سرير الرجل الايطالى
للكاتب : محمد صلاح العزب
جزء من الرواية
-7-
" الذروة ترادف النهاية . الحياة من حيث هى موت خالص , حين يبدأ الفعل تظل هذه اللحظة تاجاً مأمولاً , كذكر غزال يهرول الى عرين أسد , لأن بقايا شعر معشوقته بالداخل " *
الرجل الإيطالى يجيد العزف على الكمان , و يحاول ان يغنى الاغنيات العربية , لكن لكنته تضحك النسوة اللاتى يجلبهن , فيتوقف عن الغناء و قد آلمه ذلك , لأنه كان يريد أن يكون شجياً .
يؤكد لهم انه مرسل بدين جديد , ليس فيه أى تكاليف تعبدية , من طقوسه المقدسه : مضاجعة النساء , و شرب الخمر , حيث فى الحالتين تصفو الروح تماماً , و تكون أقرب الى طبيعتها الخالصة , متجردة من أى زيف أو إدعاء أو دنس .
دين جديد يلغى فكرة ان تكون هناك أى عقوبة خارجية , يقوم كل انسان بمعاقبتة نفسه كما يريد , وفى حالة واحدة فقط . إذا أساء الى شخص أخر , لكن بشرط ان يكون هذا العقاب امام الشخص الذى أساء اليه .
كن يسخرن منه و من أفكاره , لم تقتنع بكلامه سوى فتاة واحدة , ظلت مخلصه له حتى اليوم الاخير , فاهمهما أن صورة الدولفين فى السلسلة الذهبية هى رمز دينى جديد خاص به , يمكن تفسيره فى الوقت ذاته على أنه فوهة زجاجة خمر أو صورة عضو منتصب , و أنه مكون من حروف أسمه , لنه النبى الجديد صاحب الرسالة التى لم تنزل على غيره .
هذه البنت صارت تعبده عبادة حقيقية , و حفظت اجزاء كثيرة من نصه المقدس , و هبت له جسدها و روحها يفعل فيهما ما يشاء .
قبل رحيله امرها بالانتحار , فتوجهت الى البحر و قتلت نفسها , لأنه أقنعها أنهما بهذه الطريقة يمكن ان يتقابلا مرة اخرى على الجانب الاخر من البحر , حيث بلدته الصغيرة التى سيرحل إليها .
لم يحب هذه البنت , و لم يحب غيرها , كان يحب عضوه فقط , قدسه بحكايات و رسومات كثيرة فى نصه , و جعله رمزاً لدينه الجديد , و جعله المحرك الاول لكل تصرفاته , حتى إنه فكر اكثر من مرة ان يقتل زوجته , لأنها كانت تريد ان تحتكره لها وحده .
يدور فى الاسواق المزدحمة حتى يفوز بواحدة تنام له و تتبع دينه , يطاردهن فى اطراف المدينة , يغريهن بذهبه و نقوده , غير مستبعد أنه فى إحدى جولاته قد لا يعود نهائياً .
يعشق البنات الصغيرات اللواتى لم يتعلمن إزالة عانتهن بشكل جيد , فيظل هناك شعر متناثر و بثور حمراء .
بعد ان يضاجع البنت يبدأ دعوته معها , يزلزل لها كل أفكارها حول فكرة الدين الذى يكبل متعة الإنسان و حريته , ثم يبدأ فى إقناعها بدينه هو , و حين ترفض يهديها السلسلة الذهبية , معتقداً ان فيها قوة ستجعلها تعود مرة أخرى .
يحمل عدسة مكبرة , يمسكها بيده اليمنى و يكتب بيسراه , يمرر العدسة فوق الاوراق و هو يكاد يلصق وجهه بها حتى يستطيع قراءة الحروف الدقيقة المشكولة التى يكتبها بيده فى طقس أقرب إلى الإلهام , يكتب :
" لا تعجبنى هذه الحياة كلها , سأخلق عالماً جديداً آخر بطريقة جديدة , سأرسم كروكياً كبيراً على ورق ضخم , ثم أقذف مائى فوقه فتنبت فيه الحياة , لن أخلق سوى النساء و زجاجات الخمر , لن أخلق ملابس او بيوتاً , كلهن سيسرن عراة فى شبق كبير , من أرضى عنها سامنحها ساعة كاملة , ثم تموت , سأخلق سريراً عظيماً بطابقين , كل نسائى سيجتمعن فى الطابق الأسفل و يصعدن لى واحدة وراء الأخرى , يقمن طقوسهن حوله , و هو واقف فى خيلاء يليق برمز دينى لم ينل حقه من التقديس . " *
اقام الرجل الإيطالى علاقة مع نادل فى مطعم شعبى , و عده النادل انه سيجلب له بنات ليضاجعهن و يدوعوهن الى دينه الجديد , كان يغدق عليه الاموال , و لكنه لم يكن متأكداً هل أقتنع بدينه فعلاً ام أنه يسايره فقط حتى يبتزه .
بعد ان تمكن من إقناع البنت التى آمنت به قطع علاقته بالنادل نهائياً مع أنه هو الذى جلبها له . صور تلك البنت فى نصه المقدس كملاك يحمل له الوحى كل مساء , أقنعها ان تقتل نفسها , لنه رأى من غير اللائق أن تضاجع رجالاً آخرين بعد ان نالت شرف مضاجعته و إتباع رسالته .
كانت طقوس الوحى أن يخلع ملابسه و لا يرتدى إلا ملابسها الداخلية .
....................
* اجزاء من النص المقدس للرجل الإيطالى
============
رد الفعل العنيف علي الرواية سواء دعوات الاستتابة علي المدونة أو وقف نشرها في جريدة (الدستور) ألم يجعلك تعيد النظر؟
لم أعد النظر فيما كتبته - يضيف ساخراً - أصدقائي اقترحوا علي التخفي اتقاء للاعتداءات لأن الرواية تتحدث عن عبادة الجنس بما يعني ضمناً التعرض للدين، لكنني لم أفكر في التراجع إلي أن تم إيقاف نشر الرواية بعد أول حلقتين، لكنني لم أتخيل أن يكون رد الفعل بهذه الحدة، توقعت بعض الصدامات من أناس يقرأون الأدب بسطحية وأخلاقية وهم موجودون دائماً أما أن يصل رد الفعل إلي استتابتي وإيقاف نشر الرواية بالجريدة ؛ فهو ما لم أتوقعه ولا أستطيع التعليق عليه ..... إقرأ الحوار
9 comments:
أنا مليش في حكاية الأدب والشعر والفنون دي، أنا كل قراءاتي تاريخ أو سياسةن واستمتاعي بيكون بالتصوير الفوتوغرافي الواقعي، فيمكن علشان جهلي بالفنون الأخري بيكون رأيي دايما مع تشجيع الفن النظيف والحوار النظيف والأدب النظيف والسينما النظيفة وهكذا. نظيف من وجهة نظر مجتمع متحفظ له أخلاقيات متحفظة، بس حرية الأبداع عايزة تدمر التحفظ دا واحده واحده لصالح أخلاقيات مش بتاعتنا. ومقولات مثل الأبداع بلا حدود وحرية التعبير والخلطبيطة دي حقيقي ملهاش أي معني، الدنيا كلها ابدعت وانتجت واخترعت وصممت وكل حاجة بدون حاجة لأستخدام البذاءات شعارا لها متخفيا تحت عبارات رنانة للحرية. دي وجهة نظري، معلش أنا دقة قديمة ومليش في أدب الأبداع دا
برغم إن الموضوع الأخلاقى أحيانا يتدخّل فى حكمى على ما أقرأه أو أشاهده
بس هذه المرّه لم أشعر باستفزاز الهاجس الأخلاقى عندى لأن بصراحه لم أشعر يأن هناك شئ ما سيقوله الكاتب من خلال الروايه !! يمكن لمحدودية ما قرأته منها و المتمثّل فيما نشرته بس رأيى المتواضع جدّا أنى لم أجد ما يستحق أى ضجّه أو اعتراض ..
وجهة نظرى
هو انا مقدرش أرد عليك الصراحة علشان أنت مقرتش الكتاب و بالتالى مش حتعرف تحكم على الكاتب أو الرواية
فانا بنصحك بشرائها و قراءتها و بعد نتكلم , لأن بعد ما تقراها ممكن تكتشف ان الناس حملتها بمعانى هى مش موجودة فيها
==========
زمان الوصل
لازم تقرى الرواية , لأن مش حقدر أرد
غير بكلمتين
مشكلة محمد صلاح العزب ان الرواية ممتعة جداً و أنتى بتقريها , بس اول ما تخلص بتبقى خلصت
عكس رواية زى الفاعل بتاعة أبو جليل
أو بابل بتاعة نائل الطوخى
دول بيعلموا فى الدماغ.
لكن روايات العزب حلوة جداً بس أول ما تخلص بتحسى أنها خلصت برضه.
و انا قلتله الكلمتين دول قبل كده فى ندوة فى دار ميريت , كانت بتناقش رائحة النعناع رواية حسين عبد العليم . ( علشان محدش يقول أنى بقول من وراه ولا حاجة ) أنتى عارفة فى ناس تحب الهيصة
وأنا الساذج الذي ظننت أن للملل حدود
معلش ألي يعيش يشوف كتير
وألي يقرأ يمل أكتر
جماعة جراد
الصراحة السيد أسكندرانى احرجنى جداً لما ذكر موضوع جماعة " جراد " و خصوصاً لما أتسئلت عنها و معرفتش أرد باستفاضة و كل الى قلته جماعة ادبية , و طبعاً دورت لغاية ما وصلت للى أقدر عليه و لو أسكندرانى يقدر يفيدنا يبقى كتر خيره .
=====
" و جماعة الجراد لمن لا يعرف عبارة عن جماعة أدبية ومجلة شاركت في إصدارها ضمن مجموعة من شباب الكتاب التقت علي هذه الصيغة منذ بداية التسعينيات بينهم أحمد طه وأحمد حسان وبشير السباعي ومحمد بدوي وأسامة الدناصوري وهدي حسين وايمان مرسال وأحمد يماني واّخرون. وقد صدر من هذه المجلة ثلاثة أعداد بتمويل ذاتي وأثارت حزمة أفكار جديدة بشأن الكتابة والحرية. وبحدة وعدوانية شديدة واجهها الواقع الثقافي المصريالمتكلس والغارق في ضلالات قصيدة السبعينيات الغامضة وغيبيات الحداثة وما بعدها والتي أذكتها ترجمات ركيكة للمغاربة غالبا وفهم مغلوط للواقعية السحرية وكلام غارق كله في مجازات اللغة وإيقاعاتها التفعيلية الفقيرة . "
شحاتة العريان – مؤلف صاحبات الاخرين , رواية – دار ميريت
safir newspaper
=========
“أما عن جماعة "جراد" فقال: إن المجلة التي حملت اسم الجماعة أكدت اهتماماتها بالتفصيل والجزئي والمعرفة النسبية، كما سخروا من فكرة "النص الخالد" بما عد انقلابا على الحداثة وتأسيسا لما بعد الحداثة في الشعر المصري “
ikhwan online
أسكندرانى
مش فاهم
عزيزي عباس
بخصوص الجراد
يعني المعلومات الي كتبتها بها قدر من الخطأ والنقص الشديد
هي فعلا جماعه أدبيه ومجله
وكان فيها هؤلاء الأشخاص، لكن مع الإشاره إلى أن أحمد حسان وبشير السباعي ليسا شباب وهم كانوا بيلعبوا في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات وبلغا حاليا أرذل العمر وهما ينتميان لجيل السبعينيات ولعبا دور العرابين لهذه المجموعه خاصة بشير السباعي الذي كان عراب هدى حسين مثلا على وجه التخصيص، وهذه المجموعه أرتبط بها برابط غامض الشاعر أحمد الشهاوي، ودار في فلكها بطريقه غامضه برضه شخصيات ميرال الطحاوي ونورا أمين وعلاء خالد، ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بنسيان الشخصية الأكثر غموضا وإثارة للأسئلة وعلامات الأستفهام: هشام قشطه، الأب الروحي للمجموعه بمنطق المافياوشخص غامض كان يقدم نفسه دائما كناشر وأديب وأثيرت حوله تساؤلات عديدة خاصة حول ذمته الماليه وأشياء من هذا القبيل، والواقع أن تنظيرات المجموعه والتي ولدها أساسا بشير السباعي كانت هراء فكري وقصاقيص من رؤى السبيعينيات والرغبة - رغبة السباعي- في الأنتقام منهم مع فهم مغلوط للكتابات حول ما بعد الحداثة - الفرنسية- وعدم فهم للتفكيكيه
لكن عموما هذه التنظيرات الهرائية وضعت سقفايفوق كثيرا القدرات الثقافية والأبداعية أو حتى الذهنيه لهم ككل، فهم كانوا يكتبون عن فرشاة الأسنان وغسيل الملابس الداخلية وفقع الدمامل وما أشبه من مكونات حيواتهم الخاويه التي لا معنى لها، وتقريبا كلهم أختفوا عن الساحة تماما
أتمنى أني ما طولتش
-----------
أه الروايه بتاعة الطلياني
ممله وبايخه ومفتعله
تحياتي
أسكندرانى
ملحوظة هامة
أنا مكتبتش الكلام الخاص بالجراد أنا نقلته و حاطط مصدر معلوماتى
=======
انا معاك فى انها مصنوعة كويس و يمكن ده هو الى بيخلى الواحد يحس بعد ما خلصت
أنها خلصت
====
الفكره إنّى باحب إن الروايه تعلّم
ومش عارفه ليه حسّيت من قراءة المقتطفات التى كتبتها منها إنّها لا تستحق الضجّه لأنّها مش هتعلّم !! مقدرش أقول إن وصف "مش هتعلّم" كان إحساسى الشخصى بيها لكن ما شعرت به أنّها لا تستحق أى حديث حولها و يمكن يكون ده حكم سطحى شويّه ..
بالمناسبه جريدة "البديل" كانت كاتبه مقال يمتلئ بالكلام الكبير حول رواية الفاعل فى عدد يوم الجمعه -أمس- قريته؟
Post a Comment