Sunday, February 21, 2010

الليلة الكبيرة

-24-

انهى عادل مقالته الساخنة كما سماها و نادى زوجته كى تفكه من الكرسى . نهض و هو ممسك بالورقة و رفعها الى فوق ثم انزلها بهدوء و قبّلها " المقالة دى حتجيب من الأخر " .. اخبرته زوجته ان لا هذه المقالة و لا ألف مقالة اخرى سوف تفعل شيئاً . المطلوب هو التحرك الشعبى و تعبئة الجماهير و النزول الى الشارع لوقف المد العداونى على العمارة . اخبرته بأنه يجب عليه كصحفى ان يجمع توقيعات من أصحاب الشقق المتضررة و أن يذهب الى الحى و يخبرهم بأنهم يرفضون هذا المشروع القومى و لا يريدون هدم المنزل . سخر منها و اخبرها انها لا تقدر زوجها حق قدره " انا لو كنت موجود ايام الملكية , كنت شلت وزارة بمقالاتى " .. " اهدا بس شوية " . حاولت إقناعه بجمع التوقيعات و لكنه أصر على موقفه فعدلت عن رأيها , اخبرته " طيب ما تنزل لشوكت و شوف معاه كده , ده شكله قادر " .. ضحك بصوت عالى ساخراً " شوكت ده عايز يتربى .. بيتعافى على الناس علشان باين عليه مسنود .. انا لولا انى مبحبش العنف كنت مسكته ضربته علقة مات فيها " ..

انهى جملته و اقترب منها, وضع يده على صدرها و بدأ فى تقبليها حتى اوقفه سماع صوت طرق شديد و شخص يقول بغضب " تضرب مين يا ابن الكلب يا واطى ؟!! " .. صرخت الزوجة و انهارت و جرت الى غرفة النوم , اما عادل فجرى الى المطبخ و احضر سكيناً و ما أن خرج حتى وجد شوكت واقف امامه يضحك " كويس انك جبت سكينة علشان ادبحك بيها .. بس على الله متكونش تلمة علشان عايز أخلص بسرعة " .. تحرك نحو عادل بهدوء الذى أرتبك و هو يراه يتقدم نحوه فعاد الى المطبخ و بدأ فى البكاء " ونبى يا عم شوكت دا انا بهزر معاك , و النبى و النبى " .. " كمان بتهزر معايا .. عيل معاك انا علشان تهزر معايا ؟ " .. اقترب منه شوكت ثم توقف , خلع البالطو و قام بتعليقه على مقبض احدى الدواليب , وضع الكوفيه على رخامة المطبخ " نضيفة الرخامة دى ؟ .. عارف الكوفيه لو اتوسخت حيبقى نهارك اسود " .. " و النبى يا عم شوكت و النبى " .. أندفعت الزوجة من الخلف و هى تحمل لوح خشب من الواح السرير و نزلت به على رأس شوكت الذى استدار فى هدوء و تجنبه فسقطت من شدة أندفاعها فوق عادل .. " مراتك مكنة ياد يا عادل " .. " و النبى يا شوكت بيه و النبى و النبى " .. التقط شوكت السكينة التى سقطت من يد عادل و وضعها فى الحوض و امسك لوح الخشب و رفعه الى أعلى " يا هادى يا رب " و نزل به بقوة ...

---

مقتطف من قصة " الليلة الكبيرة "

لقراءتها .. قم بتنزيلها

أضغط هنا

1 comment:

محمد ربيع said...

اوبااااا، اديلو في سنانو