.. " انقذوا البطة المقدسة " ..
" و لأن كل أفعال الرب أفعال واجبة التقديس , لذا فأن كان الرب يزغط البط , فالبطة اذاً " بطة مقدسة " . فاذا سعى البعض الى رفض هذا الفعل , فأنه يرفض بذلك احد افعال الرب المقدسة , اما اذا سعى البعض الى القضاء على البطة , فانه يقضى على فعل التقديس هذا و يسعى الى القضاء على البطة المقدسة . "

--
ضربات
اربع ضربات ثقافية هزت مصر فى هذا الشهر الجميل , تجعلنا نعيد التأمل فى الواقع المصرى الأصيل ..
مترو : اتهام مؤلف الرواية " مجدى الشافعى " و الناشر " محمد الشرقاوى " صاحب دار ملامح , بانهما " صنعا و حازا بقصد الأتجار !! مطبوعات منافية للأداب " .. ( التوصيف بتاع "بقصد الأتجار ده بيفكرنى بتوصيف تانى بتاع " بقصد الأتجار و التعاطى" بتاع المخدرات !! ) .
شارع الصحافة : مجلة شهرية جديدة , صدرت حديثاً , تنشر أهم مقالات الصحف عن الشهر السابق , تم سحب عدد شهر أبريل بكامله لأنه يحوى ملف عن التوريث !! .. ( اللى انا مش فاهمه , انها مجلة بتنشر مقالات من صحف تانية , يعنى جمعت مقالات الملف من الصحف الأخرى , طيب ليه الصحف الأخرى متسحبتش من السوق و دى اتسحبت !! ) .
البديل : ستتحول البديل من صحيفة يومية الى صحيفة أسبوعية بدءاً من الخامس من مايو . ( حسب روايات البعض أن الحكومة منعت عن الجريدة المية و الهوا , المية اللى هى الأعلانات و الهوا بتاع النفس بأنها كانت بتمنع الباعة من إظهار النسخ الموجودة لديهم !!! ) .
إبداع : تم وقف مجلة إبداع بعد ان أقام احد المحامين برفع دعوة لسحب الترخيص لأنها نشرت " قصيدة تهين الذات الألهية و تتطاول عليها !!! " و لنا مع هذا الحدث وقفتين مهمين جداً ( من وجهة نظرى ) .. القصيدة بعنوان : شرفة ليلى مراد , اما عن القصيدة فالجزء الذى بسببه رُفعت الدعوة هو الأتى :
الأحرار
الرب ليس شرطيا
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قروى يزغط البط،
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
الطائر
الرب ليس عسكرى مرور
ان هو إلا طائر،
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرءوس؟
هل تريدين منه
أن يمشى بعصاه
فى شارع زكريا أحمد
ينظم السير
ويعذب المرسيدس؟
القصيدة كاملة
شرفة ليلى مراد
--
وقفتان :
الوقفة الأولى : اهانة و تطاول
إيه اللى جابك يا صعلوك بين الملوك ؟
الصراحة انا لا افهم كيف يمكن لأنسان عاقل متدين يؤمن بالله – عز و جل – يعتقد إن هناك من يستطيع ان يهين او يتطاول على الذات الألهية !! . دى حاجة بجد انا مش قادر افهمها . لأنه اهانة شخص معناها " الندية و المساواة " و ده مش ممكن يكون ابداً أنه واحد يكون " ند لله " " او مساوى له " علشان يعرف يهينه , استغفر الله العظيم , حاجة بالعقل كده .
و لو فرضنا إن فى واحد مجنون او ملحد او قليل الأدب فكر انه يتطاول على الذات الألهية , اخره حيعمل إيه ؟ ولا حاجة . تروح أنت فين يا صعلوك بين الملوك ؟ !!! . ده مثل مصرى بيقولوه لما واحد يحب يعمل نفسه قال يعنى " فونط " و صايع " و بيتنطط على أسياده " , قوم نصدق أن فى واحد يقدر يتطاول على الذات الألهية ؟ , و بعدين لو فرضنا أن فى واحد عملها , فى حد فى الدنيا يعرف يجيب حق ربنا ؟ , استغفر الله العظيم , ليه هو ربنا ما يعرفش يجيب حقه ؟ .
علشان واحد يجيب حق التانى لازم يكون اعلى شأناً , القضاء اعلى شأناً مثلاً من حق الأنسان الغلبان و بالتالى ممكن يجيب له حقه بالقانون . طيب معنى كده انه واحد لازم يكون أعلى شاناً , اعوذ بالله , علشان يجيب حق ربنا . الصراحة التوصيف ده عمره ما نزلى من زور و بحس انى قليل الأدب قوى و انا قاعد اقراه . حاجة الصراحة قليلة الأدب جداً , انى افترض انى وصى على الغفور الرحيم . و بعدين أيش عرفنا , مش جايز ربنا يغفر له و يسامحه ؟
انا عارف ان الكلام اللى فات ده يبان ساذج , بس اصله بالعقل , جريمة غريبة ملهاش معنى و لا يمكن تحدث ابداً .. انا افهم تطاول على مقدسات مثلاً , تطاول على انبياء ممكن , اهان عقيدة أخرى ماشى , انما يتطاول على الذات الألهية ؟ دى مش قادر افهمها .
-
الوقفة التانية : عن المسخرة احدثكم
كل ما اقرى قصيدة المدعو حلمى سالم دى , و اللى بسببها اتوقفت مجلة من اقوى المجلات الثقافية فعلاً , اقعد اضحك . اول مرة اقرا قصيدة كوميدية كده . خلونا بس نعرف فى الأول شوية مصطلحات ..
ماهية النص :
اصل الكلمة " ن.ص.ص " نصص , و نصّ الشىء : رفعه و أظهره .. و الكلمة فى اللغات الأجنبية تعنى " text او texte " و مصدرها textus أى نسيج . ويتوفر في مصطلح (نص) في العربية، وفي مقابله في اللغات الأجنبيةTexte معنى النسيج، فالنص نسيج من الكلمات يترابط بعضها ببعض، هذه الخيوط تجمع عناصره المختلفة والمتباعدة في كلٍ واحد ، هو ما نطلق عليه مصطلح "نص" . و هو ليس مجموعة من الإشارات المغلفة المحملة بمعنى يجب العثور عليها، ولكنه حجم من المعانى التي لا تكفّ عن الانتقال من منتج النص الى متلقيه .. و النص مفتوح، ينتجه القارئ في عملية مشاركة، لا مجرد استهلاك . هذه المشاركة لا تتضمن قطيعة بين البنية والقراءة ، وإنما تعني اندماجهما في عملية دلالية واحدة، فممارسة القراءة إسهام في التأليف .
النص و الا- نص :
تخضع عملية تحديد ما هو نص وما ليس نصا إلى ثقافة الأمة، وصيغة تصورها للأشياء، وفق ما تمليه المنظومة اللغوية. فالكلام الذي تعتبره ثقافة ما نصا، قد لا يُعتبر نصا من قبل ثقافة أُخرى حتى داخل الأمة الواحدة . حيث يتمتع النص بخاصية التنظيم الفريد الذي يعزله عن "اللا- نص"، لذلك يعتبر النص الأدبي جهازا ينظمه تماسك لغوي خاص ..
ماهية النص الأدبى :
يحاول الاديب في اثناء ابداعه الشعري تقديم الانفعالية التي لا وجود موضوعيا لها الا بعد تجسيدها في تشكيل لغوي، ومن ثم فان تذوقها وفحص عناصرها ومكوناتها يتم عبر هذا الوسيط اللغوي الذي يتميز بخصائصه الاسلوبية .. اما ما يتم في ذهن الاديب في اثناء الابداع وقبله فهو امر لا يمكن تتبعه ما دام العمل الابداعي لم يتشكل لغويا . ويبذل الادباء جهودا مضنية من اجل ان يكون النص الادبي محيطا بالتجربة الانفعالية ومعبرا عنها وشاملا لجوانبها المتعددة .
--
لذا فان كل من ينتج كلاماً مفهوماً هو منتج ل" نص " حسب التعريف . و له الحق فى ان يدافع عنه , و لكن ليس كل ما هو منتج " كنص " هو " نص أدبى " , فشروط النص الأدبى واضحة جداً و هو مرتبطة بشروط النص . الا و هى ان يكون النص " مفهوماً " , غير مستغلق على القارىء , مترابط , واضح و يجب أن يكون معبراً عن التجربة الأنفعالية للأديب و ان ينتقل المعنى من الكاتب الى القارىء و ان يعيد القارىء أكتشاف النص و قراءاته على مستويات أعمق حيث لا يكون هناك قطيعة بين البنية " التأليف " و القراءة .
تقدر تقولى لو سمحت , عزيزى القارىء , انت فهمت إيه من قصيدة حلمى سالم ؟ فين الأبداع فيها ؟ انا كل ما اقعد اقراها أضحك , الراجل بيقول يزغط البط و يعذب المرسيدس , أى رص فى أى حتة و كله فى الكلتش , و محدش فاهم حاجة .. و لما تقول لحد الكلمتين دول , يقولك انت " انت اللى مش فاهم حاجة , ده كلام حداثى و ما بعد حداثى , ايش وصلك انت ليه " . اكلتم دماغنا و فى الأخر المجلة اتقفلت علشان قصيدة كوميدية محدش فاهم منها حاجة ومحدش عارف كان فى دماغ المؤلف إيه بالظبط و هو بيكتب الكلمات العجيبة اللى تفطس من الضحك دى ( الغريب انه واخد عليها جايزة .. يعنى فى ناس فهمتها !!!!!!!! ) . بيقولك " يحاول الاديب في اثناء ابداعه الشعري تقديم الانفعالية التي لا وجود موضوعيا لها الا بعد تجسيدها في تشكيل لغوي ,, اما ما يتم في ذهن الاديب في اثناء الابداع وقبله فهو امر لا يمكن تتبعه ما دام العمل الابداعي لم يتشكل لغويا " ,,, اى انفعالية و اى ذهن أبداعى انتج الكوميديا دى ؟ الراجل ده دماغه كان فيها بالظبط و هو قاعد بيكتب ؟ عمرك سمعت عن إبداع بيتزغط و محشى فريك ؟ و لا إبداع بيرضع لبن من ضرع البقرة ؟ و فى الأخر دول بيقبضوا من فلوسنا ,, من الضرايب .
يعنى انا اشقى و اتعب 15 ساعة فى اليوم و ادفع على مرتبى ضرايب , علشان واحد يزغط البط و يرضع من البقرة !! . حسبى الله و نعم الوكيل .. بجد المفروض انهم يتقوا الله فينا و فى نافوخنا .. ما هو مش كل واحد كتب شوية كلام مرصوص يقولك حداثى و نص و خطاب و مفكر و أديب و ابصر إيه و مناخوليا معرفش إيه .. احنا بنى أدمين برضه و لينا طاقة و بسبب شوية مجانين خسرنا مجلة فعلاً جميلة جداً انا عن نفسى كنت بجمع اعدادها القديمة , كانت بتنشر فلسفة و فكر و ادب .. كانت فوق الممتازة .. شكراً لمزرعة البط و زريبة البقر و اجنس العربيات .
--
نقطة أخيرة :
و دى انا سايبها لوجهة نظرك عزيزى القارىء , هل المفروض نمنع نشر النصوص و نصادرها لو اختلفنا معاها ؟ و لا ندافع عن حرية النشر حتى لو الكلام عبيط او غريب او مختلفين معاه ؟ انت مع الحجر ولا مع حرية النشر و حرية انتاج النصوص حتى لو تبان مش إبداع او ملهاش معنى ؟
انا عن نفسى موافق على حرية النشر , اللى عايز ينشر أى حاجة ينشرها , بس مش على حسابى و لا على حساب الضرايب اللى بدفعها . لما المؤلف يعرف انه حيتحط فى مباراة حقيقة ساعتها حيتنشر للمبدع فعلاً و ساعتها حيعرفوا ان الله حق , و ان بتوع البط و الوز و البقر و الجاموس دول ملهمش مكان , ما هو اصل المال السايب يعلم الهبل و تزغيط البط !! .