Wednesday, June 16, 2010

الخير العام

"الحق الطبيعي"، الذي تعطيه الطبيعة، يعطي الإنسان كل شيء. أما "القانون الطبيعي"، الذي يصدر من طبيعة عقل الإنسان نفسه فهو يعَيِّن ويحدد الطريقة الأكثر ملاءمة للحفاظ على الحقوق الطبيعية وعلى رأسها حق البقاء. إن العقل يملي على الإنسان فكرة على درجة كبيرة من الأهمية، فكرة التنازل عن حقه الطبيعي الذي يعني حرية التصرف بدون قيود، والدخول مع الآخرين في حال من السلم، قوامها الكف عن الاقتتال والتحرر من الخوف. هذا التنازل عن “الحق الطبيعي” هو أساس الدولة. هو العقد الاجتماعي الذي يجعل قيام الدولة ممكناً.

في عرف جان جاك روسو، يتكئ العقد الاجتماعي, في مجتمع مثالي, إلى الرغبة الطبيعية لمختلف فئاته. على هذا الأساس, يختار الأفراد التخلي عن مصالحهم الشخصية مقابل الصالح العام للدولة.

فهو يرى أن تكون المجتمع حصل نتيجة لعوامل أقتصادية مثل الإختراعات وتطور عوامل الإنتاج وتقسيم العمل, ممّا أنشأ قيم "جماهيرية" جديدة ناتجة عن المقارنة مثل (الخجل والحسد والفخر..) وأهمّها هي (الملكية الخاصة) حيث يعتبر إيجاد هذه الفكرة منحنى تاريخي مهم في مسيرة البشرية.. سبّب ظهور (الملكية الخاصة) ظهور قيم أخرى مثل (الجشع، المنافسة، عدم المساواة،...) الشيء الذي أخرج البشرية من حالتها الأصلية "الطاهرة" وكنتيجة للملكية الخاصة إنقسم الناس إلى أصحاب أملاك وإلى عمّال لديهم، مما أوجد نظام (الطبقات الإجتماعية).

أدرك أصحاب الأملاك أنّ من مصلحتهم إنشاء "حكومة" لتحمي ملكياتهم من الذين لا يمتلكونها ولكنهم يعتقدون أنهم قادرون على الإستيلاء عليها بالقوّة، ومن ثمّ تمّ تأسيس الحكومة من خلال "عقد" ينصّ على توفير المساواة والحماية للجميع بلا إستثناء ، على الرغم من أن الغرض الحقيقى من إنشاء مثل هذه الحكومة هو تكريس "اللامساواة" والتي نتجت عن الملكية الخاصة ، الشيء الذي يراه روسو السبب في معاناة المجتمعات الحديثة.

بموجب العقد الاجتماعي وعلى شروطه، يدخل كل شريك، أي كل مواطن، في علاقة مزدوجة: علاقة مع الأفراد الآخرين تتعين بموجبها الحقوق المدنية، وعلاقة مع هيئة السيادة نفسها تتعين بموجبها الحقوق السياسية، وتفرض هذه العلاقة المزدوجة التزامات متبادلة.

الميثاق الأساسي الذي سيعبر عنه الدستور في أي نظام اجتماعي “لا يقضي على المساواة الطبيعية، بل إنه على العكس يقيم مساواة معنوية وشرعية لما استطاعت الطبيعة أن توجده من تفاوت طبيعي بين الناس، فيصبحون كلهم متساوين بالعهد الذي عقد فيما بينهم، وبحكم القانون، ولو أن بينهم تفاوتاً في القوة أو في الذكاء وتفوق المواهب .
تنجم عن العقد الاجتماعي إرادة عامة توجه قوى الدولة وفقاً للغرض الذي أنشئت من أجله، وهو الخير العام.......

إن ما هو مشترك هو الذي يؤلف الرابطة الاجتماعية.

إنه الخير العام.. هو الذى يؤلف الرابطة الأجتماعية و هو الذى يجبر المواطن على ان يتنازل عن جزء من حريته و مصالحه الشخصية فى سبيل الخير العام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

---
الواد اتنازل عن كل حاجة حتى حياته فى سبيل الخير العام !!!!!!.. علشان المخبرين يعيشوا !!!!.

2 comments:

مهندس مصري بيحب مصر said...

أي والله

عين فى الجنة said...

الخير العام عبارة تحتاج الى الف كتاب لتفسيرها
موضوع جيد واخر سطر مالوش لزمة لانه محشور حشر
تحياتى