Saturday, July 26, 2008

علمانية

هذه التدوينة ل" المثقفين و الفلاسفة الشباب فقط " .

--

تنقسم العلمانية من وجهة نظر عبد الوهاب المسيرى الى علمانية جزئية و علمانية شاملة , و قد صدر له مجلدان عن العلمانية من دار الشروق , الأ أن الحق يقال , فقد أغفل المسيرى اهم نوع من انواع العلمانية و هى علمانية الطريق !!! .

--

فى الطريق بين سوهاج و القاهرة , على الطريق الزراعى , وسط تأملاتى , و زنقتى المحمومة , على صوت عربات التريلا و النقل و المقطورة , و صوت كلاكس السيارة و التوقف و الأنتظار لعبور الجاموس و البقر , و على انغام طارق الشيخ , أثناء بحثنا عن مكان " نفك فيه زنقتنا " سواء كان رست أو مكان مدّارى ... اكتشفت تلك الإشكالية \ العلمانية : " زنقة الطريق " .

--

تنبع تلك العلمانية من نظرية " طرطر , طرطر فى أى مكان ... صحرا إن كان أو بستان " و هى تدعو للفصل كأى علمانية , تدعو ل" فصل الحمام عن الطرطرة " . و من النموذج الإدراكى تعرف انها علمانية عنصرية زمنية أداتية مكانية طبيعية حلولية كمونية أستبطانية داروينية غريزية..

عنصرية لأن الأنثى لن تستطيع ان تمارسها , زمنية انية لحظية لأن لحظة ما تتزنق لازم تعلمن نفسك فى أى حتة آنياً حالاً , مكانية طبيعية لأنها تتدعو الى أستغلال الطبيعة لأنك تتوحد معها و لأن الحدث لا دينى و لا ما- ورائى , لحظى آنى بتعملها فى موقعك و على طبيعتك جنب اول شجرة , و بطبيعة الحال حُلولية لأنها تدفعك الى حل ازرار البنطلون و سوسته , و كُمونية لأنه يكمن فى داخل الجسم البشرى و لازم يخرج , و إستبطانية لأنه ما ينفعش حد يشوفك و أنت فى لحظات علمنتك و الأ حتبقى فضيحة , طبعاً داروينية لأنها غريزية .

بدأ أنتشار تلك العلمانية بين اوساط المثقفين و بشدة , و قد حكى لى كراكيب أنه قابل أحد أهم المثقفين المصريين فى حمام أحدى الفنادق , الذى قال له أثناء عملية العلمنة الشاملة : ما أحلى طرطرة المزنوق . ( و هنا يظهر مدى سيطرة الفكرة و ربطها بالحلاوة و الراحة و الأستمتاع – قطاع اللذة ) 

مشكلة تلك العلمانية أنها " محصورة " فقط فى العلمانية الشاملة , لا يمكن تجزئتها , لابد من عملية تفريغ كامل , و الا ستصاب بالأمراض , أول ما تتزنق لازم تتشملل و تقوم بسرعة و تفك زنقتك كلياً بغض النظر لأى أعتبارات , و هنا تتحول الطبيعة الى مادة إستعمالية , لأنك تستغل الشجر أو الصحراء للتخلص من كمونك و أستبطانك الداخلى , حيث تنفصل القيمة عن الواقع \ عن البشر , فأنت تقف معطياً ظهرك للطريق \ السيارات \ البشر و لا تبالى بهم , حيث يتم أختزال الزمن و العمر و المسافة بين أول شجرة تقابلها و بين حمام أول رست قادم .

و يلاحظ إن قطاع الدولة القومية قد طور مؤسساته الأمنية و التربوية , بجانب تطور قطاع الأعلام و قطاع اللذة :

 فالأمن يستطيع و بكل سهولة ان يعلمنك و يجعلك مادة إستعمالية , و يتم تسليعك و تشييئك , فهو قادر أن يأخذك الى القسم و يرنك علقة يخليك " تتعلمن " و تعملها على روحك . اما المدارس و التعليم فأصبحت مباءة و حمامتها دليل على نظافة مستوى الطلاب المعرفى . اما قطاع الأعلام فقد تطور و أصبح ما يبثه من برامج يمكن ان نسميه اكبر عملية طرطرة فكرية فى نافوخ البشر , اما قطاع اللذة فمع أنتشار محلات درينكيز و أرتفاع نسبة شرب البيرة التى تحول الأنسان الى منتج نهائى قابل للتعاقد و التحييد و الأغتراب عن الواقع , يتم شربها فى سفح المقطم و الطرق النائية و البعيدة و الجانبية و المناطق العشوائية حيث الأستنارة المظلمة و الشوارع مضلمة تجعل فك الزنقة يتم بسهولة . 

تلك العلمانية هى أعلى درجات العلمانية الشاملة تلغى الدين و تستبعده , تساوى بين الجميع , فلا فرق بين مزنوق مسلم و مزنوق مسيحى و مزنوق يهودى و مزنوق بوذى , تقصى الدين و المؤسسة الدينية و تستبعدهم , لا مكان للميتافيزيقيا و ما- الورائيات , تنفصل القيمة عن الحدث عن الأخلاقية الأنسانية المطلقة , يظهر و بشدة المفهوم الداروينى الحيوانى الأولى للحاجة الأنسانية المادية لأشباع \ إفراغ مكبوتاته \ غرائزه \ طرطرته , لا غرب و لا شرق , عولمة إجبارية عابرة للقارات , توحيدية إختزالية نمطية , عضوية تفكيكية , ففى لحظة الأنزناق العضوى , عقلك بيفك و متبقاش عارف تفكر فى حاجة تانية . لا يستطيع مسلم متطرف أن يهاجم مُطرطر مسيحى , و لا يمكن لزكريا بطرس أن يهاجم مُطرطر مسلم , ففى تلك اللحظات يندفع الجميع نحو نداء المادة الأستعمالية \ الطبيعة . يعنى من الأخر ... لا قيم مسيحية و لا قيم إسلامية فى زنقة الطريق , إستبعاد كامل للمنهجية الدينية .

إما إشكالية اختلاط الحقل الدلالي للمصطلح فهى عميقة و مركبة و ان كانت شاملة , و إذا رجعنا للقاموس و النصوص حنلاقى " افك زنقة , افك حصرة , اقضى حاجتى فين ؟ , نداء الطبيعة ( و له دلالة لفظية خاصة مادية رمزية ) , مزنوق , عايز أطرطر ,  عايز أعمل الخفيفة , عايز أقول رأيى فى الحكومة , رايح للعميد , ... " .

 و يتساوى هنا فى تعريف المصطلح Irving Kristol , Agnes Heller  , max Weber  , فهمى هويدى , محمد أركون و حسن حنفى ,  ليس بصفتهم مفكرين و دارسى لعلم الأجتماع فحسب و لكن لأنهم أكيد و أيضاً بيتزنقوا و بيتعلمنوا علمنة شاملة فى أى لحظة من لحظات اليوم . 

--

بعد أن توقفنا فى الطريق , فى الوصلة بين أسيوط و المنيا , لنقوم بالعملية الأجرائية . أفرغنا كل النموذج الكامن المستبطن التعاقدى و استرحنا بشدة , فتلك الوصلة لا يوجد بها أى رست فى الطريق .

عم علام سائق السيارة نزل من السيارة و سبقنا جميعاً و قام بالعملية الأجرائية التطبيقية الدريدية بعيداً عنا , قام بالتفكيك و إعادة التركيب , فك أزرار البنطلون و قام بعملية التطبيق \ الترشيد و بعد ان أستراح أعاد تركيب أزرار البنطلون , و عاد الى السيارة سعيداً مرتاحاً مما يعنى نجاح سيطرة قطاع اللذة , و نجاح سريان قانون طبيعى مادى واحد على الطبيعة و الأنسان هو قانون " الصرف " .

و هو دليل مادى قاطع واضح على إن الفلسفة و الفكر التفكيكى الدريدى و مقابله الفكر المسيرى ,  لهما تأثير مباشر على عامة الشعب . فهنيئاً لعامة الشعب مرتين , مرة لتغلغل الفكر الفلسفى العلمانى , و مرة لعم علام و لى شخصياً بفك زنقتنا . و نشكر فى النهاية نداء الطبيعة \ الأنسان . و نخص بالذكر و الشكر الشجرة الى فى مدخل قرية بنى حسن و التى إستضافت علمانيتنا الشاملة و اكدت نظرية دريدا فى التفكيك و إعادة التركيب , و ينصح عم علام بأن تتحول تلك الشجرة الى مزار سياحى للمثقفين و الفلاسفة للوقوف و مشاهدة " أثار "  أخر تطورات الفكر العلمانى .

===

15 comments:

جبهة التهييس الشعبية said...

ويا ترى ايه التحليل الطبقي للنوع ده من العلمانية
بما اني مغرمة بالتحليل الطبقي زي ما انت عارف
انا شايفة اننا نقدر نقول ان هذا النوع من العلمانية هو اقرب للشيوعية منه الى الرأسمالية
صحيح ان الرأسمالية المتوحشة بتحاول تسلع "الزنقة" بانها تعمل حمامات سياحية في الفنادق
الا اني شايفة ان لحظة الزنقة بتسيطر على الانسان وبتلغي شعوره الطبقي وتخليه يستخدم الشجرة السالف ذكرها
ويصبح الرأسمالي بجوار عم علام البروليتاري سواء بسواء تحت الشجرة

الحقيقة انا شايفة ان منظمات حقوق المرأة لازم تتنبه للنوع ده من العلمانية لان فيه تمييز ضد المرأة
فاما ان تطالب هذه المنظمات بحظر الزنقة على اي راجل او تطالب العلم بتطوير اداة تخلق نوع من المساواة بين الرجل والمرأة

ودمتم

Anonymous said...

تصدق بعد قراية البلوج ده حسيت انى هاموت و اطرطر؟

karakib said...

عزيزي عباس العبد
حان الوقت للم شتات العلمانيين من تحت الكباري و الطرق السريعة و مفترقات الطرق ... فقد اصبحت الرائحة لا تطاق بالمرة
و بالمرة نضع قانون منع الضراط اثناء العلمنه لأني مرة كنت معدي مرة واحد بيتعلمن و مش واخد خوانه راح رازعها في وشي جابتني ارضي بصراحة و من يومها قررت انه العلمنه بهذا الشكل في الاماكن المفتوحة خطر مزدوج
--------
ايه اخبار رواية ابراهيم عبد المجيد ؟؟ عجبتك ؟

عم مينا said...

يا نهار اسود كل ده جه في دماغك و انت بطرطر انت و عم علام!

abderrahman said...

كمان لازم نعرض هنا رؤية ميشيل فوكو في المسألة دي
خاصة فيما يخص الحمامات كأدة في يد الدولة لمراقبة المزنوقين عن طريق موظفينها اللي بيبقوا واقفين في الحمامات العمومية للمراقبة واحصائهم عن طريق التذاكر
كمان فيه نموذج هام في هذا الاطار بتمارسه حكومة الحزب الوطني في مشروعات الحمامات النضيفة الأشبه بالمكعبات أو مولدات الكهرباء، واللي بتلاقي ملزوق عليه شعار شباب الحزب الوطني
الشباب الجد، بيبني بكل جد
يعني الحمامات اصبحت اداة مراقبة في ايد السلطات ووسيلة لتشكيل معرفة المزنوقين

The Alien said...

الطرطرة وإنت مزنوق هي متعة من متع الحياة
لذة فريدة من نوعها وفصلها عن المكان بيديها ميزة عظيمة تجعلها من أبسط وأهم الأشياء التي يستمتع بها الإنسان

تحياتي

عباس العبد said...

جبهة
حمد الله على السلامة و ميرسى جداً على التغطية الرائعة الى أنتى عملاها
حاجة تفرح بجد
اما حكاية الحليل الطبقى فهو نموذج توحيدى أشتراكى مش شيوعى
و السبب أننا كلنا " بنشترك " فى نفس الشجرة و نفس أعراض الزنقة
اما حكاية منظمات المجتمع المدنى لحقوق النساء
فده دورك يا جبهة
ممكنى تعملى بانر للموضوع ده
بانر كبير
هههه
====
بسطاويسى
ربنا يفك زنقتك
===
كراكيب
خطر العلمانية فى ذاته , هو خطر مركب أستبطانى تفاعلى نفاذ ذو رؤية تصنينية حادة بأضافة نظرية الضراط يبقى دى علمانية تحليلية شاملة تفكيكية
لازم ترجع لتحليل النماذج المركبة اللا- انسانية علشان تدركها
--
اما طيور العنبر
لسه بسخن
===

عباس العبد said...

عم مينا
شفت الزمن
الزنقة وحشة
===
احمد نصر
أعتذر لمسح تعليقك لأنه بيدخلنا فى خط
أعتقد أنه صعب كتير مش شوية
و ملوش لازمة هنا
متاهة كبيرة و حتتفهم غلط و أنت مقدر طبعاً
أعتذر مرة تانى
===
عبده باشا
مهما كانت رؤية ميشيل فوكو
فهو اكيد بيتعلمن برضه فى لحظة من لحظات اليوم و معنى كده انه بيفصل بين الفكر التنظيرى و الواقع المعاش , بيلغى النموذج الأدراكى فى سبيل المادة الأستعمالية
و ده يدخلنا فى المتاهة الى بين محمد أركون و جورج طرابيشى
محمد اركون كتب " نقد العقل العربى " راح طرابيشى كتب " نقد نقد العقل العربى " رد عليه أركون , راح طرابيشى كتب " فى نقد نقد نقد العقل العربى " و مش حنخلص بقى من مناخوليا تحليل النص دى أبداً
هههههههههه
====
اليان
مصطلح متعة من متع الحياة
ده دليل على سيطرة قطاع اللذة
مصيبة علمانية جديدة
ههههه
====

ذو النون المصري said...

و طبعا هذه العلمانيه من مزاياها انها يستوي فيها السلفي و الاخواني و الغير و المسيحي ايضا
يعني عليها اجماع وطني من جميع المذاهب و الديانات
يعني ممكن تعمل وحده وطنيه
وحده ما يغلبها غلاب

Anonymous said...

هههههههههههه
توقعت برضو..عادي ياعم عبس..

Abu Shahin said...

:)
ايه الفقر ده

Samir Saad said...

لتروي الشعوب الظمآنة ظمأها من الفكر الجديد. ولتتشمم انوفهم رائحة الحرية. ولترتفع العيون للسماء، ولتمتلى الصدور بالهواء، ولتعلو تأوهات الإرتياح.
هنيئا لكم فكركم

human said...

انت خبيث اوى على فكرة
هههههههههههههه
اول مرة اشوفك تكتب بخبث كدة
عموما هارد عبليك بعدين لانى مزنوق اوى دلوقتى

بس ياترى فين الحمام؟
!!!!!!!!!!!!!!!!

Desert cat said...

وما ضاقت الا ما فرجت حتى لو ورا شجره
ده عمو علام ده طلع راجل مجدع
وعلمانى علمانى يعنى
غلب المسيرى وكل العلمانيين الفحوله

عباس العبد said...

ذو النون
دى علمانية توحيدية حلولية إقصائية , تزيح الدين جانباً
خد بالك دى علمانية من الأصلى
ههههه
====
أحمد نصر
أصل بينى و بينك الموضوع ما يستحملش و حنخش فى متاهة أنا فى غنى عنها و مليش دعوة بيها أصلاً
و تشرف فى أى وقت
===
أبو شاهين
منور
===
البرىء
أنت المفروض تدافع عن العلمانية دى لأنها ضد الأديان
مش تسخر منها
هههههه
===
هيومان
أنا خبيث ؟
على العموم فك زنقتك و تعال
===
قطة
عم علام ده علمانى جوانى و برانى
أصلى يعنى
المسيرى أستقى منه أفكاره
===