Thursday, January 12, 2006

ازدحام

يا حمار
هوب اخيرا قفزت من الاوتوبيس
صحيح متأخر عن محطتى بخمس محطات الا انها ارادة المولى التى هى فوق كل ارادة
تمشيت حتى وصلت الى منطقة عبور المشاة انها تلك الخطوط البيضاء الجميلة التى تعبر عن الامان للعابرين و ها هو الامين منكب على دفتره يدون فيه المخالفات
مصر بخير هكذا قلت و انا اقف بجوار منتظرى صفارة ذلك الامين العظيم حامى حقوق الافراد و الشعوب
انتظرت حتى بدأ الملل يتسرب الى نفسى فزفرت زفرة حارة
احنا مش حنعدى بقى و لا ايه
سمعت صوت ضحكة ساخرة بجوارى فألتفت الى مصدرها وجدت رجل جالس على الارض ملتحف ببطانية و بجواره امرأة تعبث بيديها الخبيرة فى وابور جاز استعدادا لطهى طعام العشاء
و اشار الرجل الى ضاحكا - قال عايز يعدى قال
نظرت اليه بأستغراب فقال لى من بجوارى
اصل الامين ده مبيفتحش الاشارة سايب الناس تعدى غلط علشان يملا الدفتر او ياخد فلوس منهم
نظرت اليه بتعجب - و ادى واحد تانى من حزب اعداء النجاح و من الى بيخونوا فى الضمير المصرى ...اعوذ بالله من الناس
هكذا تكلمت فى سرى و نظرت الى الامين مستجديا ان يفتح الاشارة الا ان نظرات الناس لى جعلتنى اتخذ قرارى لقد قررت ان اعبر دون ان تقف السيارات
عودة الى ايام الشقاوة اتخذت وضع الاستعداد و هوب بدأت فى الجرى و الزحف و القفز ممارسا جميع العاب القوى حتى اتفادى شتى انواع السيارات الى ان سمعت اجمل صوت مكابح سيارة سمعته فى حياتى
فالتفت وجدت بجوارى سيارة تبعد ملليمترات عنى
و عملا بقول " خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم "صرخت فى السائق
انت حمار مش شايف واحد بيعدى مستعجل على ايه اديك كنت حتموتنى يا حمااااااار
لفت صوت الفرامل القوى الامين فالتفت اليه و فوجىء بأنه لم يفتح الاشارة لعبور المشاة منذ ثلاث ايام على الاقل فاطلق الصفارة فتوقفت السيارات و بدات الجماهير تزحف زحفها المقدس و فوجئت ببطانية و بقايا حلة محشى فى يدى و الرجل اياه يقبلنى
متشكرين قوى يا فندى مدى يا ولية عايزين نلحق نروح وقفت فى ذهول انظر حولى و مضيت فى طريقى ...............
جاهز يا ابنى -
جاهز يا بابا -
نزلت مع والدى الى السيارة استعدادا لزيارة عمتى و وقفت امام السيارة الشعبية الاولى فى مصر 128بيضاء موديل 77
شوف يا واد -
ايوه يا بابا -
راجع على الميه و نضف الازاز و شوف الزيت و العدادات -
هو احنا مسافرين... ده مشوار صغير -
اخرس -
انطلقنا فى الطريق بعد المراجعة العامة على ما سبق دراسته و مررنا فى نفس الشارع السالف ذكره فوجدت نفس الامين منهمك فى ملء الدفتر ( الله يخرب بيته على بيت الدفتر )و وجدت الرجل اياه و زوجته فى نفس المكان و لوح لى الرجل بيديه
ازيك يا فندى -
انت تعرفه ؟-
اه طبعا يا بابا ...ده عشرة عمر -
و انشقت الارض عن شخص ظهر فجأة امام العربية ( الظاهر كان عايز يعدى و الاشارة مفتحتش )فعصر ابى الفرامل فتوقفنا على بعد ملليمترات منه و صرخت بصوت عالى عملا بنفس المقولة " خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم "
انت حمار عايز تموت نفسك ما تستنى لما الامين يصفر علشان تعدى من عبور المشاة اديك كنت حتموت نفسك-
يا حماااااااااار
و تكرر نفس مشهد الزحف الجماهيرىبصفارة الامين الذى نبهه صوت الفرامل و وجدت الرجل اياه و زوجته الذى يطلق عليها وليه وجدتهم يفتحون باب السيارة و يركبونها
متخدنا معاك فى سكتك و نزلنا فى اى حته يا فندى-

1 comment:

saso said...

:)
يعني لما اتغير الموقف اتخذت رد الفعل المضاد
دي فايدة التجارب تعرف تسبق ردة الفعل من اللي قصادك

اةة معلش عادتي البايخة اني اقرا من البدايه
ميرسي علي الخيميائي لاني نزلتها من هنا وكنت بادور عليها من فترة
اشكرك