Monday, March 05, 2007

ده عبيط ده و لا ايه


بعض الكتابات شيقة و الاخرى مملة
عندما تمسك كتاب بين يديك و تقرأ العنوان
و يجذبك برشاقة ... يلهمك ... يثيرك
تشعر منه انك بصدد التغيير الكونى الاخير
فالكاتب بكلماته المستلهمة من روح العنوان
سينهى الخلافات بين الشعوب
و ستبكى امريكا ندما على ما اقترفته يداها
و ستحضن ابنة صهيون الفلسطينى و تدعوه
الى العودة و الاقامة معها
ستنتشر الديموقراطية و يقضى على الفساد
اماالبطالة و الفقر فسييقضى
عليهم الفصل الاخير من الكتاب
اما التطور العلمى و الجريمة
فبعض الهوامش و الملاحظات
كفيلة بهم
..................
تجلس لقراءة الكتاب و انت كلك رغبة وشغف
فأنت اخترت القراءة ... من العنوان
و بعد ان تنهى عشرين او ثلاثين صفحة
تنهض من مكانك ... تلقى الكتاب جانبا
تأكدت الان ... لا يوجد فرق بينك و بين قرطاس اللب
تتذكر خطاب اللمبى عن التشرد الاطفالى
تسب دار النشر ... تلعن بائع الكتب
تلمح اسم الكاتب فتتسأل بكل غضب
ده عبيط ده و لا ايه
1-
القراءة ... تلك العادة التى تكونت بداخلى
يعود الفضل فى ذلك الى امى
كل يوم احد بعد الكنيسة نتوجه الى بيت جدى
يوم الاحد ... غدا العائلة
نمر فى طريقنا على عم ابو المجد
اهم بائع جرائد فى المنطقة
تشترى لى سمير التى كانت تصدر الاحد
و ميكى يوم الخميس
تقرأهم لى طوال الاسبوع
تتطور الامر مع تتطور سنى
فصادقت تختخ و نوسة و لوزة
و عاطف و محب و الشاويش فرقع
2-
انتقلت بكل هدوء المراهقين
ككل ابناء الوطن العربى
الى الشياطين ال13
احمد و عثمان و ريما و رقم صفر الذى
لا اعرفه حتى الان
3-
الانتقال الاخير هو رجل المستحيل
و ملف المستقبل و المكتب رقم 19
و زووم و فلاش و ما وراء الطبيعة
الا ان ما وراء الطبيعة هى ما استمرت معى حتى الان
لم استطع الاستغناء عن رفعت اسماعيل و ربوه
و ذبحاته الصدرية و بدلته الكحلية التى تجعله فاتنا
4-
اما الدخول
الى عالم الادب و السياسية
و القراءات التى تسمى معرفية
فيعود الفضل فى ذلك الى مراقيا
5-
المصيف
المهمة المقدسة لموظف الحكومة
ابى ... وكيل وزارة
يهتم بالمصيف من 20 / 7 الى 30 / 7
العشر المقدسة قبل بدء صيام العذراء
فى 31 / 7
بعربة 128 بيضاء و اخت و ام و اب
نتوجه كل عام الى مصيف الاغنياء
مراقيا ... شقة توفرها الوزارة
لموظفيها ... فى احدى اهم المصايف فى ذلك التوقيت
قبل ان نرحل ...نمر على ابو المجد
اشترى بعض الزاد للعشر ايام
6-
اتذكر فى ذلك الوقت ... د/ نبيل فارق
اصدر " حرب العصابات " من سلسلة رجل المستحيل
و جدت بجوارها ... الكتاب الذى اصبح بوابتى الى
عالم لم انتهى من اكتشافه حتى الان
الكتاب المقدس لكاتبه محمود السعدنى
الطريق الى زمش
7-
كنت اعرف كتابات السعدنى من اخبار اليوم
كل يوم سبت " ثم ان " فى صفحة الرأى
و كل شهر " اما بعد " فى اخر صفحة
وجدت الطريق الى زمش موضوعة بجوار " حرب العصابات "
كتاب فى هذا التوقيت يعد ضخم بالنسبة لى
الا اننى لم استطع المقاومة
عدت الى السيارة طلبت ثمنه من والدى
و اشتريته و ياليتنى ما اقترفت هذا الاثم
8-
الفضول ... قتل القطة
مثل انجليزى عن الفضول
و هو يعنى
ان الفضول ... كما هو واضح ... قتل القطة
نعم ... مشكلة اى شخص يحب القراءة
او بالادق الثلاث مشكلات الرئيسية التى يعانى منها
اى قارىء هى
الاولى
الفضول ...فهو يقرأ لكى يعرف ما خفى عنه و للمتعة
الثانية
هرش المخ ... و هو مصطلح قمت بصكه لانى لم اجد له بديل
فهرش المخ هى تلك الحالة التى تصيبك اثناء القراءة
بأن تجد يدك ... فى قمة انفعالك و تركيزك
تجدها ... انسحبت من الامساك باحدى دفتى الكتاب
و قامت بهرشة سريعة خاطفة لراسك بين خصلات الشعر
و هى ما تعنى ان الكتاب قد اثار فى داخلك بعض النقاط
التى تستدعى ان تقرأ لتوضيح تلك النقاط
نصف مكتبة من الحجم العائلى حتى تقتنع
اما بوجه نظرك او بوجهة نظر الكاتب
الثالثة
المطابع ... لا تتوقف عن الاصدار
معنى ذلك انك لن تتوقف عن القراءة
اما ما يحيل حياتك الى جحيم ...فانها
تصدر عن نفس الموضوع
كتابين او ثلاث ...ينقض كل منهما الاخر
فمثلا ...تجد كتاب لهيكل اسمه
لمصر لا لعبد الناصر ...يمدح ناصر
ثم تجد اخر يصدر كتاب اسمه الزحف الجماهيرى
ينقد التجربة الناصرية ثم مؤرخ يسرد وقائع
ما انزل الله بها من سلطان
تقرأ بحجة انك تريد تكوين وجهة نظر متكاملة
محيطا بكل جوانب القضية متعللا بان ذلك هو
زاد العقول و حكمة التاريخ
لكن سامحنى يا عزيزى
هى حجة الفضول
الفضول الذى كما عرفنا من قبل قد قتل القطة
9-
نعود الى ... الطريق الى زمش
فى هذا الكتاب يتكلم السعدنى
عن فترة اعتقاله فى سجن الواحات
و عن الاخوان المسلمين و التنظيمات الشيوعية
حدتو و اسكرا و ما شابه
و عن ما حدث لنورى السعيد و زياراته لخالد بكداش
و رسائله لعبد الناصر و زكريا الحجاوى و لويس عوض
و ازمة الحكم فى مصر و قرارات التأميم و الفن و المسرح
و مواقف و احداث و شخصيات لم اسمع عنها فى حياتى
فانا كنت مشغول بازمة البيت الابيض و الكرملين
و محاولة رمزى ليتزوج بنت نور ... نشوى
و سونيا جراهام التى تريد الانتقام من منى و ادهم
و ممدوح الذى يحمل مسدسه دائما و رقم صفر الذى لا اعرفه
و الشاويش فرقع و لوزة الصغيرة
بدت الاسماء و الحكايات ... كانها اسرار مقدسة
لا يعرفها الا من اصطلح على تسميتهم ...مثقفين
لذا فاننى قررت ان اعرف
و لكن كيف
فهذه قصة اخرى
.................................. يتبع

3 comments:

كراكيب نـهـى مـحمود said...

نفس السيناريو القديم
ماما عندها مكتبة
بتشتريلك كتب بائع الجرايد في الطريق دايما كل بائعي الجرائد والكتب القديمة يظهرون كالمتائمرين علينا ونفس النهاية مجانين ومهاويس قرايه وكتابه تفتكر في امل نخف
تحياتي

Anonymous said...

mr.abbas, It happens that I've got the same type of obsession you are talking about..I keep reading and reading and reading..I feel that I've missed a lot of stuff reading..then the reading keeps pushing you to writing ..so I just wanted to know how can I ever be sure if I am talanted with my writing?..is there any parameter?..and if I am not talented should I quit writing?..or keep writing and may be I will improve some day?...is there any classes that I can take to improve my style?....thx
el masry affendi

عباس العبد said...

يا استاذ المصرى الافندى
اكتب
لغاية ما ايدك تقف و الكلام يخلص من خلايا مخك و يتمحى من ذاكرتك
اقرأ
لغاية ما تفقد بصرك و ينحنى ظهرك
لا تمل من شىء
اما حكاية فصول لتحسين المستوى
فى اكيد ...
كان فى ورش كتابة زمان
فى مدرسة الجيزويت لو تسمع عنها
و فى اكتر من ورشة
بس مش حاضر فى زهنى دلوقتى
المهم
لو انت سعيد بما تفعل
بالقراءة و الكتابة
فأفعلهما
حتى تجد نفسك
فى مسافة المتر فى متر
سلام
و شكرا لمتابعتك
و اكيد حسألك و ارد عليك