Wednesday, April 11, 2012

ذيل

المفروض ان يتم تنظيف وتطهير كل المؤسسات من بقايا نظام مبارك، وتجديد كل اللجان التنفيذية (الوزارات)...
خيرت الشاطر، فى حديثه لصحيفه الفيجارو. 
---
 
لما مرة واحدة تحب توقف عجلة مثل عجلة دولة بهذه الضخامة، لازم حتواجه حالة من القصور الذاتى تدفعها للأمام، يعنى بعد فترة حتلاقى ان السلطة بتعيد انتاج نفسها حتى لو فى شكل مختلف. علشان نقدر نفهم بنية النظام السابق او بنية الأنظمة او السلطة عامة، ممكن نقول المثال بالطريقة دى:
شخص وصل الى قمة السلطة، الرئيس. هذا الشخص اختار 10 من المقربين اليه ووضعهم فى اماكن هامة  فى الدولة حتى يكونوا سنده ومعونته (نظرية اهل الثقة وليس اهل الخبرة).
تخيل الاتى: كل واحد من العشرة دول حط عشرة من اهل ثقته فى اماكن هامة فى مؤسسات الدولة حتى يضمن الولاء والطاعة للامر و للفكرة وللرئاسة الأعلى. وكل واحد من المائة دول عمل كده برضه اختار عشرة مقربين لنفس الاسباب السابقة للحفاظ على الولاء والطاعة برضه. وهكذا الالف يبقوا عشر الاف، وال10000 يبقوا 100000، وتستمر الحلقة فى كل المؤسسات والوزارات والهيئات حتى فى اصغر فروع تلك الهيئات فى ابعد المحافظات وفى ابعد الكفور والنجوع والقرى النائية...
بتتحول السلطة فى الوقت ده  كما الاخطبوط ذراعه فى كل مكان، بتنقسم خلاياها ذاتيا وبتتكاثر اوتوماتيكيا وبتبقى موجودة فى كل حتة وكل جزء ، من قمة الدولة الى اصغر قاعدة شعبية من المنتفعين. لا تعتمد على المنتمين الى الحزب بشكل مباشر، لكن بقاعدة المنتفعين، حتى لو كانوا المنتفعين دول فى صورة مستهلكين لنمط حياة معين، نمط الحياة ده متوفر لوجود تلك السلطة وهذا النظام، حتى لو ملهمش فى العمل السياسى، لكن شبكة المصالح الاقتصادية بتربطهم بقوى النظام وبيستفيدوا منها... من اول امين الشرطة لغاية رجال الاعمال كلهم جزء من بنية النظام رغم انهم لا يعملوا بالسياسة... لكن مستفدين بشكل ما من السلطة من اول رشوة الامين فى اشارة مرور لغاية ارض لمنتجع سياحى تمنها ومرافقها متاخد عليها تسهيلات...
بعد فترة ومع مرور الوقت والزمن وعند الوصول لحالة الترهل، بيتحول رأس النظام الى "ذيله" وتصبح القاعدة الهرمية، وهى الأضخم بالطبيعة، الى محرك جبار بيدفع الدولة فى اتجاهات رغبات تلك القاعدة ... علشان كده بنية النظام موجودة مستقرة فى القواعد، نظام مبارك سقط ذيله اللى هو مبارك نفسه، مبارك نفسه كان مجرد ذيل لهذه البنية، واول عشرة تحتيه، كمثال مش الرقم بالضبط، هم مجرد جزء من الذيل، علشان كده الحرس الجديد بالحزب الوطنى لم يجد اى مشكلة او خوف من انه يمشى العشرة الكبار زى الشاذلى وامثاله، وبعدها بفترة يمشى مبارك نفسه واستبداله بذيل جديد شاب، دماء جديدة نقية افرزتها القاعدة لتسيير مصالحها. وهو ده اللى عمله العسكر، لم يتردد لحظة، بعد الثورة، بأقصاء مبارك ونجله وحزبه للحفاظ على النظام اللى هم جزء منه ومستفيدين من استمراره، اللى بيفسر بكل بساطة حنين الكثيرين لأحمد شفيق او عمر سليمان.
السلطة بتعيد انتاج نفسها لأن ده جزء من بنيتها، ومن بنية النظام، وهذا النظام بيسعى بكل الطرق لأعادة انتاج نفسه حتى لو فى اشكال اخرى وبتحالفات جديدة، حتى لو كانوا الأخوان، الاخوان هم جزء من السلطة وبنية النظام اللى بتحاول انتاج نفسها وهو ده اللى قصده خيرت الشاطر بحل المؤسسات وتجديد الوزارات. تجديد فى صورة اخوان، عايز يشيل مريدى الحزب الوطنى ويحط اتباعه ومريديه ومحبى الجماعة والمستفيدين من وراها. يعنى من الاخر استبدال المستفيدين من شبكة المصالح السابقة للحزب الوطنى، بشبكة مصالح جديدة للمستفيدين من الأخوان. وهو ده اللى يفسر الحرب الشرسة للدفع بعمر سليمان بأى ثمن. (من رآنى فقد رأى الذى ارسلنى ... كتاب مقدس).
النظام مش مفهوم ضيق مقصور على الحزب الوطنى السابق. النظام هو شبكة مصالح لها نفس الهدف بتكرر نفسها فى دوائر لا نهائية طالما القواعد المحركة موجودة. زى ما قلنا، الحزب الوطنى كان مسيطر على الدولة بتنفيذ سياسات قمعية لخدمة بنيته من رجال اعمال واهداف شخصية ونهب وسرقة واستثمارات للمقربين والحبايب... الاخوان المسلمين نفس النظام، سياسة قمعية واستثمارات للمقربين. يعنى الاتنين نفس النظام بنفس طريقة القواعد وحتؤدى لنفس الهدف فى الاخر...
هو ده المعنى لما كنا بنطالب بحل مؤسسات الدولة، تفكيك مؤسسات الدولة واعادة هيكلتها لأستبعاد اذرع النظام من القواعد لأن السلطة حتعيد انتاج نفسها وحتى ولو فى شكل جديد. وده عكس اللى بيطالب به خيرت الشاطر حتى لو استخدم نفس الكلمات.