Monday, November 05, 2012

سُترة المجانين 1


1-     مناديل مسح ال تى
كان عليه ان يقف فى الطابور ساحبا عربة مليئة بالمشتريات. يقف ينتظر دوره حتى ينتهى الكاشير من حساب مشتريات الثلاثة الذين يتقدمونه. مندوبة شركة دعاية تقف بجوار الخزينة تتطلب من المشترى ايصال المدفوعات، تحسب قيمة المشتريات التى تخص شركتهم.. ابنه جالس على العربة يأكل من كيس الشيبسى وزوجته تقف بجواره تحدثه عما نسته. تذهب تلتقط بعض الاشياء الموضوعة بعناية على الارفف وتعود مسرعة تضعها على الكوم. ينظر فى ساعته ويمد بصره ليرى من انتهى من الحساب. يدفع عربته ببطء وابنه يصرخ يطالبه بفتح علبة العصير. زوجته تجرى لتلقط من على كوم موضوع فى المنتصف علبة كرتونية، تعود الى العربة.. يتمتم الزوج " إيه ده" .. "دول ست كوبيات مطبخ عليهم اوفر"!!. ينظر لأبنه وهو يضع الشاليمو فى علبة العصير. ينتهى اثنان من الحساب ويتقدم الثالث. يدفع عربته الى الامام.. اوفر اخر موضوع بجوار خزينة الدفع " 6 بطاريات قلم عليهم 2 بطارية ريموت" يلتقطه فى صمت ويضعه على الكوم.. يتمتم "نشهل شوية العربية فى الجراج وكده حنخش فى ساعة جديدة".. يلقى ابنه علبة العصير على الارض. يلتقطها وهو ينظر له بغضب، تعنفه الام " عيب".. وتذهب لتلقيها فى صندوق القمامة وهى تبتسم امام الكاميرات.. الميكروفونات تردد عرض لأحدى الشركات الذى قارب على النفاذ.. تتنفس الزوجة بانتصار "الحمد لله لحقنا الاوفر ده".. اخيرا يصل الى الكاشير. يبدأ فى افراغ العربة من محتوياتها ويضعها بجوار الشاب المنهك. تتحرك يديه فى ألية واضحة وعلى وجهه ابتسامة جامدة لا تتبدل وكانها محفورة عليه، يلتقط المشتريات واحد تلو الاخر، يقلب المنتج ويضبطه، يضع الباركوود امام الماكينة فتلتقطه العدسة وتطلق صافرة المرور وتسجل السعر على الشاشة فيلقيه على الجانب الاخر، ويلتقط منتج اخر فى رتابة وخفة كسيزيف الذى لا يكف عن دحرجة الصخرة.. يبدأ الزوج فى وضع المتشريات فى اكياس بلاستيكية ويصنفها كل فى كيسه. ينتهى ويخرج الفيزا من المحفظة ويقدمها للشاب الذى لا تفارقه الابتسامة ولا العرق. يخرج الشاب الفاتورة من الماكينة ويعطيها للرجل. الذى يبدأ فى دفع العربة للخروج. تستوقفه مندوبة الدعاية وتطالبه بالايصال "لو سمحت.. حضرتك عندك فرصة كبيرة معانا انهاردة.. لو لقينا مشتريات من منتجات الشركة بقيمة 200 جنيه او اكثر حضرتك ممكن تكسب معانا هدية كبيرة".. احصت الفتاة ثمن المنتجات. معلش يا فندم دول 180 جنيه فقط، لو حضرتك بسرعة تشترى حاجة ب20 جنيه ممكن تخش معانا السحب.. تنطلق الزوجة مرة اخرى الى الداخل تبحث عن منتجات الشركة تلتقط علبتين معجون، وسائل تنظيف الاطباق وعلبة حفاضات صغيرة وتعود تقف مرة اخرى فى الصف لدفع الحساب. تقف امام الشاب المبتسم وبألية يمرر المشتريات امام ماكينة الباركوود التى تطلق صافرة تسجيل السعر ، تدفع الثمن نقداً.. وتعود مرة اخرى الى الزوج  وتقدم الايصال الجديد لمندوبة المبيعات. تخبره المندوبة" كده حضرتك ممكن تخش السحب معانا"!!.. حضرتك حتلف العجلة  والرقم اللى تقف عليه حتشوف يكسبك إيه".. وممكن تلف العجلة مرتين واحسن هدية حضرتك تاخدها".. انطلق الزوج يجر العربة المحملة الى المكان المخصص. يقف بجوار مندوب اخر منتظرا دوره.. كرتونة دائرية موضوعة على حامل من البلاستيك وامامها سهم ثابت. تلف العجلة الكارتونية فتدور وتدور وتدور حتى تهدأ سرعتها وتتوقف امام السهم الذى يشير الى الهدية.. تخبره الزوجة بانها ستدير العجلة مرة والصغير الاخرى .. تقف الزوجة امام العجلة وبقوة تدفع العجلة للدوران بسرعة حتى توقفت امام رقم 4 .. يسجله المندوب، ويدفع الرجل الولد الى الامام ليدير العجلة فتخرج حركته بطيئة وتدور العجلة ودون ان تكمل لفة كاملة تقف امام رقم 10.. يسجله المندوب ويخبرهم بالهدية.. "مبروك يا فندم حضرتك كسبت معانا مسحوق غسيل وعلبة معجون اسنان وزجاجة من سائل تنظيف الصحون وكيس عائلى من مناديل التواليت".. تهلل الزوجة وتقبل ابنها.. يضع المندوب كيس مسحوق غسيل 3 كيلو على العربة ويعطى الولد علبة المعجون الصغيرة ثم يضيف سائل التظيف الى العربة التى امتلأت على اخرها، فيعطى الزوج كيس ضخم به 9 بكرات من مناديل التواليت، ينظر الولد الى الكيس ويلتفت الى امه " مش دى تاعت ال تى يا ماما؟".. يحمر وجه الام وتنهره ليصمت .. يدفع الرجل العربة الى الخارج بيد وبالاخرى يحمل الكيس مناديل مسح ال تى وعلى وجهة ابتسامة النصر.. 


2 comments:

مهندس مصري بيحب مصر said...

فعلاً بتخش الماركت عايز تجيب حاجة بتلاقي نفسك جبت 10 حاجات علشان العروض و التخفيضات

بنت القمر said...

يسق الله ايام التدوين ...وايامك يا ابو ادم :)))