ملاحظات على الصف الثورى الصناعى

"لو حاولت تعمل فى صفك انهاردة الصناعى حتتحول بعض الاركان لكراهة اكتر منها مجرد انه مش فى صفك دلوقتى".
ايوه!!!؟
طبعا يا فندم..
تمام
---

الى السيد عمرو عزت،

اعذر تطفلى وتدخلى فى حديث "عمرو- شريف" الذى شرفنا به طوال الفترة الماضية.

عزيزى المدون عمرو،

أعرف تماما انه لا يحق لى، بحجة انى مدون، ان اربط حمارتى بجوار حمارة العمدة. إيش جاب لجاب، ما بين ثورى يشار اليه بالبنان، ومدون سابق ونواتى فيسبووكى حالى (نسبة الى ال"نوت" بالفيس-بووك). ولكن أعذرنى، سأتدخل، ليس دفاعا عن شريف فهو لا يحتاجنى او هجوما على فضيلتكم فليس لى قبل بمبارزتكم، وليس لأنى عضو فى جمعية منع الشتيمة على الانترنت فأنصحكم، او من دارسى اصول فقه الشرمطة فأتعلم، لكن لأن الموضوع تشعب بما يفسح المجال لقليلى الخبرة من امثالى بأن يشتروا دلو، ويدلّوه فى الكِصة دى والحوار ده..

عزيزى عمر،

انا لست خريج مدرسة الاخلاق الحميدة حتى اتكلم عن الالفاظ. فالتدوين حر  وانتم اباءه المؤسسون.

بكل بساطة، أخبرك بالسر:  مشكلتك ليست مع شريف.  

لو رحل شريف عن الحملة سيأتى الف اخرين وربما اكثر خبرة. شريف ليس الرجل الثانى، ليس العميل رقم صفر الذى لا يعرفه أحد، ليس عمر سليمان الحملة، ستستمر الحملة به او بدونه.

مشكلتك ليست مع شريف. قانون عزل صغير  يستطيع ان يحل المشكلة، اختيار شعبى ينهيها، ثورة قوية ضد رموز النظام السابق تقضى عليها. شريف اخطأ فى اختيار  جانب شفيق؟ وهل هذه نصيحة أخ لأخيه يا عزيزى؟..

مشكلتك ليست مع شريف. هل هى مع شفيق؟ موقعة الجمل؟.. ممكن. لكن الاخوان اكثر فسادا، بل يوما ما قد نسقوا فى الدوائر الانتخابية مع رموز الوطنى باعتراف رئيسنا القادم مرسى الباحث عن الكرسى. خلفية دينية مخلوطة بفاشية عسكرية تم استعراض ميليشيتها فى جامعة الازهر  بمباركة ملالى المقطم تبشر بالخير الذى يحملوه لمصر. اذا كنت ترغب فى محاسبة المسئولين عن جرائهم، تعالى نطالب بمحاسبة عصام شرف عن ماسبيرو، محمد محمود، ومجلس الوزراء. تعالى بجوار "جنزورى لن نركع"، نكبر فى أذنيه فقد طالت ركعته، ننبهه حتى ينهض. مجلس الانس، الجهة الوحيدة المنتخبة الشرعية من  شعب مصر  لم تحرك ساكنا مع مذبحة بورسعيد بل تركت شهداء الكرة و شدت الرحال، ركبت جمال الموقعة والنوق الحمر  الى السعودية لتزيدهم واحدا، ذهبت وعادت بذهب المعز  وتركت للجيزاوى سيفه.

مشكلتك ليست مع شريف.

انت نفسك تقول ان الصف الثورى اختلط بالصف الصناعى كراهة " ولكني ساعترف لك فعلا أن صف "الثوار" به الكثير من المهرجين والمنافقين والمتسلقين والمتلبسين بكل الموبقات، ليس فقط لانهم جماعة بشرية عادية، ولكن تحديدا لأن "الموقف الثوري" أصبح ذا جاذبية في بعض الأوقات. وأصبح له بريق وقدر من "السلطة" تبرر للكثيرين التظاهر بالتواجد فيه"..

انت غاضب لنجاح الاستقطاب، ولنجاح حملة شفيق فى تعميقه، ما باليد حيلة. فماذا نحن فاعلون؟. ربنا يوفق الجميع.

انا لا اعلم ملابسات عمل شريف مع الحملة ولا افهم سر اختياره لشفيق ولم أسأله ولن افعل، لكن هناك خمسة ونصف مليون اخرين يتحملون معه تلك المشكلة فشفيق لم ينجح لأن فى الحملة شريف، فالقانون مفهوش زينب كما تعلم، شفيق نجح لأن الشعب لم يفهم ان مشكلته ليست مع شريف.

أذكرك بأن زواج المكره باطل، لا تُحاسب عليه. تذكرها – بعد أذنك - جيداً.

 هل ادعوك لقراءة التاريخ معى؟ حاشا، بل انى اطلب منك ان تسمح لى بقراءته معك.

العسكر والاخوان.. زفرة وتنهيدة وذاكرة تبدأ من قبل وصول عبد الناصر وتنتهى امام الباب الرئيسى لمقر حملة شفيق.

العسكر و الثورة، إصة كفاح شعب.

تتكرر تلك القصة منذ وصول العسكر الى الحكم، منذ ان اصبح لهم مكتسبات يجب الحفاظ عليها، حتى لو كانت ضد الديموقراطية والدولة المدنية.

نتعرف على الثالوث: "كتلة ثورية غاضبة ينبغى الخلاص منها وتكسيرها، عسكر غاضب يسعى لحماية مكتسباته، جماعات دينية ظريفة لطيفة عفيفة شريفة".. ثالوث كامن فى ذاته.

عبد الناصر استعان بالاخوان وتركهم لنهش التاريخ وحرق الملكية، استعان بهم لضرب الديموقراطية ضد محمد نجيب، فى نفس الوقت ضُرب الثوار كما يحدث الأن. خميس والبقرى اللذان ظنا، وبعض الظن أثم، ان ثورتهما على الاقطاعى هى امتداد لثورة 23 يوليو، فالشعب، فى تلك المرة قد حمى الجيش، والشعب والجيش إيد واحدة كما تعلم. خميس والبقرى تم اعدامهم، الاخوان انهوا مهمتهم بحشد الجماهير ضد الديموقراطية، ثم تم العصف بهم الى غياهب السجون. وجلس العسكر فى هدوء الحالمين وسعادة الصوفيين على الكرسى فى مملكة الجنة.

ثم جاء السادات، وعادت اللعبة، كتلة اشتراكية ناصرية غاضبة وهو الذى يسعى الى رأسمالية اوراقها فى يد امريكا البلد، وبجملة اشتهر بها اخرجهم من السجون ليلعبوا معه الشوط الثانى من المباراة لضرب اليسار، "عايز امسك العصايا من النص" كما قال. صحيح فى النهاية لبس العصا كلها وليس من المنتصف فقط، ولكنه نجح فى لعبته.

اما فى عهد مبارك، فقد كانت واضحة صريحة، يا انا يا الارهاب. وقد قاموا بدور البطولة وتصدروا المشهد وصفق لهم الشعب كما يصفق الجمهور لبطله، متناسين ان هناك مؤلف ومخرج وان "البطل" هو مجرد أداة، ما علينا.

والأن، بعد الثورة، الثالوث قائم، حى لا ينهكه الزمن ولا يرهقه التاريخ. كتلة ثورية اشعلت البلاد وسيطرت على الميدان، الشعب متعاطف، المسيحى والسلفى، اليسارى واليمينى، الاناركى والرأسمالى، يحتضنان بعضهما البعض ، والثورة مستدامة وكل شىء جميل مريح، حالة من الصفاء تسيطر على الأجواء، ربيع دائم.. احا.. ليه كده؟. هاتوا الاخوان.

جاء البطل ليقوم بدوره فى الجزء الرابع من فيلم "المهمة المستحيلة".. تُرك للناس مهمة أعدام "خميس والبقرى" الجدد وتُرك للاخوان تشويه ملكية الميدان.

الم يقل الاخوان ان المعتصمين بودرجية وبرشامجية وفى محمد محمود وشك فى الحيط وقفاك لىّ!؟، والم يصرح الأخوان بأن البنات كاسيات عاريات عبايات بكباسينات؟ يا واد يا مؤمن انت!!؟،  الم يدعو الاخوان الشعب للنزول والزود عن الجيش الذى يُعصر تحت دبابات القَبَط فى ماسبيرو؟ ثم، فى النهاية، وكالعادة، ما الذى ذهب بهم الى هناك؟. من هو الفصيل السياسى او حتى الطائفى الذى لم يتضرر من الاخوان!؟. لماذا رفض العسكر محاكمة ثورية واقنع الجماهير الغفيرة بالمحاكمة المدنية؟ لأنها لو ثورية ستجر بيادات من ليس له بيادة الى تلك المحاكمات، وسيب القضاء يدلع براحته ويمشى الهوينى كما يمشى الوجل الوحل.

ثم تظهر فى نهاية كل جزء، ولاعات صغيرة تشعل مستصغر الشرر الذى يلتهم الجلباب والعباءة، بدءا من محاولة قتل عبد الناصر، الى اتهامهم بقتل الثوار فى موقعة الجمل، لينتهى دورهم وينسحبوا مرة اخرى من المشهد ويبقى الشعب والجيش إيد واحدة..

قد لا تكون الامور مرتبة كما تبدو ، أومحسوبة بالورقة والقلم ومعدة بحرفية عالية كأنها مؤامرة، ولكنها تنجح كل مرة، فى أن يستغل احدهما الأخر. نجح الاخوان فى كل مرة، تحت ادارة العسكر، وعلى مدار 3 عهود متتالية، فى تفتيت وتشويه الكتلة الثورية وفى ان يكره الشعب الثورة والثوار والديموقراطية والميدان، وان يجرى الى أحضان العسكر..

صدقنى، وكما اخبرتك، اختيار الشعب لشفيق كزواج المكره، باطل ولا يحاسب عليه.

صدقنى مرة أخيرة، مشكلتك ليست مع شريف...

صدقنى بقى، يوووووه.