Monday, May 09, 2011

نهايات لبداية لم تكتب


ثلاث نقط حاسس انهم مهمين وانى لازم اقولهم والا حيحصلى حاجة:

اولاً: السلفيين خرجوا من المعتقلات بعد سنوات من الحبس معندهمش استعداد يستمعوا لما نسميه صوت العقل او يفهموا كلام عن قبول الاخر والمساواة فى الحقوق لأنهم بكل بساطة قضوا وقت فى السجون حصل فيهم حاجات سواء من تعذيب وضرب وانتهاك متخليش عندهم استعداد انهم يسمعوا اى كلام عن مساواة مشافوهاش ولا كلام عن اخر مكنش قابلهم بالعكس كان بيفرح لأعتقالهم او حتى يتكلموا فى الحقوق لأنهم كانوا محرومين منها .. ده مش دفاع عنهم، لكن قراءة بسيطة

ثانياً: المسيحيين بيدفعوا تمن غالى لحاجات كانوا ممكن يشتروها بسعرها العادى.. الكنيسة كانت بتقبل التراضى السرى بينها وبين امن الدولة على مستويات عليا وكان الصحافة والأعلام بتنشر اكاذيب وحق الناس فى المعرفة ملغى وكانت الكنيسة بتستمتع انها تخرج تقول اتحلت ومحدش فاهم حاجة

تعالوا ناخد افضل السيناريوهات حسنة النية .. حالة كاميليا على سبيل المثال

حنفترض ان الجانب المسيحى هو اللى على حق والسيناريو كالتالى: فى ناس ضغطوا عليها علشان تأسلم وبالفعل تعرضت للاخطاف حتى تم اجبارها على الاسلام ، ثم هربت علشان تجنب الجميع الفضيحة وبالتالى عودة كاميليا الى الكنيسة هو شىء طبيعى لانها فعلاً مسيحية .. يعنى بكل بساطة مفيش مانع من عودتها الى ديانتها المؤمنة بيها بالعكس ده لو كان فضل الضغط ده كان يشوه صورة الاسلام اللى بيردد مؤمنيه انه لا إكراه فى الدين.. طيب إيه المشكلة؟
المشكلة بكل بساطة ان طريقة حل هذه المشكلة هو ذاته المشكلة.. البابا يغضب ويتجه الى الدير، تخرج مظاهرات مجهولة المصدر والتنظيم، فجأة تنزل كاميليا بالبراشوت على الكنيسة، وهوب صمت تام ومطبق وكأن اللى جرى ما كان وان مفيش كاميليا من الاساس.

اسلوب مستفز حتى للمسيحى اللى اتحلت له مشكلته.. قس على ذلك الاف الحوادث الطائفية الغير مفهومة

ملحوظة هامة: احنا دولة بتعانى من احتقان طائفى وزى ما قلت قبل كده ان فى الجانبين متعصبين وان اسطورة "سماحة الاسلام" و " محبة المسيحية" هى جزء من الاساطير المؤسسة للعقل الثورى الاعمى الذى لا يرى الا المثاليات فى لحظات النشوة الثورية وقد صارت واقع مستدام، مش معنى ان المسيحيين حموا المسلمين وهم بيصلوا وان المسلمين بكوا لما الكاهن قال ان دماء الشهداء اختلطت بدماء المسيح اننا اصبحنا سمن على عسل .. دى حالة نشوى ثورية غير مستدامة .. زى بالظبط لما شخص مش متعود يستحمى ويخش ياخد "حُمّاية العيد" فيحس بالأنتعاش لفترة العيد وبعد كده ترجع ريما لعادتها القديمة

بالظبط ده اللى حصل.. الثوار اخدوا "حُمّاية الثورة" او البلد كلها " اخدت حُمّاية الثورة " ورجعت لحالة ما بعد العيد. علشان كده الماركسيين بينادوا دايماً فى كتاباتهم الماركسية بالثورة الدائمة والمستدامة. قصدهم ان الناس متكتفيش ب"حُمّاية العيد " فقط لكن تستحمى علطول وكل يوم .. وده مستحيل

ثالثاً: مين اللى قال ان كل اللى خرجوا من المعتقلات هما كانوا مساجين رأى او مساجين دينيين!!؟ لو فرضنا بكل بساطة ان 15 فى المائة من المعتقلين اللى خرجوا فى الهوجة هم مجرمين يستحقوا السجن ، فبحسبة بسيطة انت اطلقت ناس فى الشوارع قادرة على احراق البلد سواء بالتعاون مع الاجهزة كالسابق وكالعادة ، او حتى تحمل افكار مسلحة تسعى الى العنف.. المدانين فى قضايا تنظيمية عليهم علامات استفهام كبيرة ( ده غير طبعاً ان المال الوهابى السعودى مش منقطع للعبادة والاعتكاف فى مكة والمدينة.. ده بيعمل باقصى طاقات محركاته)

كمثال: حزب الله اعلن قبل كده بعد القبض على خليته بمصر، انه لا يترك اسراه وانه سيحررهم وده حصل فعلاً.. اسئلة كتيرة تتعلق بملف الطائفية منغمس فيها حتى النخاع وبلا استثناء كل من كانوا يجلسون على مائدة افطار الوحدة الوطنية..

هذا اللغم ايها السادة المكون من الثلاث نقاط السابقة هو مصيرنا القادم

خروج سلفيين موتورين من معتقلات

كنيسة تفخر بانها ابنة النور، كانت تعمل فى الظلام حتى ولو كانت تعمل للحق فهى قبلت انه يكون فى الظلام

امراء جماعات تنظيمية مسلحة خرجوا بكل بساطة محملين بافكارهم الى الشوارع مدعومين باموال بترودولارية قادمة من اتجاهات الارض الاربعة

---

كنت بكتب تدوينة بعنوان " هوامش على دفتر الثورة" ، كنت حتكلم فيها عن اثر الفراشة بجزئيه والعلاقة بين " مجموعة الازمة " و جورج سورس والبرادعى والجوجليين الجدد واليسار والمال السياسى الملوث و كنت عايز اتكلم عن الاخوان منذ اجتماعهم مع السفير الامريكى فى مصر وجزء من خطاب اوباما اللى قاله فى جامعة القاهرة وانتشار الفكر الاناركى ونظرية البيج بانج فى الثورة وهى اللحظة اللى بتتوحد فيها كل التيارات مهما كانت مختلفة او حتى معادية علشان تعمل الانفجار العظيم اللى هو الثورة وبعد كده يتحول هذا الانفجار الى كواكب كل منها يدور فى مداره دون ان يتلاقوا فى دورة/ دولة مركزية حول نقطة ما، كنت عايز اتكلم عن الاساطير المؤسسة للعقل الثورى الاعمى واختراعه ليوتوبيا فاسدة تصيب، بعد اكتشاف عدم وجودها وانها مجرد حلم، باليأس والاحباط اليسارى المعروف اللى بيصيب المثقفين، واكتب عن كيف تعمل الثورات ومراحلها الخمس بداية من اشتعالها نهاية بان تاكل ابناءها وتستقر فى ايادى اخرى غير مشعليها وعن العواطلية والمتبطلين اللى انتهت قصتهم تماماً مع العمل وحيفضلوا عواطلية الى الابد والمظاهرات الفئوية للجهاز الحكومى المترهل النتن واللى بتدل على مدى الأقتراب الى نقطة الانهيار.. لكن تسارع الاحداث خلى كل ما اكتب حاجة الاقى الحدث نطها وجاوزها الى حالة جديدة لدرجة حسيت انى لما حنشر او كاتب كانى باكتب باثر رجعى ففضلت انى احتفظ بالكلام لغاية ما نشوف اخرتها إيه.. يا ننشر التدوينات يا نستمتع بالقراءة

انا اعتقد ان كثيرين عرفوا الحاجات دى من كتر تسارع الأحداث والكتابة عنها لدرجة انهم ممكن يكتبوها احسن منى ..

الكلام كان محشور فى زورى وكان لازم اقوله .. فمعلش حتى لو كان ممل

No comments: