Friday, September 16, 2011

التيه 6


هل يتأتى من الخيار أتا ؟؟... 

من ضمن المعارك المشتعلة على "زقزوق" معركة حامية الفطيس عميقة الغويط سطحية مسطحة حلوة مربعة تدور رحاها بين 3 اطراف احداهما يأخذ جانب اردوجان (ولا اعرف السبب) واخص بالذكر العلمانيين، والأخر بجانب الأخوان مدافعين عن اسلامية تركية (ولا اعرف اهمية الدفاع عن اسلامية تركية بالنسبة لهم). يوجد ايضاً مجموعة ثالثة ظريفة لطيفة خفيفة بتتهمك بالجبن والسفالة والأنحطاط لأنك لا تأخذ جانب الأكراد وتدافع عنهم ودليل خيانتك الواضح والصريح والبجح هو دفاعك عن القضية الفلسطينية واهمالك لقضية الاكراد!!!. 

العلمانيين بيدافعوا عن اردوغان رغم انهم كانوا بيهاجموه من قبل لأنه – من وجهة نظرهم – بوصوله للحكم بحزبه الأسلامى حينتهك علمانية الدولة التركية !!!. والأخوان المسلمين بيهاجموا اردوغان لأنه – بكل بساطة – احرجهم بعد ما كانوا متوقعين انه حيعلن ان علمانية الدولة التركية هى عارض سريع سينجح حزبه الأسلامى فى القضاء عليه. طبعاً الفصيل الثالث لسه بيهاجم اردوغان لأنه بيضرب الاكراد ورايح يتضامن مع الفلسطنيين!!! ... 

النقطتين المهمين فى الموضوع واللى بيتغافل عنهم الجميع قصداً او تجاهلاً هما: 

الأولى: ودى من ابسط قواعد الخطاب السياسى لأى رئيس دولة فى عصر الأعلام المفتوح، السيد اردوغان بيمثل تركيا وخطابه هو خطاب الدولة الدبلوماسى الرسمى وهذا الخطاب بيمثل كل شخص تركى بحسب الدستور. اردوغان بحواره فى مصر عن كونه غير علمانى فى دولة علمانية وان الدولة العلمانية هى التى تقف موقف واحد من مختلف الاديان، حوار اردوغان هو خطاب للداخل التركى، للناخب التركى، للجيش التركى. الخطاب منقول عبر وسائل الأعلام وبتستمع له الدولة التركية باكملها وميقدرش يقول غير كده. هو مش حيخسر الناخب التركى ودعم الجيش وثبات حزبه علشان هلوسات ونزوات وتخاريف واحلام الاخوان المسلمين فى مصر. مش علشان تصفيق الاخوانجية والسلفية يخسر اصوات شعبه... نفوق شوية... 

الثانية: هو مدى جدية الاخوان فى حديثهم. السؤال هو مدى الحرية التى سيسمح بيها الأخوان بعد وصولهم للحكم سواء فى مجلس الشعب او فى انتخابات الرئاسة؟... الحرية والديموقراطية بالنسبة للاخوان هو الطريق الوحيد للوصول للحكم وبعدها حيبقى حكم قمعى فاشستى لهاليبو يا وله. هل سيسمح الاخوان بالمعارضة وبالكلام عن الدولة العلمانية والدولة المدنية ونشر الفكر الليبرالى ؟ هل حيسمح الأخوان بحرية الصحافة والاختلاف ونشر الفكر المخالف والكلام عن اليسار والاناركية وان من حق الاحزاب المدنية والعلمانية والليبرالية تداول السلطة ولا عند امه يا ادهم!!؟. يعنى من الاخر كده ممكن نلاقى كاتب او صحفى بيكتب عن فكر ليبرالى علمانى بينادى بفصل الدين عن الدولة ولا الأخوان حيفصله دين امه؟. 

يعنى، لا اردوغان كان بيخاطبنا ولا الأخوان المسلمين كانوا حيسمعوا كلام اردوغان حتى لو كان فى صفهم...
خلص المولد وكل شىء انكشف وبان. 

واليسار مازال يحرك الشارع بثورية ومازال الأخوان بيفكروا وبيحسبوا للانتخابات. وبدأوا جمع الثمار فى انتخابات الصيادلة والمعلمين، فى الوقت اللى فيه اليسار الثورى والليبراليين مازال بيهيص فى الشارع. 

وزى ما قلت قبل كده كتير ومازلت بكرره: كل ما يفعله اليسار فى الشارع المصرى بينتهى فى يد الاسلاميين اللى مش بيعملوا اى حاجة بل كانوا بيدافعوا عن بقاء السلطان.

ويبقى السؤال هل يتأتى من الخيار أتا!؟؟
---


1 comment:

نادر الحر said...

مدونة رائعةوفكر جميل
ادعوك الي زيارة مدونتي المتواضعة