فى معمار مبانيها ما بين الحداثة الأوروبية والصناعة اليدوية الأسلامية مخلوطة بمسحة دينية مسيحية تتجلى فى كنائسها.. بناها هذا البارون فى زمن مصرى خالص واطلق على شوارعها وميادينها تلك الأسماء التى لم تزعج اذان المصريين بل صار ميدان سانت فاطيما والكربة وروكسى مخلوطاً بميدان الأسماعيلية والحجاز ، تحوطهم ميداين حدائقية – اذا جاز التعبير – يخترقها مترو هو علامة ما من علامات الزمن الجميل..( حتى الأن ممنوع على الميكروباص المرور بمصر الجديدة)..

فى الجانب الأخر من صلاح سالم، تقع تلك الغابة الاسمنتية التى تمتد من طريق "النصر" عابراً المنصة التى اغتيل عليها السادات ومن امام النصب التذكارى للجندى المجهول، تقبع مدينة نصر التى كان ترخيص مبانيها بأرتفاع اربع ادوار فصارت عمارتها شاهقة عالية .. سكنها هؤلاء العائدون من الخليج القادمين بنظريات المعمار الصحراوى البشع المخلوط بالمقاه ودكاكين التسوق ومحال الأحذية ، بشوارعها الجانبية الضيقة التى يخترقها سائقو الميكروباص صانعة تلك الضوضاء والازدحام المميز لذلك الحى الأسمنتى الذى يفتقد لأى حس جمالى وملىء بهولاء الذى ذهبوا الى هناك بحثاً عن مال، عادوا به معلنين عن بداية حقبة اسمنتية جديدة تغرق بمياه المطر اذا قررت السماء معاقبتهم.. لا عجب ان تبدأ مدينة نصر بمنصة الأغتيالات ماراً بسيارتك الفارهة الخليجية من امام النصب التذكارى للجندى ال"مقتول"..

ما بين مدينة نصر و مصر الجديدة .. تبدأ وتنتهى الحكاية .. و ما بين الزمالك والمهندسين "يعاد بناءها " ولا تنتهى الكلمات ولا الحكايات..

-4-

I am in chains. Don't touch my chains... Franz Kafka

-5-

انهيت التدوينة السابقة بكلمات تم صكها دينياً ويستعملها نشطاء الدولة المدنية بكثرة حتى ان بعض المظاهرات خرجت مستخدمة مصطلح "الحد الادنى للأجور" فى مقابل هؤلاء البنغال الأرخص.. لا يؤمن المصرى بأتباع الأجراءات ولا يعرف عنها شىء.. دائماً يبحث عن " واحد يخلص القصة دى".. هذا الكسل او الفشل فى تنفيذ الأجراءات والأعتمادية الكاملة على "شخص ما يخلص الموضوع" هو السبب فى حالة النتظار اللا-نهائى التى ييدور فيها المصرى حتى ان استخراج بطاقة انتخابية والذى لا يعتمد على شخص ما بل يتوجب على مريدها ان يرهق نفسه بالعمل !!، تتطلب حملة لدفع الناس لأستخراجها.. انتظار المخلص الذى لا يجىء ولكنه آت!!، انتظار جودو فى زمن ملىء بطواحين الهواء حيث الهامش هو المتن والقضايا الفرعية هى صلب الموضوع..

تلك الفلسفات الضخمة التى انتهكت كل شىء وجعلت كل شىء مباح قابل للنقد حيث تفتيت "الكور" او قلب الموضوع والهدف الى الاف القضايا الصغيرة التى تغرق فى تفاصيلها حتى تنسى الأصل، جعلت البحث عن مصطلح كالعدالة هو رهان الجميع دونما تطبيقه، الأسلامى والمدنى والعلمانى، الغنى والفقير والطبقة المتوسطة اصبحت فى صراع لا ينتهى، ثقافة العبد والسيد والمجتمع الجديد هى المسيطر وارتضاها الجميع ( انا فى القيود، ارجوك لا تلمس قيودى.. فرانز كافكا).. لا رغبة اذاً فى التحرر.

لا عجب ات تجد المجتمعات العمرانية الجديدة وقد وضعت اسوار حولها، لا الومهم.. فهم ياكلون اروجانيك فى حين ان الزرع يروى بماء المصارف، يشربون مياه معدنية فى حين ان ماء الحنفية مخلوط بالمجارى، المناطق الخضراء المحيطة بمنازلهم تقارن بعدد البرك الراكدة حول المناطق العشوائية، تلك السيارات التى ينتقلون بها هى بعدد الموظفين المحشورون فى اوتوبيس نقل عام، هناك فى مدارسهم يجلس الطلبة على كراسيهم للتعليم اما هنا فالغابة كائن حى يلد ويتكاثر.. فهل تلوم احد على ابتعاده؟ المسافة بين مجتمعاتهم والمناطق العامة العشوائية هى المسافة بين كوكب الأرض وكوكب القرود.. فى مصر لا يمكن ان تنجو الا اذا هربت الى هناك..

-6-

ما بين الماركسيين الذين يؤمنون بثورة دموية تبيد الجميع، وهؤلاء المنتظرون فى كسل عودة عبد الناصر . مابين هؤلاء محبى صلاح الدين ، والمداحون فى جمال الخلفاء. ما بين الساعين الى التنوير و المتأمركين والراغبين فى اوراق الهجرة.. ما بين الأصلاحين الجدد و الباحثين عن التراث.. تقع مصر الجديدة التى خلطت ما بين الحداثة الاوروبية والصنعة الأسلامية والمسحة المسيحية..

نحن لا نتمنى العدالة ولا نرجوها بما يكفى لتحقيقها.. فالكل يحمل عدالته، الأسلامى والعلمانى ، الليبرالى والتنويرى والمدنى، المسيحى والمسلم والملحد، المثقف والجاهل ، الغنى والفقير .. الكل يحمل وجهات نظره، الكل يحمل عدالته، الكل صك مصطلحاته وانتج افكاره والقى بها فى صراعاته، وكفى..

الم نخض صراعاً فكرياً حول المصطلح والمفاهيم والأفكار والتوجهات والأنتماءات والتيارات؟ .. الحمدلله...

الم نختلف ونتشاجر ونشجب وندين ونتطلع ونتهم ونُسجن ونُعتقل؟.. الحمد لله...

الم نتضامن ونهتف ونتظاهر ونسعى ونجد ونعمل ونكتب وننشر ونقرأ؟.. الحمد لله...

ماذا تريدون اكثر من ذلك؟

One morning, as Gregor Samsa was waking up from anxious dreams, he discovered that in his bed he had been changed into a monstrous bug… Franz Kafka

-7-

انت لا تستطيع ان تهتف بصوت صارخ فى البرية : "أنا أقمت العدل في بلد المحبوب مصر".. المصرى القديم نطقها وترك لنا حضارته شهادة على نُطقها.. اما نحن فلابد وان نشعر بثقوب فى الضمير..

"إنها لحياة مزدوجة رهيبة حقًّا لا أظن أن هناك مخرجًا آخر منها سوى الجنون".. فرانز كافكا

-8-

نهايات عديدة لنهاية واحدة

مهلاً.. هل كنت ترغب، عزيزى القارىء، بأن اقدم حلول فى تلك الرباعية لتلك الازمة الطاحنة التى تعصف بالأخضر واليابس فى مصر؟.. هل كنت تعتقد انى املك ترياق الشفاء والدواء المعالج للداء ؟ هل كنت ترغب فى أن اوضح لك الصورة او اكتب لك روشتة وفاتورة علاج؟.. اذا كنت ترغب فى ذلك .. فانت لم تفهمنى .. أنا لست جودو ولست " الشخص اللى حيخلص القصة دى ".. فانا لست رجل الأجراءات..

اذا كنت تبحث عن ذلك.. فقد نبهتك فى الجزء الاول بأن تغلق تلك الصفحات ولا تهتم بما هو مكتوب.. فما كتبته هو مقتطفات من كتاب"الخروج الى الظلام: كتاب الموتى" الذى يكتبه حدثاء المصريون واخبرتك انك ستجد ما لا يسعدك. فمن الافضل ان لا تعرف!!!...

I think we ought to read only the kind of books that wound and stab us. If the book we are reading doesn't wake us up with a blow on the head, what are we reading it for? ...we need the books that affect us like a disaster, that grieve us deeply, like the death of someone we loved more than ourselves, like suicide. A book must be an ice axe to break the sea frozen inside us... If the book we are reading does not wake us, as with a fist hammering on our skulls, then why do we read it?.. Franz Kafka

-9-

By believing passionately in something that still does not exist, we create it. The nonexistent is whatever we have not sufficiently desired... Franz Kafka...

تمت

------

كتبت بوحى من حملة " خللى عندك صوت "

Wednesday, November 10, 2010

الخروج الى الظلام - 3

مدخل 2

"ان اليات الضبط التى مارسها النظام السابق عن طريق العنف هى التى ادت الى الأنفجار الرهيب الذى نراه فى العراق، ولن تعود العراق كما كان الا عندما تمحى وتتحول الى رماد مدنى وانسانى وبعدها تظهر بشرية جديدة تعيد بناء مدنيتها. ان العراق ذاهب الى طوفان الفناء وإعادة "الخلق"، وليس الى اصلاح دينى او سياسى او حتى مدنى".. متحدث عراقى فى أحدى البرامج الحوارية..

تلك الجملة التى سمعتها من متحدث عراقى،لم تبدو عليه أى انفعالات من حمامات الدم التى تغسل شوارع العراق، والتى نطقها ببرود وكأنها حقيقة يتجه نحوها التاريخ بكل بروده وصلفه وكبريائه.. هى الكابوس ذاته: ان تستيقظ من نومك لتجد انك تحولت الى حشرة يسحقها البعض فى صراعاته.

مشهد 1 – نهار خارجى – اشارة المرور

انتظر فى اشارة المرور ناظراً الى علامتها الحمراء التى تخطتها تلك السيارة الفارهة، التى لم يبالى صاحبها او سائقها بالعسكرى الذى اخرج دفتره ليسجل النمرة. سيارة بيضاء بالكامل تقف امامى.. ما ان رآها العسكرى حتى اخرج دفتره مرة اخرى. صاحب السيارة البيضاء غير مرئى من الزجاج الفيميه ولا يوجد اى نمر على السيارة او اشارة. نظر اليها العسكرى وحاول تسجيل مخالفة وهو يقترب منها. انفتح زجاج السيارة واطل صاحبها بنظارته الشمسية وضحك بصوت عالى: حتكتب ايه يا حيوان لما مفيش نمر ؟.. ضحك بعض سائقى السيارات المجاورة اما انا فخفت. وقف العسكرى مذهول امام سيل الشتائم الذى انهال عليه ومن الضحكات التى انهمرت على اذنه وتمتم : ما هو مفيش نمرة والازاز فاميه وده ممنوع. ذكر سائق السيارة ام العسكرى وابوه بأقذع الألفاظ، واعتقد انه لولا السيارة التى امامه لكسر الاشارة.. اما انا فخفت لسبب بسيط، ان العسكرى لابد وان يكتب المخالفة حفظاً لماء الوجه وانا فى السيارة التالية ونمرتى هى التى امام عينيه!!!. اما العسكرى فقد ظل مبهوتاً واقفاً حتى بعد ان فُتحت الأشارة وسط السيارات التى بدأت فى تفاديه.

مشهد 2 – نهار خارجى - احدى الطرق السريعة بوسط المدينة

بدأ سواق الميكروباص – كالعادة – باللعب بالسيارة فى الطريق المزدحم. وكسر على بعضهم حتى ان صاحب احدى السيارات بدا فى اطلاق الكلاكس بطريقة متواصلة وهو يشتم سائق الميكروباص. ايثاراً للسلامة قررت ان اتركه يمر وان اترك مسافة سيارة او اثنين بينى وبين هذا المجنون الذى يحتاج الى طبيب نفسى. اما السائق فكلما زادت الشتائم والكلاكسات، كلما زاد عناده وتصاعدت حدة "غرزه"، حتى ان صاحب السيارة الذى لم يرفع يده من على الكلاكس صرخ " سوق عدل يا عرص والا حطلع دين امك"، ولأن كلمة "دين امك " تعد نكتة فى قاموس سائقى الميكروباص، فلقد اشار له الاشارة الشهيرة "خُد"، ظل الحال هكذا حتى اول منعطف يمين حيث كسر سواق الميكروباص على السائق اللى – من المفترض انه حيطلع دين امه "، حتى كاد ان يرتطم بالرصيف. لا اعلم صراحة ما هو شعور راكبى هذا الميكروباص مع هذا الجنون المسيطر على الوضع!!. عبر سائق الميكروباص السيارة الاخرى واجتازها وهو يخرج يده اليسرى، تبعه السائق الأخر من ناحية اليسار حتى تخطاه مرة أخرى وكسر يميناً فجأة واوقف السيارة بعرض الشارع ونزل وهو يلقى بجاكتته بالسيارة وصرخ فى السائق " انزل يا ك.. امك". اخرج الرجل سلاحيه من الجرابين المعلقين تحت ابطيه بعد ان القى الجاكته بالسيارة. وما ان لمحهما سائق الميكروباص حتى قفز من السيارة وجرى فى الأتجاه العكسى لتدفق السيارات !!!، وترك السيارة بالركاب واختفى. ظللنا متوقفين حتى أعاد هذا الرجل سيارته الى وضعها الصحيح بالجانب الأيمن من الطريق واعتذر لباقى السيارات وامر الركاب بالنزول لأن – كما قال – "الميكروباص ده اتصادر"...

--

-1-

"أن اليات الضبط والسيطرة التى يفرضها القانون، لابد ان تنفذ بكل قوة ولكن بدون أى عنف، وعلى جميع المواطنين"..

-2-

فى المشهد الاول كنت متضامن وبكل قوة مع هذا العسكرى. مرة عندما كتب نمرة السيارة التى كسرت الأشارة ( وان كنت اعلم ان المخالفة لن يدفعها صاحبها لأنه اكيد يعرف حد يخلصها!!) والمرة الثانية فى محاولته اليائسة لكتابة أى بيانات او سحب رخص صاحب السيارة البيضاء.. اما فى المشهد الثانى، فمع الرجل " الرتبة" اللى نزل بسلاحه لوقف هذا المجنون..

-3-

قد يبدو انه نوع من المزاح السخيف ان تشرح للعامة ما هو الفرق "التيرمينولوجى" بين لفظة "قوة " ولفظة "عنف"، او ان تصدع رؤوسهم بكلمات من نوع أن القانون يطبق على الجميع دونما تفريق بين غنى او فقير. فلا أحد مهتم للسمع او للمعرفة ولا احد – من الأساس – يريد ان يعرف او يسأل عن شىء يعد خرافات اسطورية كالتنين الذى ينفث اللهب فى سماء الكون. فعندما يتصارع الكبار، لا وقت للشرح ولا وقت للبحث والمعرفة..

-4-

فى مصر، لا أحد بسأل عن الاجراءات. فلا يوجد ما يسمى بهذه الكلمة. اذا اردت ان تنهى بعض الأوراق فى احدى المصالح فأنت لا تسأل عن الاجراءات او عن الاوراق المطلوبة او الخطوات التى ينبغى على الجميع ان يتبعها، فأنت لا تعرف والموظف الذى يعمل لخدمتك لا يملك الوقت لأخبارك. اول سؤال يسئله اى مصرى لأستخراج اوراق ما، لا يسئل بالطبع عن الاجراءات بل " تعرف حد يخلصلك القصة دى ؟".. فدائماً انت محتاج لشخص ما لتخليص اى اوراق بمقابل.. حاول بكل بساطة تجديد رخصة سيارتك بمفردك او استخراج بطاقة صحية او حتى اجراءات علاج او بعض الأوراق بمصلحة الشهر العقارى.. كل سنة وانت طيب.. اذا نجحت فى فعلها بمفردك فأحسب كم الوقت المهدر للتنفيذ، اذا نجحت يعنى..

-5-

" ان القانون يمنع ويعاقب أى شخص، غنى او فقير، فى أن ينام تحت اى كوبرى".. ولكن، و بكل بساطة: من الذى يحتاج الى النوم تحت الكوبرى؟

أى ماركسى مازال يحبو فى ماركسيته يؤمن بان التغيير لابد ان يكون ثورى عنيف ودموى والا لن ينجح، فهل نحتاج – اسوة بالعراق – الى تغيير بحمامات الدم؟ سؤال لا اريد اجابته..

-6-

سئلنى صديق" هل تعرف ما هو النيكروفيلى؟. صمت فأكمل كلامه: النيكروفيلى هو الشخص المصاب بالنيكروفيليا، هو الشخص الذى يحب ميت ويمارس الجنس مع جثة".. والميت حتى يعيش يحتاج الى اعادة خلق والى طوفان ابادة.. النيكروفيلى – يا صديقى – هو من يحب جثة ما .. وانتم نيكروفيليين...

-7-

صدمات ما قبل النهاية

اكتب اليكم تفسير لبعض الكلمات التى نستخدمها يومياً وتتردد على السنة الكتاب على انها من الثوابت المدنية.. هى صدمة ما قبل نهاية هذ المجموعة..

العدالة الأجتماعية: هى فكرة إنشاء مجتمع قائم على المساواة أو المؤسسة التي تقوم على مبادئ المساواة والتضامن ، التى تقدر مفاهيم حقوق الإنسان ، والتي تصون كرامة كل كائن بشري. وصاغ هذا المفهوم الحديث لل"عدالة الأجتماعية" لويجى تاباريللى اليسوعى (the Jesuit luigi taparelli ) استناداً الى تعاليم القديس توما الأكوينى !!. و تم تطويرها على يد انطونيو روزمينى سرباتى (كاهن كاثوليكى) ( Antoni Rosmini-Serbati)، وتم تفصيل هذا المفهوم بواسطة جون رايان لاهوتى اخلاقى ( John A. Ryan) الذى وضع مفهوم "الاجر المعيشى" او الحد الأدنى للاجور... ( اللى سمعنا كلنا عن مظاهرات من قريب علشانه)..

الحد الأدنى للأجور او الأجر المعيشى: هو مصطلح مستخدم لوصف الحد الادنى اللازم للاجر لتلبية الاجتياجات الأساسية للانسان. من سكن وملبس وغذاء وعلاج وتعليم لفترة زمنية ما. هذا المصطلح يعنى بكل بساطة ان أى انسان يعمل لععد معين من الساعات طوال الأسبوع – بدون أى دخل أضافى - ينبغى ان يكون قادر على تلبية كم ونوع مما من السكن والغذاء والنقل والمرافق والرعاية الصحية والترفيه..

وهذا المصطلح هو مفهوم محورى فى تعليم الكنيسة الكاثوليكية الأجتماعى. وبدأ مع الوثيقة البابوية المعنونة "عن الأشياء الجديدة (Rerum novarum) للبابا لاون الثالث عشر .. لمكافحة تجاوزات الرأسمالية من جانب والشيوعية من جانب اخر.. فى هذه الوثيقة يؤكد البابا على حق الملكية الخاصة فى حين يصر على دور الدولة فى توفير الأجر المعيشى (ألحد الادنى للاجور).. واعتبر البابا ان الملكية الخاصة لها الحق فى حماية وسائل الأنتاج مع وجود تنظيم الدولة للحفاظ على الصالح العام!!!!...

--

هل نستطيع الأن، بعد معرفتنا لأصل المصطلحات التى نستخدم كمفردات للدولة المدنية او العلمانية، ان نواجه المد الدينى الذى يخبرنا عن العدالة الاجتماعية لعمر بن الخطاب؟ او نصد حتى من يكلمنا عن دولة دينية فى ظل هذا الخلط الهائل فى المفاهيم!!!!؟.

-8-

نقلت لكم جزء من كتاب الموتى "الخروج الى الظلام"..

I think we ought to read only the kind of books that wound and stab us. If the book we are reading doesn't wake us up with a blow on the head, what are we reading it for? ...we need the books that affect us like a disaster, that grieve us deeply, like the death of someone we loved more than ourselves, like suicide. A book must be an ice axe to break the sea frozen inside us... If the book we are reading does not wake us, as with a fist hammering on our skulls, then why do we read it?.. Franz Kafka

---

يتبع بالأخيرة........

Monday, November 08, 2010

الخروج الى الظلام - 2

One morning, as Gregor Samsa was waking up from anxious dreams, he discovered that in his bed he had been changed into a monstrous bug… Franz Kafka

---

I am in chains. Don't touch my chains... Franz Kafka

--


فى مصر لا يمكن ان تنجو

من المواصلات.. فالقطارات معرضة للاحتراق فى أى وقت، والعبارات اتضح انهم من اللى بيغرقوا دول، مترو الانفاق قابل للتعطل فى أى وقت، الاوتوبيسات لا تقف فى المحطة التى ترغب فى النزول بها، الميكروباصات هى صناديق لعب لسائقين لم يحصلوا بعد على شهادة معاملة اطفال، البيجوهات هى نعوش طائرة، وعربات الأرياف هى اولدز موبيل بدون رخصة ، اما عن النصف نقل فحدث ولا حرج، وسيكون حظك عاثر اذا كنت على سفر بطريق ملىء بعربات النقل والمقطورة ونسى سائقها ان يضع الأفيونة تحت لسانه..

فى مصر لا يمكن ان تنجو

بصحتك.. فانت عرضة للتسمم اذا اكلت من احدى محلات الشوارع، او تصاب بديدان من عربات الكبدة، او بمغص حاد من سلاطة مايونيز فاسدة تأكلها فى أحدى مطاعم الخمس نجوم.. فالهواء ملوث من عوادم سيارات لم تسمع عن عوامل امان البيئة، والماء لا تستطيع ان تشربه دون فلتر، كوب الكابتشينو المقدم فى محلات التيك-اواى فى كوب من البلاستيك المخلوط بكرتون غير مخصص للسوائل، المياه المعدنية معدنية بكل ما تعنيه الكلمة، الفراخ تعانى من الهرمونات والنفخ بالماء، اللحوم هى نتاج حيوانات ماتت منتحرة من سوء التغذية، والخضار تم زراعته بماء المصارف والمجارى بعد تدويره، والعيش يتم تدعيمه ببعض حديد التسليح، فى مصر عليك ان تختار بين ثلاث امراض شهيرة تكمل بها بقية حياتك: الضغط ، السكر أو القلب، وأشكر ربك اذا لم تصب بفشل كلوى غير قابل للعلاج او بحادثة تحتاج بسببها الى نقل دم لا تعرف مصدره، فالداوء غير موجود ، سعره مرتفع، وله اثار جانبية.. حسناً، اتركونى استمتع بالكوليسترول والدهون الثلاثية ..

فى مصر لا يمكن ان تنجو

من التعليم.. فسوق العمل يحتاج الى لغة اجنبية ان لم نقل اثنين ونحن دولة لا يعرف مدرسيها الفرق بين ال"P" وال"B" ، حيث يخبرك البعض عند تهجئة بعض الكلمات كأنك جاهل مثله بانها "بى " فور بن او "بى" فور بيد، سوق العمل يحتاج الى معرفة او استخدام للكمبيوتر اذا كنت قادر على شراء واحد لأبنك او بنتك، اما الشباب المحترف كمبيوتر يعرف جيداً المواقع الأباحية وغرف الشات والجيمز الجديدة.. ابنك معرض للضرب او للانتهاك بالمدارس، بنتك قد تصير اخرى فى احدى المرات، الدروس الخصوصية هى علامة من علامات الشهر وجزء من مصروف بيتك، المدرس الخصوصى هو ابنك الذى لم تنجبه ولابد من اعطائه المصروف.. الكتب الخارجية ارتفعت اثمانها والمواد الخام رفعت سعر الكراريس والأقلام ، لا تتمنى ان يصير ابنك مهندس او دكتور فانت لا تملك دفع ثمن البالطو ولا تستطيع شراء طقم روترينج تحبير ، كل ما تستطيع فعله هو ان يدخل ابنك كلية تجارة ويتخرج منها ليعمل كمحاسب فى فرن ألى اذا وجد شغل من الأساس، اما اذا رغبت فى ان يحصل على لقب مهندس فدعه يعمل سائق ميكروباص، و اذا رغبت فى لقب دكتور فالسباكة تناديك.. وكل عام وانتم بخير

فى مصر لا يمكن ان تنجو

المرأة.. فهى معرضة للسرقة اذا سارت بمفردها، او للخطف اذا كانت مع زوجها، او للمعاكسة اذا كانت مع اخوها، او للتحرش اذا كنا فى أيام العيد. هى معرضة لتلويث السمعة اذا كانت تعمل فى السياحة او لسوء الظن اذا كانت تعمل ممرضة. هى معرضة للتحويل الى مجرد جسد اذا كانت جميلة او الى عانس اذا كانت تتمتع بعقل يفوق الرجال او للسب اذا كانت مديرة او لأنتظار العَدَل فى البيت اذا كانت متعلمة.. المرأة كائن اخر غير مرغوب فيه اذا وضعت بعضاَ من عطر او مكروه اذا وضعت ميك-أب ، اما اذا ارتدت فستان سواريه فأسئل عن رأى الأسطى سيد فيها!!. المرأة سافرة او محجبة وليست عاقلة او فاسدة، المرأة خليعة او محتشمة وليست جاهلة او متعلمة، المرأة جسد او عقل وليست انسانة، المرأة وعاء الشهوة وليست ام واخت وزوجة، المرأة أمينة فى انتظار سى السيد، المرأة نجسة وليست خليقة الهية..

فى مصر لا يمكن ان تنجو

بعقلك.. فبين برامج دينية تجعلك تنظر الى صدر زميلاتك لتختار أيهم ترضع منه، واخرى تجعلك تكره كل اخوانك فى الوطن وثالثة تبث الوعى بالأبراج وعلم التنجيم .. من صحافة تكتب اخبار الفنانين، ومن اعلام يبث الاغانى الوطنية فى حالة الفوز على منتخب بوركبنا-فاسو، ومن كتب تحكى اخبار الجان واخرى تمجد فى فلان، من كتابات تمدح علان واخرى تسب لترتان..من ماركسى شيوعى يفتى الأن فى الدين، من راهب متوحد ينشر الان الفكر العلمانى. من جرائد ومجلات ودوريات ومطبوعات لا تصلح حتى لتنظيف الزجاج اذا اختلطت ببليدج او ويندكس، من ضوضاء الخناقات المشتعلة فى البرامج الحوارية، من صوت فرقعة النيران وهى تأكل اجساد المشاهدين فى احدى المسارح، من الاخبار الكاذبة التى تبث طوال اليوم، من الأفكار الغربية التى يرفضها السلفيون ومن الافكار السلفية التى يرفضها المتعقلون، من صورة تسريحة شعر تلك النجمة، من فتنة ما تكاد ان تنام حتى يوقظها كل الأطراف، من التصريحات التى تسمعها عن انخفاض الأسعار وانت تقف فى سوبر ماركت بعد ان قررت ان لا تشترى الزيتون لأن الميزانية خرمت.

أذا صمت فانت خانع ذليل واذا تكلمت يميناً فأنت خائن عميل واذا تكلمت يساراً فأنت جاهل عليل، اذا تكلمت فى الدين فانت ظلامى رجعى واذا اعلنت مدنيتك اصبحت علمانى كافر.. اذا كنت ناصرياً، فمن أى تيار واذا كنت يسارياً فمن أى تيار واذا كنت يمينياً فأنت حزب وطنى راسمالى تأكل قوت الشعب وتسرق كحرامى الحلة، اذا كنت تسير جنب الحيط فأحذر يا مواطن ان الحيطان لها ودان.. فى مصر لا تعمل بالسياسة فالسياسة داء ولكل داء دواء ودواء السياسة هو ان تكون هناك فى رحلة مجانية وراء شمس الأصيل. فى مصر يوجد كل شىء حيث معارضة المعارضة ومعارضة للمعارضة. فى مصر تتجلى الحقيقة فى ضوء الكذب ويتجلى الكذب فى ضوء الحقائق.. ومصر يامه يا بهية يا ام طرحة وجلابية هى الرغبة الاولى والمنتهى الاخير وهى ان يرتدى المواطن الطُرح التى سيرسلها يوسف بك وهبى الى المحاربين القدماء فى باريس!!!..

فى مصر لا يمكن ان تنجو ..

من سكنك وبيتك فانت لا تعلم ماذا فعل المقاول بألاساسات، م

واخيراً لأصحاب السيارات:

فى مصر لا يمكن ان تنجو

بسيارتك.. فسيارتك هى وسيلة تعبيرية يرسم عليها البعض بالألوان الطبيعية.. سيارتك هى دليل ذكاء طالب رسب فى امتحان الهندسة فقرر ببرجله ان يرسم على صاجها وكبوتها متوازى اضلاع يحتوى دائرة لحساب جيب تمام الزاوية.. سيارتك هى المقعد الوحيد الموجود فى الشارع ليلاً، سيارتك هى المنضدة الوحيدة الموجودة بجانب عربة الفول ومقلب قمامة لترك بواقى الجرجير، سيارتك هى الوحيدة التى يرغب جميع سائقى الميكروباص تخطيها من اليمين بعد ان يكسر عليك، سيارتك هى السيارة التى يوقفها الامناء على الوطن طمعاً فى كل سنة وانت طيب، سيارتك هى المغناطيس الجاذب لكل ذبل الحمام الطائر فى هذا الوطن، سيارتك دائماً تسير عكس الأتجاه فى الشوارع الجانبية بالمهندسين والدقى، سيارتك لا تعرف الأتجاهات السليمة فى الزمالك التى تتغير اتجاهاتها كل اسبوعين.. سيارتك هى التى ترتكب كل المخالفات فى طريق سنهورس و فى كفر طهرمس وقرية ميت دمسيس و مدينة السنبلاوين ومحافظة كفر الشيخ وانت لا تعرف من الأساس اين تقع تلك البلاد، سيارتك هى السيارة التى يحب جميع السائقين الركن بجوارها صف ثانى، سيارتك هى الوحيدة التى تركن فى المكان الخطأ وعندما تعود تجد ان احدهم قد افرغ لك الأربع فرد عقاباً لك اما اذا كان رحيماً فسيلصق عليها ورقة " ما تركنش تانى هنا يا ... ". سيارتك هى الوحيدة التى تسير فى الشوارع التى سيمر بها كل الوزراء والمحافظين والرؤساء فتتعطل بالساعات، سيارتك هى الوحيدة – كشخص جاهل لا يعرف – تسير فى الشوارع !!!!.

--

By believing passionately in something that still does not exist, we create it. The nonexistent is whatever we have not sufficiently desired... Franz Kafka

Saturday, November 06, 2010

الخروج الى الظلام - 1

مدخل 1

-1-

"إنها لحياة مزدوجة رهيبة حقًّا لا أظن أن هناك مخرجًا آخر منها سوى الجنون".. فرانز كافكا

اخبرنى الاول انه يعرف فرانز كافكا جيداً.. " كان صاحب بار بوسط البلد، والدى كلمنى عنه. لم اصدقه حتى ذهبت الى هناك.. تدخل البار وتطلب كوب من البيرة فيقدمها مع طبق مزة ملىء بالبسطرمة والجبن الرومى وزيتون كالاماتا معتبر يونانى .. وانت عارف البسطرمة اليونانى".. اما الثانى فسخر من كلماته واخبرنى ان فرانز هذا هو فرانز بيكنباور اللاعب الألمانى ألأسطورة.. لم يصمت الثالث الذى اضاف – بكلمات مقتضبة قاطعة – انه فرانز شوبرت وهو موسيقى نمساوى ولا يعرفه الا الناس التى تقدر الفن.. اما الأخير فأخبرنى انه فرانس "فريد شوقى" فى فيلم بطل للنهاية "وقام بدور لن يمحى من الذاكرة".. عندما عدت الى منزلى واعلمت زوجتى ان لا احد يعرف فرانز كافكا ملك الرواية الكابوسية، صاحب رواية التحول وقد تحول فيها البطل الى حشرة لعجزه عن مواجهة المجتمع، اجابت بأقتضاب انها تملك الحل واذا كنت أرغب بكل بساطة فى نصوص كابوسية فأليك واحدة من اهم النصوص الكابوسية فى تاريخ البلد.. ادارت التلفزيون على احدى المحطات المتخصصة فى اذاعة المسلسلات وطلبت منى مشاهدة مسلسل "الحقيقة والسراب" ويليه مسلسل "قمر " والأثنان من تأليف وبطولة "فيفى عبده"!!!..

-2-

العلامة الاولى لبداية الفهم هى الرغبة فى الموت.. فرانز كافكا

-3-

فصل من فصول كتاب " الخروج الى النهار: كتاب الموتى الفرعونى" الذى كتبه قدماء المصريون..

يطلق علي هذا الفصل "المحاكمة" ، أما عنوان الفصل الأصلي فهو: ما يقال عند دخول المرء إلى قاعة العدالة المطلقة وتبرئة نفسه من كل فعل مشين:

التحيات لك أيها الرب العظيم، رب العدل المطلق
جئتك سيدي وجيء بي لمشاهدة كمالك
أنا أعرفك وأعرف الآلهة الاثنين والأربعين
الذي معك في ساحة العدل المطلق
الذين يتعيشون على أصحاب السوء ويتغذون على دمائهم
في اليوم الذي فيه يقام الحساب أمام الكائن الجميل (أوزير)
جئتك أشاهد جمالك ويداي مرفوعتان ابتهالا لأسمك "العدل"
يا من عيناه بنتاه والعدل المطلق هو اسمه


جئتك بالعدل وزهقت لك الباطل
أنا أعطيتُ الحق لفاعله وأعطيت الظلم لمن جاء يحمله
لم أظلم إنساناً
لم أُسيء استخدام حيوان
لم أرتكب حماقة في مكان الحق
لم أعلم بما هو غير موجود
لم أنظر لعورة
لم أقم بزيادة وتيرة العمل المحدد (مسبقا) مع بداية النهار
لم آتي باسمي قبل اسم الإله
لم أغضب الرب
لم أبدد ميراث اليتيم
لم أفعل شيئاً مما نهاه الرب
لم أشي بعامل عند رئيسه
لم أتسبب في تعاسة
لم أترك جائعا
لم أتسبب في دموع
لم أقتل
لم أحرض على القتل
لم أعذب أحد

لم الوث ماء النهر
لم أنقص قرابين المعبد
لم أستبيح خبز الآلهة
لم أسلب قرابين الموتى
لم أزني
لم أنجس نفسي في الأماكن الطاهرة في معبد إله مدينتي
لم أزد ولم أنقص المكيال
لم أغش في مقياس الأرض
لم أتلاعب في مثقال الميزان
ولم أزحزح مؤشر الميزان
لم أنتزع لبن من فم رضيع
لم أحرم قطيع عن مرعاه
لم أقتنص طيوراً من براري الآلهة ولا سمكة من بحيراتها
لم أمنع ماء الفيضان في موسمه
لم أبني سداً للمياه الجارية
لم أطفئ ناراً عند أهمية إشعالها
لم ألوث قربان اللحم في أيام الأعياد
لم أتعرض لقطيع من ممتلكات المعبد
لم أسد طريق موكب الإله
فأنا طاهر، طا هر، وطهارتي مثل طهارة طائر البينو

أنت يا واسع الخطوة الآتي من هليوبوليس
أنا لم أرتكب ظلماً

"
التحيات لكم أيتها الآلهة، أنا أعرفكم وأعرف أسمائكم
ليتني لا أسقط في مذبحكم
ليتكم لا تضخموا من السيئات التي بي عند هذا الرب
الذي أنتم في صحبته، ولن تأتي أمامكم خطيئة مني
تحدثوا عني بالحق أمام رب الخلق
فأنا أقمت العدل في بلد المحبوب مصر
ولم أُغضب أي إله ولم تصدر مني معصية للملك الحاكم
التحيات لكم أيتها الآلهة التي في قاعة العدل المطلق
بأجسادكم الخالية من الكذب
الذين يتعيشون بالحقيقة في هليوبوليس
بالقرب من حورس الذي في قرصه الشمسي
أنقذني من "بابي" الذي يتعيش على الأحشاء في يوم الامتحان العظيم
انظروا، أنا جئت إليكم بلا خطيئة وبلا شر
لا شر داخلي ولا شكوى ضدي ولا أحد يعارض ما تفوهت به
فأنا أتحدث بالحق وأقترب من العدل

فعلت ما أراده الناس وما رضيت به الآلهة، أرضيت الله بما أراد
...

وفي الختام , يقول الإله تحوتي:
إن أفعاله وجدت صالحة في الميزان الأعظم
وهذا الأوزيري لم يرتكب إثماً ولم يصنع شراً

والوحش الذي يلتهم قلوب الأموات الذين يرتكبون الآثام , لن يكون له سلطة عليه .
المتوفى يصعد إلي السماء عن طريق سلم خلق خصيصاً لهذه المهمة , صنعه الإله رع والإله حورس

يمكن قراءة النص كاملاً هنا

-4-

تستطيع ان تغلق تلك الصفحات ولا تهتم بما هو مكتوب.. من المفضل ان تنتقل الى مشاهدة التلفزيون فمؤخرة روبى افضل من مقدمة ابن خلدون وكلمات السر المستخدمة فى الأنتصار على اعدائك من نوع "خالتى بتسلم عليك" افضل من فتح المعابر واشد من القوافل الطبية.. وتحولاتك الراسمالية المحببة الى نفسك افضل من تصديع رأسك بكلمات عن حقوق العمالة المصرية.. فقراءة كتاب "هؤلاء نكحونى" لتلك الكاتبة العظيمة، افضل بكثر من ارهاق عينيك بحروف الكترونية مكتوبة بفنط اسود مضيئ امامك على شاشة كمبيوتر..

فما ستقرأه هو مقتطفات من كتاب"الخروج الى الظلام: كتاب الموتى" الذى يكتبه حدثاء المصريون واعتقد انك ستجد ما لا يسعدك. فمن الافضل ان لا تعرف!!!...