هذه التدوينة لا تعبر عن رأيى نهائياً . و لكنى وجدت , رغم أختلافى الشديد معها و مع أسكندرانى , وجدت أنه ينبغى على القارىء أن يعرف بعض الأراء المختلفة عن عالم الكتابة و بالأخص لأنها مرتبطة بالتدوينة السابقة .
--
-1-
عزيزي طه عبد المنعم
تحياتي ونورت المدونه, أنا معك أن الكتابة تاريخ طويل, ومحفوظ كان مجرد مثال ليس إلا بأعتباره الأول بين متساويين, لكن ما يرتكبه العايدي وجيله وما أرتكبه من قبله الأكثر شهرة من التسعينيين ليس بكتابة بل تلويث للورق الأبيض, وفعلة العايدي المثيرة للغثيان تحتوي على مثالب لو عددتها لأحتجت صفحات يفوق عددها عدد ما لوثه عمله البائس, بداية من عنوانها المسروق من عنوان فيلم (أهمية أن تكون جون مالكوفيتش), والحقيقه ان عمله ليس مسروقا من رواية نادي القتال بل من الفيلم, قررت مرة في لحظة فراغ أن أخصص وقتا لكتابة نقد عنها, ثم قررت ان الزمن أثمن من إضاعته في التحدث عن تلك التفاهه, أما بخصوص حقبة الرواية الميريتية (نسبة لدار ميريت) فهي تعبير عن وجود طبقة تمتلك فائضا أقتصاديا يمكنها من اقتناء الكتب , لكن مستواها الثقافي والعقلي لا يتجاوز الإعداديه ولذلك هي تحتاج لمثل تلك الكتابات الموجهه لهذا المستوى العقلي والثقافي , في الماضي وجدت تلك الطبقة ايضا وكانت تقرأ روايات عبير أو القصص الصحفية الطابع التافهة المضمون التي كان يكتبها عادل حموده وتلميذه إبراهيم عيسى, لكنها كانت كتابات على هامش الإبداع اما أن تصبح هي المتن ذاته فهو ما لا أجد له توصيفا مهذبا في اللغة .
فى رده على تعليق طه عبد المنعم فى تدوينة
--
-2-
إن سألتنى عن رأيى فى قيمة الرواية الشبانية , أقول لك إن هذا الكم الكبير سيتمخض بالضرورة عن كيف جيد , و لن يطول الأمر مثلما حدث معنا , فعلى أيامنا كان التقدم ببطء نتيجة لبطء التواصل و قلة أمكانياته و صعوبة النشر . فقد كان الواحد منا ينشر كتاباً و يبقى ما يقرب من عشر سنوات الى أن يتلقى رداً جماهيرياً أو ثقافياً يشجعه و يحفزه على الأستمرار فى الكتابة .. الأن الوضع اختلف نتيجة هذا القدر الهائل من التقدم فى أجهزة الأتصال و الفضائيات و الانترنت .. الخ . أصبح النشر سهلاً , و أصبح الكتاب يصدر فى سويعات قليلة , و تتم له الدعاية بشكل سريع , فقد توفرت أساليب النشر و الدعاية و الأعلام و الأعلان امام كتابنا الجدد .. و هذا و إن كان شيئاً جميلاً فأن مخاطره ليست كذلك , لأن السهولة تحرم الكاتب من مرحلة شديدة الأهمية فى بنائه الفنى : مرحلة التكوين , ثم مرحلة البدء فى الأبداع , ثم مرحلة التجويد , هذه المراحل الثلاثة التى عاشها جيلنا و الأجيال السابقة عليه أختصرت , أو ربما الغيت , و أصبح الكاتب " تطق " فى دماغه فكرة رواية فيجلس ليكتبها , سواء كانت لديه خبرة بكتابة الرواية أم لا . قرأ فيها كثيراً ام لا .. الى أخر هذه المقومات التى يجب توافرها .. ثم يدفع بها الى المطبعة و يدفع من جيبه نفقات النشر , و يدفع من جيبه للدعاية لها , و يقيم حولها الندوات , و فى الغالب يكون ما نشر لا يزيد عن خمسمائة نسخة .. كل هذا يجعل الكاتب يتوهم أنه أصبح كاتباً بالفعل , و بعد قليل يبدأ الشكوى من الأضطهاد و الظلم , و يطالب لنفسه بموقع بين القيادات العامة .
و يصاحب ذلك هبوط فى المتابعة النقدية الى حد إنعدامها تماماً من الثقافة العربية , صحيح أنه يوجد من يكتبون فى النقد , و لكنه ليس الا كلمات صحفية غير واعية و غير خبيرة بهذا الفن او غيره من الفنون , حتى الندوات ليست الا دردشة . يظن البعض منهم أن النقد هو البحث عن المثالب أو الهجوم الشرس على العمل الفنى و صاحبه , و يظن الأخرون أنه المدح .. هذه السهولة فى النشر و الدعاية لا تخلق كاتباً , بل تخلق نوعاً من الشوشرة على النتاج الأدبى الحقيقى .
-
لكى نتكلم عن الأضافة و نقول إن الشبان أضافوا أم لم يضيفوا فإن هذا سابق لأوانه جداً – و أشار بيده الى أعلى – فكاتب ينشر رواية أو اثنين او حتى ثلاث بهذا الأسلوب الذى ذكرناه , و فى هذه الظروف العامة التى أشرنا اليها , لا يمكن أن يشكل أى أضافة , انما هو بالكاد يقدم نفسه , و نحن أيضاً – بالكاد – تعرفنا على ملامحهم , لا أزيد و لا أقل , بعضهم كانت ملامحه واضحة و تدل على انه سيكون شخصية , و هذه هى النسبة التى تقول أنت أنها تمثل ربع النتاج المطروح 25 % وبعضهم ملامحه لاتزال غائمة , غير واضحة تماماً , و بعضهم الثالث بلا ملامح من الأصل ! و حين أقول الملامح اقصد بها الخصائص الفنية التى يتميز شخص دون أخر و مدى استعداده و قدرته على تطوير هذه الخصائص و إنضاجها .
و فى هذا الميزان أقول أنى معجب بعدة مشاريع لكُتاب سيكونون جيدين فى يوم قريب جداً , و هناك نسبة منهم أراهن عليها بشدة لأقترابى منها و تأكدة من مواهبهم , حتى و لو كانت ثقافتهم قليلة مثل حمدى أبو جليل و احمد العايدى و ياسر عبد اللطيف و ياسر أبراهيم و شحاتة العريان و سهير المصادفة و حيد الطويلة و مكاوى سعيد و محمد داوود و احمد ابو خنيجر و محمد صلاح العزب و ياسر عبد الحافظ و سحر الموجى و أمينة زيدان مع الأعتذار عن الأسماء التى غابت عن ذهنى بحكم الأنشغال . هؤلاء أراهن عليهم , و لا يعنى ذلك اننى الغيت الأخرين , لا , بل أننى اتحفظ حتى على رهانى , لأن الزمن هو الفيصل الحقيقى , و هو الحكم العادل فى هذا الأمر على وجه التحديد , لأنه كان فى جيلنا , و فى كل الأجيال , اناس يحققون حضوراً قوياً فى مراحلهم الأولى ثم يتساقطون فى الطريق لسبب أو لأخر . فلكى نحكم حكماً صائباً على تجربة ما فلابد أن يكون ذلك بعد عشرين عاماً , فان كان لدى الكاتب موهبة تكون قد تأكدت , و أن كان هشاً يكون قد أنتهى .
-
دائماً ما يقع الكاتب الشاب فى الرغبة غير الواعية للصدام مع المجتمع و الخروج على التقاليد لمجرد الخروج . هذا الكاتب فى العادة يعانى من ضغوط أجتماعية و تربوية قاسية . يخضع لها طويلاً و حين يجلس للكتابة يجد نفسه – تلقائياً – فى حالة مقاومة لهذه العادات و التقاليد التى تضغط عليه و ترغمه إرغاماً على أن يعيش و يأكل و يفكر و يتزوج و .. و .. بطريقة معينة .
هذه حالة صحية فى جزء كبير منها , و لا تكون صحية تماماً إلا إذا الكاتب قد تكونت لديه مبادىء فلسفية خاصة من وراء الكتابة .. معظم الكتاب الشباب ليست لديهم أى فلسفة من وراء الكتابة إنما هم " يكتبون و بس " محاكاة لما قرأوه لكبار الكتاب العالميين او المحليين , و تبقى فى وجداناتهم تأثيرات من هؤلاء الكتاب الذين قرأوهم , فتتسرب الى نتاجاتهم دون أن ينتبهوا .. الأعمال الأولى لأى كاتب لابد ان تكون هكذا , قلما يأتيك كاتب بعمل اول قريب من الكمال , لكن الكاتب الواعى بموهبته لا يقع فى هذه الصدامات بالمجان , انما هو يتخير المناطق التى تصلح للصدام المثمر : أن يعمل على تحرير القارىء من عادات بالية لا جدوى منها , ان ينبه القارىء الى مواطن الزلل فيتجنبها , ان يشرح له تفاصيل تجربة حساسة .. وإن لم تكن هذه التفاصيل ضرورية لإثراء التجربة و شحنها بالمصداقية فانها تكون تزيداً و فضولاً يسقط العمل .
و نحن يجب ان نتجاوز قليلاً عن طلب التكامل الفنى فى التجارب الأولى , لكننا يجب أن نحذر – بشدة – الكتاب المولعين بالفضح , و بالأمعان فى وصف الضعف الأنسانى , لأن هذا فى النهاية يعتبر تكريساً للفضح و الضعف الأنسانى .
أنا اوصى أبنائى من الكتاب الشبان ان يفتشوا وراء كل مشهد سيكتبونه , و ان يقوموا بعملية غربلة او تحليل – بالمنطق الشعبى – بالمنخل الحرير , بحيث لا يتسرب للمشهد أى مظهر من مظاهر العقد النفسية للكاتب . على الكاتب أن ينتبه جيداً الى عقده النفسية الخاصة , و الى إجنه الخاصة – بمعنى أن يكون الكاتب ممروراً من شىء أو شخص او وضع – لأنه ان لم ينتبه اليها س" يفطس " العمل . هذه هى المشكلة الكبيرة أمام الكتاب الشبان : كيف يتحرر الكاتب من هذه العقد النفسية و الإحن الشخصية حين يكتب , سواء عن نفسه أو عن الناس , إذا تحرر منها سيقدم فناً صافياً خلاقاً . احذرهم – كذلك – من الأغراق فى تفاصيل الجسد , أو فى وصف الجسد , أو فى عبادة الجسد , لأن الجسد مجرد وعاء . و انت حيت تكرس للجسد فأنت تكرس للوعاء الذى لا قيمة له فى نهاية الأمر . فنحن نرى الجسد من خلال النفس التى تسكنه و لا نرى النفس من خلال الجسد .
جزء من حوار اجراه سمير درويش
مع الكاتب : خيرى شلبى
نشر بمجلة الثقافة الجديدة
العدد 220 – يناير 2009
--
15 comments:
مبدئيا و لحين القراءة بعد الفراغ من الامتحانات
تدويناتك اصبحت لا تصل كاملة على الريدر
تقريبا ده مرتبط بالتيمبليت الجديد
عزيزى رامز
أولا أنا أتفق مع الكزمى أنها لا تظهر كاملة على الريدر لأنى أتابعك من هناك
ثانبا:
لأن لدى الان مشوار مهم
وليس لدى وقت الان للتعليق
فيتأجل الى المساء أو غدا
والى ذلك الحين يعجبنى النقاش معك لأننا مشتركون فى وجهات نظر كثيره
وأيضا الى ذلك الحين
كتبت نوت على الفيس بوك
ورد عليا كريم سامى ورديت عليه
أعتقد أنها نفيد الموضوع الذى نتكلم فيه
http://www.facebook.com/note.php?note_id=47644781089aceoff
طه عبد المنعم
رأي شديد الاعتدال من روائي شديد التميز..لا يطبل فيه كما يحدث بشكل معتاد في الفترة السابقة..وفي نفس الوقت لا يهاجم على طول الخط
عجبتنى أوى التدوينه دى .. خصوصا الحديث عن دور النقد المنعدم تقريبا على ساحتنا الثقافيه !! صحيح ليه مفيش نقّاد ممكن الواحد يقرا لهم و يثق أن كلامهم نزيه و ليس له غرض مريب؟ ولاّ يمكن أنا اللىّ ماعرفش ..
باقول لك إيه مش ممكن تقول لنا الكتب اللىّ جبتها السنه اللىّ فاتت من المعرض إيه منها عجبك و إيه كان أى كلام؟ للاسترشاد يعنى :)
بص يا قداستك
مهما كان مستوى الكتب سئ او مش عالي الجودة لكن يحسب لميريت انها نشرت كمية كبيرة من الكتب و احييت فكرة النشر و التوزيع من تاني
صحيح مش هي الوحيدة حيث ان الشروق مثلا من كام سنة بدت هي كمان تعيد
احياء تراثها
لكن منقدرش ننكر ان ميريت رمت حجر في البركة الراكدة و قدمت لشباب كتار مكنتش الشروق او غيرها يجرؤا انهم ينشرولهم و يخاطروا بسمعتهم
ده شئ
الشئ التاني احب احكيلك بسرعة حصل ايه امبارح معايا في الشغل
زميلة عمل المانية طبعا هي منبهرة بكل و اي مشهد يعدي عليها في قطر
البحر
الجمال و المعيز
الشمس
مراكب الصيد
زهور
كلشنكان يعني
الاخت بعتت صورها لموقع انترنت في المانيا
دفعت لهم مبلغ لا يتعدى ميه ريال
طبعولها الصور في كتاب و عليه اسمها و ورقه فاخر جدا و باخراج فني عالي اوي
يعني هي لا راحت تعبت نفسها في انها تدور على دار نشر و تعاقد و فكرة ان الكتاب ميستاهلش ولا يستاهل
انا مش قصدي ان احنا نطبع عمال على بطال
بس مينفعش نكون يدوبك بدانا نحرك عادة القراءة و التاليف و طوالي بعدها نعترض ان فيه كتب و روايات كتيرة اي كلام و انه كمان مافيش نقاد ينقدوا الاعمال دي كلها و حشرحلك مشكلة النقد عندنا ليه حاصلة اصلا في تعليق تاني ان امكن
خلي الكتب تنطبع، و خلي مؤتمرات السرد الشعري و الشعر السردي تقام معلش حتى و ان كانت بتتاخد من ضرايبنا، على الاقل احسن من الزمالك اللي بياخد من ضرايبنا اشي و شويات و بيخسر بقاله كام سنة
صدقني بعد كدا الكويس حيفضل و الردئ حيستخبى و يتم تجهاهله كرد فعل طبيعي لسطحيته و مستواه الغير جيد
انا متاكده انك قرات تاريخ الادب في كام دولة و امبراطورية
مؤكد حتلاقي انه تمت الاشارة لوجود اعمال ادبية معينة لكن لعدم نجاحها لسبب او اخر انزوت في ثنايا التاريخ
لكن واحد زي شكسبير اهو قاعد على قلبنا لغاية دلوقتي
بس مؤكد في وقته كانت فيه ناس تانية بتكتب و بتالف و ده عن دراسة مش بقولك كلام من نخاشيش مخي مثلا
نيجي بقى لمشكلة النقد
في بوست كان كتبه نائل الطوخي بينقد فيه شعر احمد فؤاد نجم
انا مش فاكرة امتى لكن من فترة طويلة اوي
و طبعا عاديك على اللي حصل
بس فيه تعليق من حد عجبني
قال/ت ان مشكلتنا اننا في الادب العربي عمرنا ما بندرس نقد للادب العربي
احنا بنحلل معانيه و نستكشف القابع ما وراء المعنى و كل الهرتلات دي
بس ان حد يعلمنا ازاي كل واحد يعبر عن رايه في المقطع الفني اللي قدامه، مافيش.
احنا مادام الكاتب او الشاعر بقى كاتب و شاعر يبقى مقدس و مينفعش نمسه بكلمه كخة
يعني لغاية وقت قريب حد يقدر يطلع يقول ان شعر احمد شوقي سخيف و ممل و مش بينزلي من زور؟
مؤكد حترمي بالف جزمة منتظر لاني جرؤت على التصريح بالتعبير في شاعر من اهم شعراء مصر في زمن معين
و العكس صحيح ان اي دارس لادب غير عربي حيتعلم ينقد و يفصص و يطلع كل القطط الفطسانة في اي قصيدة يقراها او رواية يكتشفها
برضو ده مش معناه اننا بننقد فقط لغرض الكشف عن السلبيات لكن انت مؤكد فاهم قصدي ايه بالنقد
في بقى مصيبة تانيةالا و هي اننا بنشخصن الادب
يعني لو كاتب او شاعر كتب شئ يبقى لازم اللي كتب عنه يكون حصله
او على القليل حصل لقرايبه
مينفعش يكون انتاجه مفصول عن شخصيته
و دي حتى بتحصل في تدوينات لمدونين هنا
واحد يكتب مشاعر و احاسيس عن حب و بنت بيحبها و ابص رمش عار فايه
تلاق يالناس داخلة تهنيه بالحب الجدي و تجاهلت النص خالص
انا مش بقصد هنا بوست اللي كان من كام اسبوع
بس دي فعلا حصلت هاني من حوالي سنة تقريبا
يعني هما قتلوا روح النص و خلوها حفلة تهانيو تاني في امثله كتيرة عن الموضوع
بص عشان مهببش في الكلام اكتر من كدا
حنتهي و اقولك اننا بشكل عام حتى لو عندنا ادب مكتوب بس معندناش بقية الشروة، مافيش نقد، مافيش تحليل، حتى لما بدانا نعمل حفلات توقيع و غيره مش بتم زي ما هو مقصود
يمكن في محاولات جادة عشان معممش
لكن الاغلبية العامة في الضياع
املي انه على الاقل بدينا نتحرك و نهتم بالقراءة و شرا الكتب و ان دي مبقتش حاجة غريبة
اسفه جدا اني طولت و فتحت كذا موضوع مع بعض لكن الموضوع جه على هوايا وحسيت لازم نربطه بكام حاجة متعلقين ببعض بخصوص الادب
تحياتي و السماح
محمد الكومى
ربنا يستر من موضوع التيمبليت الجديد
و فى انتظار تعليقاتك
===
طه عبد المنعم
مش عارف أخش على لينك الفيس بووك .
فى انتظار تعليقاتك .
===
شاو
انا مختلف فى جزء مع حضرتك و متفق فى جزء تانى
نورت المدونة .
زمان الوصل
لأ فعلاً مفيش نقاد بجد .
انا سمعت فى جلسة أدبية قبل كده , ان كثير ممن يكتبون نقد عن النتاج الأدبى بيبقوا متظبطين قبلها , يا اما صحاب الكاتب , يا اما معارفه , يا اما معزومين . لدرجة ان كان فى مجموعة مقالات نُشرت فى نقد ( مديح ) احدى دور النشر و أخرى فى ذم دار نشر أخرى , و نشرت المجموعتين فى احدى المجلات الأدبية , و لما سئلت عن سر المدح المتواصل للدار الفلانية و الذم المتواصل للدار الأخرى , كانت الأجابة , اصل الكاتب يا سيدى حتصدرله مجموعة مجانية من الدار الفلانية و مش حيدفع عليها فلوس , فنازل مدح , و لأن الدار التانية رفضت نشر مجموعته !!! . لا تعليق
--
بالنسبة للكتب
أحب أقولك حاجة تبان سخيفة جداً لكنها حقيقة بالنسبة لى
نسبة الجيد الى المشترى لا تتعدى ال20 فى المية . يعنى كل 100 كتاب ميكملش 20 او 22 عشرين كتاب يتقال عليهم كويسين , اما اللى يتقال عليهم حلوين و يشدوكى من الجلدة للجلدة لدرجة أنه تصعب عليكى ان الكتاب خلص , فلا يزيد عن 10 % , الأصدارات السنة اللى فاتت كانت زفت زفت زفت . اما الأسوأ أن من 30 الى 40 % من مساحة المعرض حتنخفض و يتبع ذلك انخفاض فى دور النشر العارضة و كمان فى المساحات , يعنى و الحال كده و النتائج كده , أعتقد ان ده حيبقى أسوأ معرض سواء فى المعروض ككم او ككيف . ربنا يستر
حفصت و صوفيت
هو ده الى انا عايز أقوله و كنت قصده من التدوينة اللى فاتت و دى كمان . هو ده بالظبط , و هو ده ماخذى على أسكندرانى و حتى مآخذى على خيرى شلبى . دور القارىء , احنا يا بنى أدمين . احنا اللى لازم تحترمونا و تشوفوا أحنا عايزين أيه و ليه .
--
كام دار نشر فتحت من بعد ما ميريت خدت المسئولية و شالت هم انها تنشر النتاج الأدبى للشبان ( سواء كويس أو وحش ) , بس هى البوابة اللى دخل منها الكثير حتى علاء الأسوانى اتعرف عن طريق ميريت قبل ما تلحقه مدبولى و بعدهما الشروق . ميريت بتطلع الكتاب ب10 جنيه فى عز ما كانت الرواية العادية لكاتب مجهول بتنزل ب30 و 40 جنيه من أى دار نشر تانية !!! . و لو من لبنان بتتكلم فى 60 او 70 جنيه . ميريت نزلت للقارىء جيل جديد من المؤلفين .. ( على فكرة و ملحوظة مهمة : ميريت ما بتنشرش روايات بس , بتنشر ترجمات لروايات عالمية , و كتب فى مجالات اخرى - سياسة و الاجتماع و المعرفة و الثقافة ) .
ميريت فتحت بوابة كبيرة و مليون دار نشر فتحت بعدها .
فى أصدارات زبالة طبعاً من كل دور النشر مش من ميريت بس , رياض الريس و الاداب ما هى بتطلع روايات زفت و محدش بيفتح بقه و لا علشان الرواية
بتبقى ب70 جنيه تبقى كويسة و ميريت غلبانة ب10 جنيه تبقى وحشة . !!!
نجيب محفوظ اتقال عليه فى الأول انه تعبان جداً ( حتى اسكندرانى قال كده ) لكنه كمل , انا قريت مقال اتنشر فى مجلة الهلال من كام سنة عن ان يوسف ادريس كاتب فاشل أتنشرت فى بداياته و ليس له مستقبل , يحيى حقى فى مقدمة " تلك الرائحة " لصنع الله أبراهيم قال عليه اللى قاله و ممكن ترجعوا للنص .
و صنع الله ابراهيم فضل و ادريس بقى ملك القصة القصيرة .
حفصت و صوفيت
نيجى بقى لموضوع النقد , عارف أيه مشكلة موضوع النقد يا صوفيت ؟
مناخوليا تحليل النصوص اللى كلت دماغ الناس , بجد حاجة قلت أدب . انا كقارىء يهمنى أنى بعد ما اقرا الرواية أقفلها و أقول : الله دى جميلة , دى دمها خفيف , دى لذيذة , دى جامدة قوى , لأ دى بتقول , دى لازم تتقرى تانى , فاهمانى طبعاً .
انا مالى بالمدارس النقدية من بتوع البنيوية و التفكيكية و زمن الرواية و خرم القصة و مؤخرة النص و البنية و التحليل و حناكة و ام ترتر . مفيش حد بيتولد ما بيقراش ميكى و سمير و تان تان , رجل المستحيل و عبير , و بعد كده بيعرف محفوظ و ادريس و السباعى , يتطور , و لما يفتكر ايام تان تان و سمير بيضحك , بس ما حدش يقدر يقول عليه عبيط انه كان بيقراهم .
مفيهاش حاجة لما اقرا العايدى و العزب و الطوخى و محمد علاء الدين , اصدارات ملامح و أكتب و الدار و ميريت , حتطور , لازم حتطور . هو فى مثقف ما بيقراش جرايد ؟ كلهم بيقورا جرايد , مع أن الجرايد مش " ثقافة " بس لازم تتقرى . الناس دى بتكتب , طيب ما هو العايدى أختفى و ملوش أصدارات تانى و أكيد بعد خمس او ست سنين كمان محدش حيفتكره , و الجيل ده كله حيفضل منه لو فضل تلاتة أو اربعة , ليه بقى نفطس الناس من قبل ما يكتبوا و نعرفهم , ما تسيبوهم . خنقتونا .
انا معنديش مشكلة فى شخصنة الأدب , لأن التجارب الأنسانية بتعطى غنى و بتعرفك على نفوس و شخصيات تانية و كده و حركات و بتاع و و شاى بالنعناع , و بعدين و ماله لو قصدك بالبوست اللى كان مكتوب هنا , أكيد انا فاهم قصدك .
بالنسبة لموضوع فلوسى , لأ انا مش موافق انها تتصرف على ناس مش بيحترمونا و بيعاملونا فى الأخر من طرف مناخيرهم و لما تيجى تلكمى حد منهم , يقولك انك مش فاهمة حاجة و مبتعرفيش تقرى و جاهلة , و دى حصلت قبل كده لو تفتكرى من " كاتبة " و على المدونة عندى .
و كل عام و انتم بخير .
كلام خيري شلبي سليم 100 % , في رأيي الفوران الضخم اللي حصل في النشر ده كان شئ مهم جدا جدا, أي ثورة بيسبقها فوران بعدين بتنقّي نفسها بنفسها و يفضل الحقيقي و المهم
معلش أنا عارفه إنّه تعليق متأخّر يمكن مايتقريش
بس كون أن "ميريت" تنشر الكتب سواء كانت جيّده أو سيّئه ليس دائما فى صالحها بل أراه سلاح ذو حدّين لأنّه بيخلّى الإنسان و هو بيشترى كتاب من مطبوعاتها محتار هو ينتمى لأى نوع من الكتب التى تنشرها هل هو جيّد أم سيّئ !! زى ما المترجم ممكن بعد فتره يكون له جمهوره الذى يشترى ما يترجمه ثقة فى ذوقه و فى اختياراته أتصوّر أن دار النشر كذلك ..
كمان نقطة شخصنة الأدب التى تحدثت عنها "حفصه" ..
فى المدوّنه ممكن جدّا تفترض أن ما يكتبه المدوّن خاص به و يعبّر عن أمر شخصى لأن المدوّنه فى حد ذاتها و لشكلها و طبيعتها كوسيلة نشر تتيح لصاحبها أن ينشر من خلالها أمور شخصيه و ليست ذات صيغه أدبيه .. على خلاف الروايه أو القصّه التى يفترض أن من يكتبها حرفته الكتابه و من ثمّ مش كل اللىّ هينشره هيكون شئ شخصى .. ولو إن مش دايما الكاتب نفسه بيكون عنده ما يتحدّث عنه بعيدا عن خصوصياته و لو كانت موهبته متواضعه أو محدوده ممكن تلاقيه غير قادر على التجديد فيما يكتب و من ثمّ يعود للحديث عن نفسه من وقت لآخر .. و يمكن ده يظهر فى الكتابات النسائيه بشكل أوضح من كتابات الأدباء الرجال .. مش اضطهادا للنساء والله لكن فيما يبدو لاتزال الكاتبات فى مرحلة عدم تصديق أن الفرصه صارت متاحه للخروج من القمقم و التعبير عن الذات فيسقطن فى فخ التمحور حول الذات و الحديث عنها و عن عذاباتها و آلامها دون الالتفات لما هو إنسانى بشكل أكبر منه مرتبط بجنس بعينه
زمان الوصل
انا كنت اقصد اكتر الادب بشكل عام
و تدوين في بعض الامثلة لما ناس كتبت نصوص ادبية
انا مش ممانعة ان الكاتب يخلط بين الحقيقي الشخصي و التخيلي المتامل مثلا
انا بعمل كدا ساعات لما بكتب حاجة ادبية بيكون اساسها شخصي و انا ضفت عليها من خيالي
انا مشكلتي ان القراء بيتعاملوا مع النص كانه شخصي بحت و فقط
و حديكي مثال على قصدي يمكن يوصل رايي
انا لما قريت رواية المرايا لنجيب محفوظ انبهرت بكذا حاجة فيها
اسلوب الوصف لكل شخصية
اسلوب السرد نفسه في ربط الاحداث و الشخصيات ببعضها
و انبهرت بفكرة الرواية زي ما فهمتها انا و هي كانت ان الراوي صاحب الرواية متذكرش اسمه ولا مره في الرواية و لا انتي تعرفي عنه المعلومات الشخصية البديهية ليه كما هو متبع في اغلب روايتنا
و لكن لانه بيشوف نفسه من خلال غيره من البشر المحيطين بيه فكانوا بيمثلوله مراءة نفسه
من هنا كان الاسم
لكن فوجئت بعد كدا ان ناس كتيرة سبب انبهارها بالرواية هي انها بتحكي فصول حقيقية من حياة المؤلف (محفوظ نفسه) و كان عنصر الابهار هو مين يطلع فلان الفلاني اللي هو حكى عنه؟
فدي شخصنه للرواية في رايي قللت من قيمتها
بينما انا بالنسبة لي مخدتهاش من ناحية يا ترى اذا كانت حصلت لمحفوظ ولا لأ و لا اهتميت بمين فلان و مين علانة
ارجو ان قصدي يكون وصل
محمود عزت
منور المدونة يا شاعر الشعراء
انا موافقك أنه أكيد حيفضل الكويس و الأصلح و الأبقى , ده معناه ان الكل لازم يكتب و الكل لازم ينشر و الا حنعرف انه ده كويس منين ؟ ما هو من المقارنة , و الا يبقى بنحجر على الناس و نفرض وجهة نظر احادية ؟ الأسوانى اتعرف منين لمدبولى ؟ العزب اتعرف منين لدار الشروق ؟
===
زمان الوصل
مش عيب ان ميريت تنشر روايات عامة لصغار الكتاب . كل دور النشر بتنشر روايات . الأداب و رياض الريس مش كل ما ينشروه كويس . فى حاجات زبالة . مش كل حاجة بتنشرها مدبولى او الشروق كويسة و ده ما بيضايقش القارىء اللى عايز يقرا , لأنه عارف و هو نازل يشترى انه ممكن يكون الكاتب الجديد سيىء . صحيح ان دور النقاد انهم يوعوا القارىء للغث و للثمين . لكن لأن معندناش مجلات او صحف ثقافية بتهتم بالاصدارات الجديدة و تكتب عنها سواء فى الرواية او القصة او حتى السياسة . فتلاقى ان الناس بتقرا هى و حظها .
عارفة الكتاب بيتعرف ازاى فى مصر ؟
واحد بينزل يشترى , عجبته رواية اشتراها , بيقول لصحابه و بكده تنتشر . و بعد كده يكتب عنها النقاد . فتتعرف أكتر
شفتى منطق مقلوب أكتر من كده ؟
لا تتعجل يا عزيزي رامز
كما حدث للتسعينيين من قبلهم وكل واحد لاقى له سبوبه تأكل عيش وبطل أدب وهرش مخ, بكره برضه دول يلاقوا لهم سبوبه حلوه ويكبروا دماغهم ويحلوا عن سمانا
أحتمال يكون زمن الأدب أنتهى في مصر؟
ممكن ليه لأ؟
نحن ببساطه ندخل عصور مظلمه جديده كما فعلنا من قبل في العصر المملوكي وبعده تحت النير العثماني
تحياتي وشكرا على تشريفي بوضع كلامي بجانب كلام خيري شلبي
Post a Comment