Tuesday, June 12, 2012

يا قلبى لا تحزن


-1-
على السلفيين ان يعملوا بالسياسة اكثر. السلفى مازال غشيم يحتاج الى صقل وعمل وتدريب حتى تذوب قشرة التحجر والجمود ويصبح اكثر مرونة، كالطالب المتخرج الجديد فى كليته يعتقد ان العالم ينتظره بألاسم وانه سيغير الكون بوظيفته وعمله، متشنج ومنغلق فى البدايات حتى يدرك ان الحياة العملية ليس اوراق كتب تدرس فى مدرجات الكلية المغلقة، وان بجواره فى العمل تخصصات اخرى تخرجت فى كليات اخرى لا تعرف شىء عنه ولا عن مناهجه وان كان لا يستطيع ان يتخلى عنها حتى ينجح العمل. السلفى مازال بنقاءه الأول لم يتلوث بعد، "مدب" صحيح لكنه لم يتحول بعد الى أفاق أو الى العنف المسلح كالجماعات الأخرى.
لا ينبغى ان يعمل الاخوان اكثر من ذلك فى السياسة. قصتهم انتهت. نزلت كلمة النهاية وقرأها الجمهور ولم يصفق. فهم كالنصّاب، لا تستطيع ان تمسكه او تُثبت عليه شىء ولكنك تتجنبه لأنك لا تأتمنه مالك ولا بيتك، قد اختبرته من قبل ولكنه كأى نصاب يفلت منها متحججا بالطرف الخفى والظروف.  
لا ينبغى ان يتعاون السلفى والاخوانى فى العمل السياسى أو حتى يتجاورا. فالغشيم اذا تعلم النصب صار قاتل ومارس السرقة بالأكراه، ما تقدمه مجانا للأخوانى النصاب ذى الكلام الحلو عن طيب خاطر، كأى مواطن يخدعه نصّاب بمعسول الكلام، سيطمع فى مثيله السلفى ولكن كأى غشيم ستكشفه سريعا وستصبح كارثة. الغشيم اذا تعلم النصب تُصبح سرقة مقترنة بقتل الضحية مع سبق الاصرار.. ربنا يستر.
-2-
ماذا ستفعل عزيزى الارشيدوق فى هذا المنحنى التاريخى؟.. هل تعلم ان مصر هى اكبر جراج اوتوبيسات فى العالم!!؟.. مليئة "بالمنحنيات" التاريخية، و"المحطات" الهامة، و"الملفات" الثورية، و"ورش صيانة" الدستور و "المواقف" الحاسمة التى "تنقلك نقلات" حضارية!!.  كل ذلك وبها أزمة وقود مستعصية!!. تخيل.
ماذا تفعل عزيزى الكونت الجالس امام الشاشة تقرأ تلك الكلمات قبل الذهاب الى اللجان الانتخابية؟ هل تعلم ان الصف الثورى مشقوق بالطول بكشكشة عرضية!؟،  وان اختيار مرسى هو اختيار درجة اولى لمرشح قرر حزبه وجماعته والقائمين على تدبير اموره انه درجة تانية عادة؟ وان اختيار شفيق هو كراهة لأنه مش فى صفك الصناعى . طبعا يا فندم . تمام.
هل تعلم عزيزى الارشيمندريت ان الثوار الذين قادوا الثورة منذ قيامها قد اعلنوا مقاطعة الانتخابات و إبطال أصواتهم، وان أى اختيار لأى من المرشحين معناه انك لست فى صفهم الثورى وستتحمل نتيجته بمفردك؟.
الثوار،  عزيزى الخديوى، تركوك وتركوا التحرير، واعلنوا نضالهم ضد الرئيس القادم تبرئة للساحات مقدما. بيلاطس عندما غسل يده وقال: انا برىء من دم هذه الانتخابات، لم يكذب. فالخازوق ذى الرأسين الذى انتهت اليه الثورة المباركة، والذى ستجلس علي احدى رؤوسه لا محالة، لا يمثل الثورة فى شىء. هكذا أعلنوا..
عزيزى القيصر، كل حلفاؤك خانوك يا ريتشارد، قامت الثورة وثار الثوار  وانبسط الاحرار، ورحل الاغيار، واخذها المجلس وطار. طالبوك بأن تسمع كلامهم حتى لا يضيع دم الشهداء من اجل غد مشرق بسام وعام الحسم ورسم الأيلولة.. سنة ونصف عزيزى المهراجا وانت راكب على الفيل الأبيض تتنزه فى الادغال بصحبة مرشدى الثورة واليوم تأخذ لفة ثانية جديدة مقابل ما دفعته. أنبسط.
انت مجرد مواطن. إيه يعنى مواطن؟ فى منك كتير!!. لكن الثورى قليل وعملة نادرة وبقاءه من بقاء الثورة. فحافظوا على ثورة وطنكم.
اليوم اعلنوا انسحابهم، وانت الذى تسترشد بهم يا كبد أمك، وتركوك حتى يجلدوك مرة أخرى فى أى من الأختيارين. "شفت مش قلتلك!؟"، " أدى الخرا اللى انتم جبتوه يحكم"، "صنعة أيدكم"، "ٍسيبونا بقى احنا الثوار نجيبكلم حقكم زى ما جيبناه من مبارك بالظبط قبل كده!!!".. اللهم صلى على النبى..
عزيزى الامبراطور.. امك فى العشة ولا طارت؟.
وفى النهاية، أى كانت نتيجة الانتخابات فستتحملها بمفردك، باختيارك، فقد نبهوك ثم تركوك. لماذا؟ لأن اللى يمشى ورا الثوار ما يخلاش من مرسى او شفيق.


No comments: