من قتل الفلسطينى ؟

مدخل

جزء من تاريخ اليسار العربى

نماذج من الحروب العربية العربية !! .

-1-

أيلول الأسود

الأردن – 1970

بعد نكسة 67 , نزح كثير من الفلسطينين الى الأردن . و كونوا كثير من المنظمات الفلسطينية التى تنادى بالكفاح المسلح , و بدأوا تدريباتهم فى المخيمات الفلسطينية أستعداداً للأنطلاق من الأردن لتحرير فلسطين . و مع قبول مصر و الأردن لمبادرة روجرز لوقف أطلاق النار , رفضت الفصائل الفلسطينية و سوريا و العراق البعثيين المشورع . اتهمت المنظمات الفلسطينية الأردن بالخيانة العظمى و سعت الى تقويض حكم الملك حسين . و سعت الى قلب نظام الحكم فى الأدرن مدعومة بأنظمة عربية تعتبر نفسها تقدمية قومية و ثورية .

و بعد نجاة العاهل الأردنى من محاولة أغتيال فاشلة , صدر قرار أردنى بتصفية الوجود الفلسطينى من على الأراضى الأردنية مدعوماً بتأييد مصر أو كما ابلغ عبد الناصر الملك الأردنى " شد ودانهم " . كان التصرف الأردنى فى تصفية الميلشيات الفلسطينية شديد القسوة , قصفت الدبابات و المجنزرات الأردنية المخيمات الفلسطينية . و بعد خروج الفصائل الفلسطينية من العاصمة الى أحراش الأردن , عاود الأردن القصف بشدة و قسوة حتى خرجت الميليشيات و الفصائل الفلسطينية من الأردن و أنتقلت الى لبنان .

-2-

حرب لبنان

بعد أنتقال الفصائل الفلسطينية الى لبنان , دخلت فى تحالفات مع اليسار اللبنانى بقيادة كمال جنبلاط مؤسس الحزب التقدمى الأشتراكى و أدعت بأن تحرير فلسطين يبدأ بالتخلص من الأنظمة العربية الفاسدة و أن طريق الجنوب الى فلسطين لابد أن يبدأ من الشمال . و بدأت حرب السنتين من عام 75 الى 77 . تورطت الفصائل الفلسطينية فى حرب لبنانية لبنانية و كان ياسر عرفات يدعم هذا التورط الفلسطينى فى الداخل اللبنانى . و بعد الأجتياح الأسرائيلى للبنان , تم طرد الفصائل الفلسطينية منه عام 82 . ثم حدثت أكبر حرب إبادة للوجود الفلسطينى فى لبنان و قد سميت بأسم حرب المخيمات بقيادة حركة أمل . و التى كانت بمساعدة حليفاتها سوريا القومية تسعى الى تصفية حسابات مع منظمة التحرير الفلسطينى بقيادة ياسر عرفات . كونت سوريا فصيل فدائى أطلقت عليه " قوات الصاعقة " و قد دخل فى أقتتال داخلى فلسطينى فلسطينى بعد أنتقاله الى جبهة الرفض و دخلت فى معارك طويلة مع منظمة فتح .

-

كان اليسار فى فترة الستينيات و السبعينيات من أنشط الفصائل السياسية و كان شعاراته و صوته هى الأعلى على الساحة العربية . و لم يكن يتردد هذا اليسار فى دخول معارك مع الرجعية العربية ! رافعاً شعارات القومية العربية و التقدمية و الأشتراكية و ( و الناصرية طبعاً ) . و كانت معاركه تصل الى حد الحروب الأهلية و الأنقلابات العسكرية رافعاً شعار " الموت فى سبيل الوطن " و " القومية العريبة " و " الوحدة العربية " , " دماء المقاتلين التى تروى الأرض العربية  " و " التحرير " . كان التحرير العربى للوطن يبدأ بقتل المواطن العربى معلناً انه لابد من القضاء على بؤر الفساد فى الجسم و النظام العربى رافعاً شعار " الكفاح المسلح " و الموت لأعداء الوطن " , " الموت فى سبيل القضية " .

---

و مع أنتقال العقلية العربية من اليسار الى " الصحوة الدينية " , لم يتغير شىء فيها سوى المصطلحات . فبدل من " الموت فى سبيل القضية " اصبح " الأستشهاد " , بدلاً من " الدولة القومية " أصبح " الخلافة " . و بدلاً من " الكفاح المسلح " أصبح " الجهاد " . و بدلاً من " الرجعية العربية و الأستعمار " أصبح " دولة الكفر و الغرب الصليبى " . و بدل من قتل نظام الأسد السورى القومى العربى البعثى الأشتراكى لألاف المواطنين السوريين من " الأخوان المسلمين " فى حماة السورية , كان البديل هو موت الاف المعارضين للنظام الأسلامى فى السودان . و تغيرت المرجعيات من ال" الوطن القومى " الى " الدين " و من النظام اليسارى المدافع عن " الطبقات الكادحة و المقاومة " الى النظام الدينى المدافع عن " الفقراء و المؤمنين " . و لكن الشىء الوحيد الذى لم يتغير هو الهدف " تحرير فلسطين " عن طريق القضاء على الأنظمة العربية الفاسدة , و إن أختلف المسمى , بدلاً من تحرير اراض عربية من أجل الوحدة القومية أصبح " تحرير القدس " الأسلامية أولى القبلتين .

لم تتغير الوسيلة المستخدمة و هى موت المواطن العربى ذاته . فبدلاً من صراع فتح و الصاعقة اليساريتان العربيتان الفلسطينيتان و كل منهما مدعوم بأحدى الأنظمة العربية و كل منهما يرفع شعار التقدمية , أصبح الصراع بين فتح و حماس , المدعومة كل منهما بأحدى الأنظمة .

لم يتغير شىء فى الصراع العربى الأسرائيلى حتى الأن سوى تغيير الأشكال و المصطلحات . لم يتفق العرب و أسرائيل فى شىء حتى فى السلام و لكنهما - الانظمة العربية و أسرائيل – اتفقا على شىء واحد هو قتل الفلسطينى و المواطن العربى .