Saturday, September 22, 2012

دون رضاه



عندما وصل الحال بالرجعية الدينية الى محاولة تأثيم وتجريم "مواقعة انثى برضاها" لأنه ،بحسب النص الدينى، "زنا".. والسعى الى "السماح بتزويج القاصرات" والاطفال من سن 9 سنوات، وهو ما يعنى "مواقعة طفلة دون رضاها" لأنه، بحسب النص الدينى ايضا، لم تبلغ سن الرشد اى انها ليست ولية نفسها ولا تعرف شىء عن العملية الجنسية.. كان على ان اتوقف قليلا وابتعد..

زمان وكتير جدا، كنت بشوف دايما ولد وبنت بيقعدوا فى اخر كرسيين فى محطة المترو، مكنوش بيركبوا المترو، وبيفوتوا واحد ورا التانى. كان كل واحد فيهم ماسك زجاجة عصير وقاعد بيتكلم مع التانى وهو بيضحك ومبسوط. لحظات سعيدة.. بيسرقوها من الزمن والدنيا والفلوس.. كنت بلاقيهم مبسوطين. مفيش فلوس يقعدوا فى كافيه.. حيركبوا المترو وكل واحد يروح يشوف اللى وراه مبسوط بعد لقاء و معاه وعد بلقاء..

دلوقتى مبقتش اشوف الولد والبنت دول.. بقيت اشوف راجل كبير شعره منكوش وقميصه خارج من البنطلون ودقنه منبته واضح عليها النسيان، ست شايله شنطة بلاستيك تقيله واقفة تكلم نفسها وتحسب صرفت كام.. من كام يوم فى المترو، شاب بان من لهجته لما اتكلم انه صعيدى، شاب صغير لابس نضيف، تقريبا لسه منقول القاهرة يدرس. الولد كان ماسك جرنال وابتدا يكلم نفسه وابتدا يعيط ودموعه نزلت. والناس اتلمت حواليه: مالك يا ابنى؟. قعد يتكلم عن ارتفاع الاسعار والبنزين وانه خايف لو حصل كده ابوه ما يقدرش يصرف عليه وخايف مايكملش تعليمه.. انا الصراحة أسات الظن وقلت طريقة جديدة فى الشحاتة يا ولاد الكلب.. صعب على ناس كتير  وفى منهم طلع فعلا فلوس يديها للولد اللى رفضها بلهجة صعيدية حازمة وشديدة، ومرضاش يكمل ونزل من العربية ووقف يستنى اللى بعديه علشان كرامته.. الولد ده مش حيلحق يتعرف على بنت جميلة اصغر منه ومش حيلحق يشترى علبة عصير وياخد حبيبته ويقعد بيها فى اخر كرسى فى المحطة.. مش حيلحق يتمشى معاها على الكورنيش..

الحاجات الصغيرة بتموت وبتنتهى وبيطلع مكانها الهلوسة والوجع وقلة الحيلة والغلب.. انا معييش ملايين علشان اقفل على نفسى فى مكان بعيد واحيطه بأسوار على واعمل اللى انا عايزه.. لما تشوف اصدقاءك واللى حواليك، ولما تشوف خوفهم وبكاهم اتحول الى مسرحية تراجيدية فانتازية فى عيون الاخرين ويشيروا كلامهم من باب الفانتازيا كأنهم محمد هنيدى لما بيقول "لحظة ابكى" وبعدها يقولوا نكتة وصحابك يتنسوا وتفضل النكتة على وجعهم، لما الوجع يتقلب لإيفيه خفيف ظريف لأساحبى، اعرف تماما ان دلوقتى بيتم استصدار قانون """مواقعة شعب دون رضاه".. 

5 comments:

AHMED SAMIR said...

احنا اصلا في زمن الغصب
زمن الرضا راح و انتهى خلااااااص

Anonymous said...

لماذا لا نموت احنا طيب

Desert cat said...

للاسف كل حاجه جميلة بتنتهى
ساعات بقول لو من 5 سنين حد حكى لى على اللى احنا عايشين فيه دلوقتى كنت هقول عليه مجنون وبيهلوس .. النهاردة لما بشوف او بسمع اى حاجه بطلت استغربت اصلت خلصت من عندى كل نظرات الاندهاش

Unknown said...

موضوع حلو بجد معاك حق

Unknown said...

ma3ak ha2 b2t kol haga zy el masr7ya el bay5a shwayt wahm nwhm nfsna enna 3ayshen 3lshan 5ayfen mn el most2pl
3lshan nmshy fe el nor lazm ngazf fe el zlam